فيفا يقترح فتح سوق انتقالات مؤقتة قبل مونديال الأندية

قواعد انتقالات فيفا تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي.
السبت 2024/10/05
لقاء الحسابات

وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على فتح سوق انتقالات مؤقتة، تسمح للاعبين بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، المقررة في الولايات المتحدة خلال يونيو ويوليو المقبلين. وتفتح هذه الخطوة الباب للاعبين الذين تنتهي عقودهم في 30 يونيو المقبل، لتوقيع عقود مبكرة كلاعبين أحرار، لواحد من 32 فريقا تشارك في البطولة.

باريس - اقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، منظّم كأس العالم للأندية من 15 يونيو إلى 13 يوليو 2025 في الولايات المتحدة، على الاتحادات الأعضاء فتح فترة انتقالات ثالثة لمدة 10 أيام قبل انطلاق البطولة، وفقا لما أعلنه الخميس.

وجاء في البيان الصادر عن الاتحاد الدولي “ستتاح للاتحادات الأعضاء في فيفا للأندية المشاركة في كأس العالم للأندية إمكانية فتح فترة تسجيل استثنائية من 1 إلى 10 يونيو 2025 قبل انطلاق البطولة”. وأضاف “يبقى القرار بشأن فتح فترة إضافية أو عدمه من اختصاص كل اتحاد عضو في فيفا”.

وتهدف هذه الفترة الثالثة من الانتقالات، بالإضافة إلى فترتي الانتقالات الشتوية والصيفية، إلى تمكين الأندية المشاركة في المونديال من تعزيز صفوفها قبل بدء البطولة. كما تهدف إلى تنسيق الجداول الزمنية لجميع الاتحادات التي تشارك أنديتها في المونديال “من منطلق العدالة”، حسب فيفا.

وأوضح مجلس اتحاد اللعبة بعض النقاط المتعلقة باللاعبين الذين تنتهي عقودهم مع أنديتهم المشاركة في المونديال.

وسيمنح فيفا الفرصة للاعب الذي ينتهي عقده مع ناديه في 30 يونيو، لإكمال البطولة مع ناديه أو مغادرته مبكرا للمشاركة في المنافسة مع ناديه الجديد.

وحاول فيفا معالجة أي تعارض محتمل بين مواعيد مباريات كأس العالم للأندية والمباريات الدولية، إذ أن بطولة الكأس الذهبية، التي تجمع منتخبات أميركا الشمالية، ستقام بالتزامن مع كأس العالم للأندية.

وفي حال كان هناك لاعب ناديه يشارك في كأس العالم للأندية ومنتخب بلاده يشارك في الكأس الذهبية، ستكون له حرية اختيار البطولة التي يرغب في المشاركة فيها دون أن يكون ملزما بالاستجابة لاستدعاء منتخب بلاده.

وقد أثارت النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، التي يدعمها رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو، انتقادات واسعة في الأشهر الأخيرة، حيث يخشى الكثيرون من تأثير تمديد جدول المباريات المزدحم على اللاعبين.

وكشف الاتحاد عن الملاعب الـ12 التي ستستضيف المباريات في 11 مدينة في الولايات المتحدة. وسيتم إجراء قرعة المجموعات الثماني، التي تضم كل منها أربعة فرق، في ديسمبر.

محط أنظار

بعض القواعد المنظمة لانتقالات اللاعبين تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه أن يحدث هزة في الميركاتو

من أبرز اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في تلك الفترة، وسيكونون محط أنظار الأندية المشاركة في مونديال الأندية، محمد صلاح نجم ليفربول، وزميله ترينت ألكساندر أرنولد، وكذلك فيرجيل فان دايك، بالإضافة إلى الكندي جوناثان دايفيد مهاجم ليل، والكوري الجنوبي وسون هيونغ مين قائد توتنهام. ووافق مجلس فيفا على فتح سوق انتقالات استثنائية، بحيث تمنح الاتحادات الأعضاء به فرصة فتح الميركاتو بين الأول والعاشر من يونيو المقبل.

وفي حال التوصل إلى اتفاق بين الأندية، فإن تعديلات فيفا ستسمح للاعبين بالانتقال إلى فريق جديد، منذ منتصف يونيو، قبل النهاية الرسمية لعقودهم، ليشاركوا في البطولة التي مازالت تعد جزءا من الموسم.

