فيرستابن يغازل لقبه الثاني في سباق سنغافورة للفورمولا واحد

سنغافورة – سيكون السائق المهيمن لريد بول الهولندي ماكس فيرستابن قادرا على حسم لقبه الثاني على التوالي في بطولة العالم للفورمولا واحد، مع عودة جائزة سنغافورة الكبرى إلى الروزنامة نهاية الأسبوع الحالي بعد ثلاث سنوات من الغياب بسبب جائحة كورونا.
ويمتلك الهولندي الذي يحلّق في صدارة الترتيب العام للبطولة، فرصة حسابية لحسم اللقب تحت الأضواء المحيطة بحلبة “مارينا باي” المذهلة والصعبة. ولتحقيق ذلك، يجب على الهولندي الفوز بلقب الجولة السابعة عشرة، وهو أمر لم يفعله من قبل في سنغافورة، ويحتاج أيضا إلى أن يتعثّر أقرب منافسيه بشكل كبير.
بخلاف ذلك، ستنتقل معركة البطولة إلى جائزة اليابان الكبرى بعد أسبوع، وهو ما يبدو أقرب إلى الحصول. وقال فيرستابن عن احتفاظه بلقبه في سنغافورة “أنت بحاجة إلى القليل من الحظ من أجل ذلك أيضا. أنا لا أفكر في ذلك”.
السائق المهيمن لريد بول الهولندي ماكس فيرستابن سيكون قادرا على حسم لقبه الثاني على التوالي في بطولة العالم
ويبتعد فيرستابن في الصدارة بفارق 116 نقطة عن أقرب منافسيه سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، وذلك بعد فوزه بجائزة إيطاليا الكبرى (335 مقابل 219). كما يتقدم بفارق 125 نقطة عن المركز الثالث الذي يحتله زميله في ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس. ويحتاج الهولندي إلى زيادة تقدمه بـ138 نقطة مع نهاية سباق الأحد، مع بقاء خمسة سباقات ليحقق أسرع تتويج باللقب منذ الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر في العام 2002 قبل ستة سباقات.
وكان الفوز على حلبة مونتسا الإيطالية، الانتصار الحادي عشر لفيرستابن في 16 سباقا من موسم يحتمل أن يحطم خلاله الأرقام القياسية، إذ يحتاج “ماد ماكس” إلى فوزين إضافيين ليعادل الرقم القياسي بعدد الانتصارات في موسم واحد (13 سباقا) والمسجّل باسمي شوماخر (2004) ومواطنه سيباستيان فيتل (2013). وقال فيرستابن “أريد أن أذهب إلى سنغافورة وأحاول الفوز في السباق أيضا. نحن نتمتع بموسم رائع، لذا يجب أن نحاول ونقدّر ونستمتع باللحظة”.
وللفوز باللقب نهاية الأسبوع الحالي، يجب أن يحرز الهولندي المركز الأوّل في السباق شرط ألاّ ينهيه لوكلير بأكثر من المركز الثامن أو التاسع، واعتمادا على نقطة أسرع لفة، كما ألا يكون بيريس على منصة التتويج.
وتعتبر التجارب التأهيلية ليلة السبت حاسمة في سباق اليوم التالي الذي فاز به منذ أن انطلق من المركز الأول سبع مرات في آخر 11 نسخة. ويوفّر السباق الليلي على المسار الضيّق فرصا نادرة للتجاوز، كما تشكّل الحرارة والرطوبة الخانقة اختبارا صعبا للسائقين وقدرتهم على القيادة وعاملا مهما لموثوقية السيارات. ويحمل مناخ سنغافورة دائما تهديدا بالفوضى الناجمة عن الأمطار، كما حدث في العام 2017، عندما انطلق فيتل وفيرستابن من الصفّ الأمامي قبل أن يصطدما عند المنعطف الأول.
يبدو فريق ريد بول متصدر ترتيب الصانعين برصيد 545 نقطة على يقين أيضا من إحرازه اللقب وإنهاء هيمنة مرسيدس منذ عام 2014، رغم أن ذلك لن يحصل في سنغافورة، غير أن السباق إلى المركز الثاني لا يزال حيا مع رهان الحظيرة الألمانية على انتعاش أواخر الموسم للتغلب على فيراري.
لكن فريق “الأسهم الفضية” يضغط بقوة ويتأخر بـ35 نقطة عن فيراري الذي عانى من مشاكل الموثوقية ووقع في الأخطاء الإستراتيجية (406 مقابل 371).
وفي المقابل، لا يزال البريطاني جورج راسل الذي يحتل المركز الرابع مع 203 نقاط متسقا في تنافسه حسابيا على لقب السائقين في موسمه الأول مع مرسيدس، غير أن انتصارا واحدا لفيرستابن سينهي آماله.
وبدا راسل حذرا في الحديث عن فرصه مع مواطنه لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، في إنهاء جفاف الفريق في 2022، رغم أن “السير” توّج أربع مرات في سنغافورة آخرها عام 2018. وقال راسل “قد تكون سنغافورة مثيرة للاهتمام. لكنها من الناحية التاريخية حلبة عانت فيها مرسيدس قليلا”. أما فريق فيراري، فيخوض سباق سنغافورة منتشيا بالمركز الثاني الذي أحرزه لوكلير على الأراضي الإيطالية قبل أسبوعين، ويمكنه أن ينافس بثقة أكبر.
وقال مدير الفريق ماتيا بينوتو “أعتقد أننا اقتربنا خطوة للأمام”. كما أحرز السائق الثاني لفيراري الإسباني كارلوس ساينس المركز الرابع في إيطاليا، بعدما كان قاب قوسين من حجز مكان له على منصة التتويج لولا تدخل سيارة الأمان في اللحظات الأخيرة.