في تجربة فريدة.. سيارة تيسلا تسبح في أعماق الفضاء

السيارة سوف تكون لها قيمة كبيرة من أجل اختبارها لاسيما إذا كان من الممكن استرجاعها كلها أو أجزاء منها.
الأحد 2022/03/20
عبقرية أم جنون

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - في فبراير عام 2018 أرسل الملياردير الأميركي إيلون ماسك سيارته الخاصة من طراز تيسلا رودستر على متن صاروخ ضخم من فئة سبيس إكس فالكون هيفي لتدور في مدار فضائي حول الشمس.

وعادة ما يكون المبرر التقليدي لمثل هذه الأفعال الخارقة للعادة هو أن ماسك ببساطة قادر على ذلك، ولكن هذه المغامرة في الحقيقة كان لها هدف مفيد، ألا وهو قياس قدرة الصاروخ التحميلية، ناهيك عن أن ماسك كانت لديه بالفعل وفرة من سيارات تيسلا، ومن هنا فإن سيارته القديمة من طراز تيسلا رودستر، وهي أول سيارة باعتها شركته، كانت مرشحة مثاليا لخوض هذه المغامرة الفضائية.

والآن، بعد انقضاء أربع سنوات منذ أن وصلت سيارة تيسلا إلى مدارها الفضائي وانقطع بث تدفق الفيديو الذي كان يركز على “ستارمان”، ذلك التمثال على شكل إنسان المثبت خلف مقود السيارة، يتبادر إلى الأذهان الحالة التي وصلت إليها تلك السيارة بعد أن أمضت أربع سنوات في فراغ فضائي على بعد مليارات من الأميال من كوكب الأرض.

وردا على هذه التساؤلات ذكر أنتوني واس أستاذ هندسة الفضاء بجامعة ميشيغان الأميركية أن هناك عدة أشياء تثير اهتمامه بشأن هذه التجربة غير المسبوقة.

وقال واس “هناك أربعة مخاطر رئيسية في الفضاء، ألا وهي الحرارة وتأثير الجاذبية أو انعدامها ثم الإشعاع وأخير مشكلة الضغط”، مضيفا أن العواصف الشمسية تعتبر أيضا من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مصير السيارة.

واستطرد أن كل هذه العوامل سيكون لها تأثير مختلف على الخامات التي استخدمت لصناعة السيارة، كما تتوقف المسألة أيضا على طريقة صناعة السيارة تيسلا رودستر.

وأعرب واس في مقابلة مع الموقع الإلكتروني “بوبيولار ساينس” المتخصص في مجال التكنولوجيا عن مخاوفه من ظاهرة التدوير الحراري، وكيفية استجابة مكونات السيارة مع التغيرات الحرارية مع مرور الوقت. وأوضح قائلا “تحدث في الفضاء تغيرات فضائية ضخمة حيث تتباين الحرارة ما بين سالب 101 و219 درجة مئوية، وهذه التغيرات تجعل مكونات السيارة تتمدد وتنكمش أكثر مما يحدث على سطح الأرض حيث أن السيارات في العادة لا تتعرض لتغيرات حرارية على مدى 320 درجة مئوية”.

وأردف قائلا إن “مفصلات السيارة قد تتفكك من بعضها، ويتوقف ذلك على طريقة تركيبها في المقام الأول”. ومن المعروف أن مكونات السيارة تيسلا مصنوعة من الألومنيوم، وهي مثبتة في جسم من الألياف الكربونية، ولكن ليس من الواضح طريقة تثبيت جسم السيارة في الشاسيه، رغم أن التثبيت على الأرجح يتم بواسطة وصلات وليس مواد لاصقة، وبالتالي فإن هذه الوصلات قد تتفكك أو تنكسر بمرور الوقت في حالة تعرضها لضغوط شديدة.

ويقول واس إن الضغط الجوي أو انعدامه يؤثر بأكثر من طريقة على مكونات السيارة، مشيرا إلى أن الطلاء على سبيل المثال يمكن أن يتأثر بالضغط وتباين درجات الحرارة فضلا عن الإشعاعات الشمسية في الفضاء. ورغم أن طلاء سيارة تيسلا يعتمد على تقنيات بالغة التطور، إلا أنه بالتأكيد لم يتم اختباره في ظل درجات حرارة فائقة الارتفاع، كما أن استمرار ارتفاع ثم انخفاض الحرارة على مدار الوقت قد يؤدي إلى تشقق أو تقشر الطلاء فوق جسم السيارة.

ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت بطارية السيارة ما زالت مثبتة في مكانها بعد انقضاء كل هذا الوقت، إلا أن واس يعتقد أنها من الممكن أن تكون ما زالت في مكانها، وأن حالتها تتوقف على الجانب المعرض للشمس من السيارة.

أما بالنسبة إلى المكونات المطاطية في السيارة مثل مساحات الزجاج مثلا، فإنها على الأرجح قد أصبحت جافة إلى درجة الصلابة وربما تكون قد تحللت، وأصبحت تسبح في الفضاء حول السيارة على غرار مادة الطلاء.

ويرى واس أن أي تدمير تعرض له السيارة لا بد أن يكون ناجما عن إصابات بشهب فضائية، لأن جسم السيارة في مثل هذه الحالة قد يكون ممتلئا بالثقوب، ويتوقف ذلك على عدد الشهب الفضائية التي ضربت السيارة وأحدثت بها هذه الثقوب.

ويقول واس إن “لا أحد يفكر بشأن ما الذي يمكن أن يحدث لهذه السيارة بعد عشرة أو عشرين عاما، ولكنني أعتقد أنه سيكون لها قيمة كبيرة من أجل اختبارها لاسيما إذا كان من الممكن استرجاعها كلها أو أجزاء منها بعد رحلتها، فهي بالقطع تمثل ثروة معلوماتية لمعرفة قدرة الخامات على تحمل الظروف المحيطة في الفضاء الخارجي”.

15