قارب هولندي يصطاد البلاستيك عبر أنهار العالم

طوله 24 مترا وهو يعمل بالطاقة الشمسية، كما يتمتع باستقلالية تامة ويمكنه جمع البلاستيك في الأنهر على مدار الساعة.
الاثنين 2019/10/28
فكرة صغيرة كبرت وتطورت

لاهاي – كشفت ”مؤسسة تنظيف المحيطات”، وهي منظمة هولندية غير حكومية تكافح ضد تلوث المحيطات بالبلاستيك، عن آخر ابتكاراتها وهو قارب عائم لجمع النفايات يحمل اسم “ذي إنترسبتر” أي “المعترض” الذي ينتشل المواد البلاستيكية من الأنهار أثناء مرورها.

وسيغلق هذا القارب الذي شيّدته منظمة تنظيف المحيطات “ذي أوشن كليناب” الهولندية “صنبور” أكبر مصدر للنفايات المنسكبة في المحيطات والأنهر، على ما أعلن مبتكره بويان سلات البالغ 25 عاما خلال مؤتمر صحافي في مدينة روتردام الهولندية السبت، قائلا، ”لحل مشكلة التلوث بالبلاستيك نحتاج إلى أن نفعل شيئين: نحتاج لتنظيف ما هو موجود من قبل في المحيطات، ولأجل ذلك لدينا بالطبع نظام تنظيف المحيطات”.

وأضاف ”الآن نأمل أيضا أن نعالج الجانب الآخر من المعادلة وهو منع وصول مزيد من البلاستيك إلى المحيطات في المقام الأول“، فالأنهار “تشبه الشرايين التي تنقل القمامة من اليابسة إلى البحر”.

ويتألف القارب الخاص بالأنهار من آلة ترسو في قاع البحر، بينما تقوم أذرع عائمة بتحويل النفايات إلى شبكة للتجميع في الوقت الذي تسمح فيه بمرور الحيوانات والملاحة النهرية.

هذا القارب الذي سيرسو في مجاري المياه الملوثة سيكون قادرا على جمع ما يصل إلى 50 طنا في اليوم، مضيفا، “نظن أن هذا الرقم قد يتضاعف مع توفّر الظروف المناسبة”.

دوامة نفايات
دوامة نفايات

وتصل الملايين من الأطنان من البلاستيك إلى الأنهار والبحار والمحيطات كل عام، مما يؤدي إلى تلوثها ويعرّض الحياة البحرية للخطر، حيث يؤكد العلماء أن عملية التحلل العضوي الحيوي الطبيعي لنفايات البلاستيك من الممكن أن تستغرق عقودا، أما الخطر الذي يشكّله على البيئة، فيكمن في كونه مادة لا تتحلل بسهولة، عكس المواد العضوية الأخرى.

“ذي إنترسبتر” هو على شكل قارب كبير متصل بحاجز مقوّس، ويبلغ طوله 24 مترا وهو يعمل بالطاقة الشمسية، كما يتمتع باستقلالية تامة ويمكنه جمع البلاستيك في الأنهار على مدار الساعة، بحسب مؤسس المنظمة غير الحكومية ورئيسها التنفيذي. ويمكن للحاجز المتصل بالقارب لدى وضعه في نقاط استراتيجية في شبكة الأنهر، توجيه البلاستيك نحو “فوهة” هذا القارب قبل نقله على حزام ناقل وسكبه في أحد المكبات الستة. ويستطيع القارب استيعاب 50 مترا مكعبا من النفايات البلاستيكية، وفق سلات.

وفور امتلاء هذه المستوعبات، يرسل جهاز كمبيوتر على القارب رسالة إلى المشغلين المحلين لكي يسحبوا النفايات ويفرغوها “بالسهولة عينها لإفراغ مكنسة كهربائية”.

وقد بدأت ثلاثة من هذه القوارب بالعمل، أحدها في العاصمة الإندونيسية جاكرتا والثاني في ماليزيا والثالث في فيتنام والرابع يتجه إلى جمهورية الدومينيكان.

ويعتزم القائمون على المشروع توسيع نطاقه ليشمل الأنهر الألف الأكثر تلوثا في العالم في غضون خمس سنوات، ما يطاول الأنهر التي تسهم في 80 بالمئة من تلوث البلاستيك في العالم.

قارب يبلغ طوله 24 مترا يعمل بالطاقة الشمسية يمكنه جمع ما يصل إلى 50 طنا من البلاستيك في اليوم

يذكر أن سلات قد أعلن في وقت سابق عن نجاح جهاز ضخم صممه علماء هولنديون لتنظيف جزيرة من القمامة في المحيط الهادئ تبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة فرنسا، لأول مرة في التقاط النفايات البلاستيكية المتراكمة في أعالي البحار.

وأعلن سلات عبر حسابه على موقع “تويتر”، عن نجاح الجهاز العائم، الذي يبلغ طوله نحو 600 متر، في استخلاص والتقاط البلاستيك مما يعرف باسم “دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ”. ونشر سلات صورة للقمامة المجمعة، والتي شملت إطار سيارة، وعلّق قائلا، “أخيراً الآن نظام تنظيف المحيطات الخاص بنا يلتقط البلاستيك، بداية من شباك الصيد التي تُترك في المياه، إلى قطع البلاستيك الصغيرة، وأيضا، إطار سيارة مفقود”.

وابتكر سلات الفكرة عندما كان مراهقا قبل ثماني سنوات في رحلة غوص قبالة ساحل اليونان. شعر بالرعب من كمية البلاستيك التي رآها في الماء وبدأ في تجميعها والتفكير في طرق لتنظيفها.

التجربة الأخيرة للجهاز كانت في يونيو الماضي، وأن المشروع بدأ عام 2013، ويستخدم النظام الذي تتبعه المؤسسة في تنظيف المحيطات فقاعة ضخمة عائمة لجمع النفايات.

وبعد انتكاسات أولية وتعديلات على النظام ذكرت المؤسسة في وقت سابق من الشهر الجاري أنها تمكّنت من التقاط البلاستيك من أعالي البحار للمرة الأولى.

"المعترض" محطّ أنظار أصدقاء البيئة
"المعترض" محطّ أنظار أصدقاء البيئة

 

20