قرعة سهلة للبرازيل في كوبا أميركا 2019

أسفرت قرعة بطولة كوبا أميركا 2019، التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، عن مواجهات متوازنة بالنسبة إلى منتخب الأرجنتين. وعلى الورق يبدو أن “التانغو” هو الأكثر حظًا في العبور إلى الدور ربع النهائي. فيما ستشهد المجموعة منافسة قوية بين باراغواي وكولومبيا على المركز الثاني، ومن المتوقع أن يصبح المنتخب القطري هو الحلقة الأضعف، في ظل الفوارق الفنية مع المنافسين.
ريو دي جانيرو (البرازيل) - سادت البرازيل حالية من الارتياح بعدما أوقعت قرعة بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية 2019 لكرة القدم (كوبا أميركا) المنتخب البرازيلي في مجموعة تبدو سهلة، بينما أوقعت المنتخب الأرجنتيني، المتوج باللقب 14 مرة، في صدام مع نظيره الكولومبي.
وشارك في إجراءات القرعة نجوم مثل أسطورة منتخب البرازيل للسيدات مارتا ومواطنيها كافو وزيكو والأرجنتيني خافيير زانيتي والكولومبي فرانشيسكو ماتورانا الذين اختاروا الفرق الموزعة على ثلاث مجموعات. ويتأهل إلى ربع النهائي صاحبا المركزين الأولين في كل من المجموعات الثلاث إلى جانب أفضل منتخبين في المركز الثالث.
لكن على المنتخب المضيف أن يكون حذرا رغم الأفضلية الواضحة على الورق، لأنه ودع الدور الأول من النسخة الأخيرة عام 2016 (4 مجموعات عوضا عن 3) بخسارته في الجولة الأخيرة أمام البيرو (0-1) التي يلتقيها مجددا في الجولة الأخيرة في 22 يونيو.
قرعة سهلة
وتنطلق البطولة التي تحتضنها البرازيل في 14 يونيو المقبل بمباراة المنتخب البرازيلي أمام نظيره البوليفي في المجموعة الأولى، بمدينة ساو باولو، ثم يلتقي المنتخب الفنزويلي مع منتخب بيرو في المباراة الأخرى بنفس المجموعة.
ورغم القرعة السهلة للمنتخب البرازيلي، المصنف الثالث على العالم والذي يواصل التعافي من صدمة الخروج من دور الثمانية بكأس العالم 2018 في روسيا، يترقب الفريق وجماهيره حالة نجمه نيمار وسط حالة من القلق. وتعرض نجم الهجوم البرازيلي للإصابة مجددا في القدم اليمنى، خلال مشاركته مع فريقه باريس سان جرمان الفرنسي في المباراة التي انتهت بالفوز على ستراسبورغ 2-0 في دور الـ32 من كأس فرنسا، وربما يحتاج إلى عملية جراحية. ويتطلع المنتخب البرازيلي إلى الاستفادة من استضافة البطولة القارية على أرضه أملا في التتويج بها للمرة الأولى منذ عام 2007 ومصالحة جماهيره بعد الخروج من دور المجموعات في النسخة الماضية من البطولة والتي أقيمت في الولايات المتحدة عام 2016. وللبرازيليين ذكرى جميلة من استضافتهم الأخيرة للبطولة القارية قبل 30 عاما، وتحديدا عام 1989 حين تألق الثنائي روماريو وبيبيتو وقاد بلاده لفك صيام دام 40 عاما عن الألقاب في كوبا أميركا.
بالنسبة إلى الغريم التقليدي المنتخب الأرجنتيني الذي خسر نهائي النسختين الماضيتين عامي 2015 و2016 بركلات الترجيح أمام تشيلي في المناسبتين، فلم ترحمه القرعة إذ وقع في المجموعة الثانية بمواجهة كولومبيا والباراغواي. ووقعت في هذه المجموعة أيضا قطر، منظمة مونديال 2022 التي انضمت في نسخة 2019 إلى لائحة ضيوف البطولة من خارج القارة، على غرار منافستها الآسيوية اليابان التي تعود إليها للمرة الثانية بعد عام 1999، لخوض الدور الأول في المجموعة الثالثة بجانب تشيلي بطلة النسختين الأخيرتين والأوروغواي حاملة الرقم القياسي بعدد الألقاب (15) والإكوادور.
رغم القرعة السهلة للمنتخب البرازيلي يترقب جماهيره حالة نجمه نيمار وسط حالة من القلق
ولا تزال الأرجنتين تبحث عن تتويج أول على الصعيد الدولي منذ عام 1993 حين أحرزت لقب البطولة القارية للمرة الرابعة عشرة في تاريخها، وهي تمنّي النفس بأن تكرر نتيجة آخر مشاركة لها في البرازيل وأن تذهب خطوة أخرى إلى الأمام والفوز باللقب، بعد أن حلت وصيفة في مونديال 2014 (خسرت أمام ألمانيا 0-1). على مستوى تاريخ المواجهات المباشرة للمنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الكولومبي، يمتلك راقصو التانغو سجلا مبهرا، حيث حققوا 24 فوزا، مقابل 8 انتصارات لكولومبيا، وكان التعادل حاضرا في 7 لقاءات. ولم ينجح منتخب كولومبيا في تحقيق أي فوز على الأرجنتين منذ نوفمبر 2007، عندما فاز الفريق بنتيجة (2-1)، ومنذ ذلك الحين، استمر راقصو التانغو في الحفاظ على سلسلة اللاهزيمة خلال 8 مباريات، حيث حققوا 5 انتصارات و3 تعادلات.
كما يقف التاريخ برفقة الأرجنتين أمام باراغواي، حيث لعب المنتخبان معا 106 مباريات، وحقق راقصو التانغو الفوز في 58 مباراة، بينما تعادلا خلال 32 مواجهة، وخسروا 16 مرة فقط. أما المنتخب القطري، فلم يلعب إلا مباراة واحدة ودية أمام الأرجنتين في نوفمبر 2005، وحقق راقصو التانغو الفوز بثلاثة أهداف نظيفة.
ويبقى التساؤل بشأن القائد ونجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي الذي اعتكف عن المشاركة مع المنتخب منذ الخروج من الدور ثمن النهائي لمونديال الصيف الماضي في روسيا. وستكون المواجهة بين الأرجنتين وكولومبيا في الجولة الأولى المقررة في 15 يونيو في سلفادور، الأقوى في دور المجموعات إلى جانب مباراة الأوروغواي وتشيلي في 24 يونيو على ملعب “ماراكانا”.
عودة القائد
في سياق متصل عبّر ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين عن أمله في عودة القائد ليونيل ميسي إلى منافسات كرة القدم الدولية قائلا إنه سيبحث مع مهاجم برشلونة سبل إنهاء ابتعاده الاختياري عن المنتخب. وقرّر ميسي الحصول على راحة من تمثيل المنتخب بعد مشاركة أخرى محبطة في كأس العالم حيث خرجت الأرجنتين من الدور الثاني. ولم يتحدث ميسي عن عودته في كأس كوبا أميركا، لكن المدرب المؤقت للمنتخب قال بعد سحب القرعة إنه يأمل في عودة المهاجم الملهم خلال مباريات ودية في مارس المقبل.