"قضية بورسعيد" تعيد الارتباك للدوري المصري

القاهرة - في الوقت الذي ترقبت فيه جماهير كرة القدم المصرية إقامة مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي، في الأسبوع الـ14 من مسابقة الدوري العام، أملا في عودة المياه إلى مجاريها بين الناديين، فجر اتحاد الكرة مفاجأة، وأعلن عن تأجيل المباراة إلى أجل غير مسمى، على خلفية تزامنها مع محاكمة المتهمين في (مجزرة) بورسعيد.
كان الأول من شهر نوفمبر عام 2012 قد شهد مأساة كروية مروعة، على خلفية الأحداث التي نشبت، عقب لقاء الأهلي والمصري على ملعب الأخير في الدوري العام في مدينة بورسعيد على ساحل البحر المتوسط، وهي الاشتباكات التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي، مما تسبب في حالة احتقان بين الناديين، وظلت مدينة بورسعيد لفترات طويلة مدينة محظورة بالنسبة إلى أهالي القاهرة. القضية أخذت مناحي أمنية وسياسية، ولا تزال انعكاساتها الاجتماعية والكروية مستمرة.
تأجيل المباراة، وإقامة مباراة الأهلي ووادي دجلة المؤجلة من الأسبوع الثاني بدلا منها في الموعد نفسه (20 ديسمبر الجاري)، تسبب في إرباك جدول مباريات الدوري، حيث قرر اتحاد الكرة أيضا تأجيل مباراة الداخلية ووادي دجلة في الأسبوع الـ14 المحدد لها 17 ديسمبر إلى موعد يحدد في ما بعد، كما تقرر تعديل موعد مباراة المقاولون والإسماعيلي في الأسبوع نفسه، لتقام في الساعة الثانية والنصف ظهرا بدلا من السابعة والنصف مساء. مسؤولو النادي المصري، وعلى رأسهم ياسر يحيى رئيس النادي، أعلنوا استياءهم من قرار اتحاد الكرة.
تكبد النادي المصري خسائر مادية على خلفية القرار، حيث ألغى مجلس الإدارة كافة الترتيبات الخاصة بالمباراة، وتمت مخاطبة شركة الطيران وفندق الإقامة لإلغاء الحجوزات، فضلا عن إلغاء حجز ملاعب التدريبات. فوت اتحاد كرة القدم الفرصة على مجلس إدارة المصري، حيث كان ينوي زيارة النادي الأهلي منتصف ديسمبر الجاري في محاولة لتهدئة الأجواء بين الناديين قبل المباراة، وهو ما دفع رئيس النادي المصري إلى توجيه النقد إلى اتحاد الكرة الملقب بـ(الجبلاية)، مؤكدا على أن مثل هذه القرارات تحول دون تقدم الدولة.
أكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم، لـ”العرب”، أن قرار التأجيل جاء بناء على طلب من الجهات الأمنية، وذلك لتزامنها مع جلسة إعادة محاكمة المتهمين في مجزرة بورسعيد، والتي ستقام في اليوم نفسه، وهو ما دفع “الجبلاية” لتبديل مواجهة الأهلي والمصري بمباراة أخرى مؤجلة.