ومن النجوم المفترض وجودهم في كأس العالم للأندية، وتنتهي عقودهم بنهاية يونيو المقبل، كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي، وألفونسو ديفيز مدافع بايرن ميونخ، وزميله جوشوا كيميتش.

ولا يمكن للاعبين أن يمثلوا فريقين مختلفين خلال البطولة، التي ستقام منافساتها على 12 ملعبا.

وقالت محكمة أوروبية الجمعة إن بعض قواعد كرة القدم الدولية المنظمة لانتقالات اللاعبين تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي، في قرار من شأنه إحداث هزة في نظام الانتقالات.

ووجدت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بعض القيود التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم على قدرة اللاعب في إيجاد عمل آخر بعد انهاء عقده من جانب واحد، معتبرة أنها تعيق حرية الحركة في الاتحاد الأوروبي والمنافسة بين الأندية.

وقالت المحكمة “كل هذه القواعد تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي”.

ويأتي الحكم في إطار قضية رفعها لاعب الوسط الدولي الفرنسي السابق لاسانا ديارا ضد فيفا.

وقد تكون لهذا القرار آثار بعيدة المدى تسمح للاعبين بترك أنديتهم دون خشية الوقوع في أفخاخ قانونية بعد ذلك. وتنبع القضية من نزاع بين ديارا وناديه السابق لوكوموتيف موسكو الروسي قبل عقد من الزمن.

انتهاكات تعاقدية

فيفا سيمنح الفرصة للاعب الذي ينتهي عقده مع ناديه في 30 يونيو، لإكمال البطولة مع ناديه أو مغادرته مبكرا للمشاركة في المنافسة مع ناديه الجديد

في أغسطس 2014 أنهى لوكوموتيف عقد لاعب الوسط، عازيا الأمر إلى انتهاكات تعاقدية من قبل اللاعب المعترض على تخفيض راتبه بشكل كبير. طلب النادي الروسي تعويضا قدره 20 مليون يورو من ديارا. رفض اللاعب البالغ راهنا 39 سنة وطلب في المقابل تعويضا من لوكوموتيف. فرض عليه فيفا في نهاية الأمر دفع 10 ملايين يورو للفريق الروسي، وهي غرامة أيدتها محكمة التحكيم الرياضي (كاس). كما تعرض ديارا لإيقاف بأثر رجعي لمدة 15 شهرا.

وبحسب لوائح فيفا، إذا أنهى اللاعب عقده من طرف واحد و”من دون سبب مشروع” يتعين عليه دفع تعويض يتضمن أجره ومكافآته حتى نهاية عقده.

ويمكن للنادي الذي يشتري عقد اللاعب تحمل مسؤولية مشتركة عن التعويض، وفي بعض الأحيان يمنع من إجراء أي تعاقدات مع لاعبين جدد لفترة محددة. نتيجة لما حصل، لم تتهافت الأندية للتعاقد مع ديارا بعد نزاعه مع لوكوموتيف، وتراجع شارلروا البلجيكي عن ضمه.

ووجدت محكمة العدل الأوروبية أن القواعد تعيق الانتقال الحر للاعبين وتهدف إلى تقييد، وحتى منع، المنافسة عبر الحدود.

ورحب اتحاد اللاعبين المحترفين لكرة القدم (فيفبرو) بقرار محكمة العدل الأوروبية بشأن انتقالات اللاعبين، مشيرا إلى أنه “سيغير المشهد في كرة القدم الاحترافية”.

وقال الاتحاد في بيان نشره على حسابه الخاص في موقع إكس “بالنيابة عن لاعبي كرة القدم المحترفين في جميع أنحاء العالم، يرحب الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين بهذا الحكم”. وأضاف “أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكما أساسيا بشأن تنظيم سوق العمل في كرة القدم (وفي الرياضة بشكل عام)، والذي من شأنه أن يغير المشهد في كرة القدم الاحترافية”. وأوضح فيفبرو أنه سيقدم المزيد من التعليقات بعد تحليل حكم محكمة العدل الأوروبية بالكامل.

17