فينيسيوس ومبابي.. معركة مرتقبة في قلعة ريال مدريد

ما الدور الفني للنجم الفرنسي في تشكيل الميرنغي؟
الاثنين 2024/05/13
على الدرب ذاته

مدريد - يمر ريال مدريد بانتعاشة فنية كبيرة، حسم على إثرها لقب الليغا، وتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل تركيبة هجومية نجمها الأول الجناح الأيسر المتألق فينيسيوس جونيور. ومع انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد، الذي بات أقرب من أي وقت مضى، يبرز التساؤل حول الدور الفني للنجم الفرنسي في تشكيل الميرنغي.

في المقابل ودع مبابي رفقة باريس المسابقة من الدور نصف النهائي أمام أسود الفستيفال، في مواجهتين لم يظهر بهما كيليان بالشكل المطلوب، وشارك بهما في مركزي الجناح ورأس الحربة.

ويبقى السؤال المحير بالنسبة إلى الجماهير: في أي مكان سيلعب مبابي؟ خاصة وأنه يحب التواجد على الرواق الأيسر، في نفس منطقة نفوذ البرازيلي، ما قد ينذر بصراع فني بين الثنائي على شغل هذا المركز، الذي يعد مفضلا لكل منهما.

أزمات ومعضلة

مبابي دخل في أزمات مؤخرا، سواء في منتخب فرنسا أو مع فريقه باريس سان جرمان، بسبب عدم تفضيله اللعب كمهاجم

مبابي دخل في أزمات مؤخرا، سواء في منتخب فرنسا أو مع فريقه باريس سان جرمان، بسبب عدم تفضيله اللعب كمهاجم صريح. وأفادت تقارير صحفية بأن مبابي غاضب على لويس أنريكي، مدرب باريس، وعلاقة الثنائي “مقطوعة”، لأن اللاعب غير سعيد على الإطلاق بالمركز الذي يضعه فيه المدرب الإسباني.

وطالب مبابي إدارة باريس بضم مهاجم صريح، يساعده في اللعب بحرية كجناح أيسر، حيث يشعر بإحباط شديد في مركز رأس الحربة، ويريد اللعب على الجناح. ورغم عدم ارتياح النجم الفرنسي لمركز المهاجم الصريح فإن لغة الأرقام توضح نجاحه في هذا المركز أكثر من الجناح. فمبابي هذا الموسم لعب كمهاجم صريح في 25 مباراة، سجل خلالها 26 هدفا وصنع 6 أخرى. بينما في مركز الجناح الأيسر لعب 18 مباراة، سجل فيها 17 هدفا وصنع 3 أخرى.

لكن المعضلة أمام رغبة مبابي هي التطور الهائل لفينيسيوس جونيور في السنوات الأخيرة، وكونه حاليا أهم عنصر في الخط الهجومي لريال مدريد. كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للملكي، أكد أن فينيسيوس هو الأفضل في العالم في مركزه في الوقت الحالي، لما يملكه من قدرات هائلة، وأنه مرشح بقوة للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، وهو تصريح يزيد من تعقيد الموقف.

الصفقة الحلم

انتعاشة فنية كبيرة
انتعاشة فنية كبيرة

كان مبابي هدفا لريال مدريد منذ بزغ نجمه بقميص موناكو بعمر 19 عاما، لكن باريس سان جرمان نجح في إغراء اللاعب وضمه نهائيا مقابل 180 مليون يورو في 2018.

ولم ينس فلورنتينو بيريز حلمه بالتعاقد مع مبابي، وتحرك في صيف 2021 لضمه بعرض قياسي بلغت قيمته 154 مليون جنيه إسترليني، لكن فشلت هذه المحاولة أيضا وتم إقناع مبابي بالبقاء مع البي أس جي. وعاد ريال مدريد في الصيف التالي، وتم الضغط بكل قوة لإتمام الصفقة، قبل أن تحدث المفاجأة ويعلن مبابي التجديد لباريس سان جرمان حتى صيف 2024، مع وجود بند اختياري يتيح التمديد لموسم آخر.

قرار مبابي سبب حالة من الغضب لدى جماهير ريال مدريد ورئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي خرج يتحدث للإعلام عن أن الشاب الفرنسي كان يرغب في ارتداء قميص الملكي “لولا الضغوط السياسية”. وصرح بيريز “منذ تواجدي في منصبي لم يقم أي رئيس جمهورية بالاتصال بأحد اللاعبين ويعلن ذلك للرأي العام، لا أعتقد أن ذلك كان إشارة جيدة لباقي أندية فرنسا”.

وبالعودة إلى تاريخ ريال مدريد، وخاصة في الولاية الأولى لكارلو أنشيلوتي، نجد موقفا مشابها حين تم التعاقد مع الويلزي جاريث بيل، في وجود البرتغالي كريستيانو رونالدو. وكافح ريال مدريد للظفر بخدمات بيل من صفوف توتنهام، وحسم فلورنتينو بيريز الصفقة في صيف 2013 مقابل 100 مليون يورو، ليصبح الويلزي أغلى لاعب في التاريخ آنذاك.

ونال بيل جائزة أفضل لاعب في البريميرليغ مع توتنهام، وقدم مستويات مذهلة على الطرف الأيسر، في وقت كان رونالدو يصول ويجول مع الملكي في المركز ذاته، وهنا كانت الحيرة. ورفض أنشيلوتي وقتها فكرة تغيير مركز رونالدو وصرح “رونالدو لن يلعب كرأس حربة، وأعتقد أننا سنلجأ إلى طريقة لعب تخرج أفضل ما لدى الثنائي، يجب أن تضع اللاعبين المهمين في المركز الذي يشعرون بالراحة فيه”.

ورغم بزوغ نجم بيل في ذلك الوقت فإن أهمية رونالدو مع ريال مدريد كانت طاغية، بشكل يصعب على أي مدرب أن يضحي بها ويؤثر على إنتاجيته مع الفريق. وفي أول ظهور لبيل بقميص ريال مدريد، قرر أنشيلوتي الاعتماد عليه كجناح أيمن، في الثلاثي الهجومي الشهير، على أن يلعب رونالدو كجناح أيسر كالعادة، رفقة المهاجم كريم بنزيمة.

وحققت هذه الثلاثية الهجومية نجاحا مميزا في ريال مدريد، لكنها لم تستمر طويلا نظرا للإصابات التي ضربت بيل وغيابه لفترات طويلة عن المشاركة مع الفريق. فهل ينحني مبابي لفينيسيوس على طريقة بيل؟ أم يفرض النجم الفرنسي سيطرته مبكرا ويلعب بمركزه المفضل؟

17