فيسبوك تدفع ثمن المحتوى الصحافي عالي الجودة فقط على منصتها

سان فرانسيسكو - أعلنت شركة فيسبوك الاثنين أن عددا من وسائل الإعلام التي ستظهر مقالاتها في قسم “الأخبار” المزمع إنشاؤه على الشبكة ستتقاضى مقابلا لقاء نشرها.
وأوضحت المتحدثة باسم فيسبوك ماري ملغويزو “سنبدأ بدفع مقابل لمجموعة فرعية من المنشورات القادرة على توفير حجم معين من المحتويات المبتكرة القائمة على وقائع وأحداث بشكل منتظم، وذلك بهدف ضمّ مجموعة واسعة من المواضيع”.
وأكدت شبكة التواصل الاجتماعي البالغ عدد مستخدميها 2،4 مليار شهريا، مؤخرا أن صفحة الأخبار هذه المقرر إطلاقها خلال الأسابيع المقبلة في الولايات المتحدة ستكون من إعداد صحافيين يتم توظيفهم خصيصا لهذا الهدف.
وأوضحت ميلغويزو أن “عدد وسائل الإعلام التي سيضمها هذا القسم سيزداد مع الوقت”.
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن فيسبوك تعتزم دفع مقابل مادي لقاء ربع المنشورات التي سترد في صفحة الأخبار هذه والتي سيبلغ عددها مئتين.
وسيقوم فريق من الموظفين العاملين لدى فيسبوك باختيار الأخبار من مواقع إخبارية مختلفة، دون أن يقوم بإنتاج أو تحرير أي محتوى بنفسه.
وهذه السياسة مطابقة لنهج فيسبوك الذي لطالما رفض اعتبار نفسه وسيلة إعلامية وتحمل المسؤوليات التنظيمية والتحريرية المتأتية عن ذلك. لكن الجديد في هذا القرار هو تكليف موظفين للقيام بهذه المهمة، إذ يوكل الأمر إجمالا إلى أنظمة حسابية تحلل نشاط المستخدم فتحدد تلقائيا تراتُب الرسائل على “جداره” طبقا لأفضلياته وللمواقع التي يدخل إليها.
وكان تقليل خوارزمية فيسبوك من إظهار منشورات الصفحات العامة ووسائل الإعلام منذ أكثر من عام، قد أضر بالزيارات التي يحصل عليها الناشرون وبعلاقتهم مع الشركة الأميركية.
وتدرك الشركة أن تدهور علاقتها بالناشرين وتراجع أهمية الأخبار على المنصة ليس في صالحها ويدفع قراء الأخبار إلى منصات منافسة مثل تويتر أو تطبيقات مثل آبل نيوز لاستكشاف الأخبار والتفاعل مع المحتوى الإخباري.
وفي أبريل الماضي، قال مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك إنه يريد إنشاء قسم في موقع التواصل الاجتماعي مخصص لنشر “أخبار عالية الجودة”، وقد يدفع للناشرين الذين يشاركون محتواهم الإخباري مع المنصة.
وأضاف أن الخاصية الجديدة ستمكن المستخدمين من الوصول إلى المزيد من المحتوى الإخباري الذي يريدونه، مشيراً إلى أن شركته يمكن أن تكون لها علاقة مباشرة مع الناشرين للتأكد من توفر المحتوى الخاص بهم على المنصة ولكن فقط إذا كان عالي الجودة وجديراً بالثقة.
ولم يذكر زوكربيرغ أي خطط لفرض رسوم على مستخدمي فيسبوك الذين يقرؤون الأخبار على الموقع.
وفي الوقت الذي تبدي فيه فيسبوك مرونة في التعاطي مع الناشرين، وترغب في تعويضهم عن المحتوى الذي تستثمره على منصتها، رفضت شركة غوغل مثل هذه المبادرة.
وأكدت غوغل أنها لن تدفع لناشري الأخبار الأوروبيين مقابل الحق في عرض محتوياتهم عبر خدمة الأخبار الخاصة بها، في أول رد مباشر من محرك البحث حول تعليمات الاتحاد الأوروبي بشأن حقوق النشر.
وقالت الشركة في تدوينة عبر منصتها، إنها لن تعرض سوى عناوين الأخبار والصور المصغرة التي تنشرها المؤسسات الإعلامية في الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا في فرنسا، امتثالًا لقانون حقوق النشر والتأليف الخاص بباريس، والذي يدخل حيز التنفيذ أواخر الشهر الحالي.
وأضافت غوغل أنها لن تبرم صفقات ترخيص مع الناشرين الصحافيين في أوروبا لإظهار محتوى إضافي، بما في ذلك المقتطفات الإخبارية التي تعرضها في مناطق أخرى.
وبدلًا من ذلك، ستترك الشركة للناشرين حرية اختيار مقدار المعلومات التي يرغبون في عرضها عبر الخدمة الإخبارية لمحرك البحث.