فنسان أبوبكر يهدي الكاميرون أمل البقاء في دائرة المنافسة

الوكرة (قطر) – أهدى البديل فنسان أبوبكر الكاميرون نقطة الأمل في المنافسة على التأهل لثمن نهائي مونديال قطر وإن كان ضئيلا، بتعويض تخلفها أمام صربيا 1 – 3 إلى تعادل 3 – 3 في منافسات المجموعة السابعة. ويبقى الأمل قائما أمام الكاميرون لبلوغ ثمن النهائي لأول مرة منذ 1990، لكن تنتظرها مهمة شاقة في الجولة الختامية أمام البرازيل بطلة العالم خمس مرات. والأمر ذاته ينطبق على صربيا، الطامحة للتأهل إلى ثمن النهائي لأول مرة منذ 1998، لكن مهمتها أسهل على الورق من ممثل القارة الأفريقية كونها تواجه سويسرا في الجولة الأخيرة المقررة الجمعة.
بدأ مدرب الكاميرون ريغوبير سونغ اللقاء باستبعاد حارس إنتر الإيطالي أندريه أونانا لأسباب تأديبية وفق ما أفاد به مصدر داخل المنتخب، كاشفا أن ابن الـ26 عاما لن يكون متواجدا حتى على مقاعد البدلاء. وكان أونانا (34 مباراة دولية) بين الخشبات الثلاث في الخسارة أمام سويسرا، واستُبدل بحارس أبها السعودي ديفي إيباسي. وكانت الأفضلية واضحة منذ البداية لصالح صربيا التي كانت قريبة جدا من افتتاح التسجيل عبر ميتروفيتش بعد مجهود فردي مميز داخل منطقة الجزاء، لكن الحظ عانده بعدما ارتدت تسديدته من القائم الأيمن (11)، ثم أضاع مهاجم فولهام الإنجليزي فرصة ذهبية بعدما سقطت الكرة أمامه إثر فشل الدفاع في تشتيتها، لكنه أطاح بها بجانب القائم الأيمن (17).
وانتظر المنتخب الأفريقي، الذي دخل اللقاء على خلفية فوز يتيم من أصل 15 مباراة مونديالية ضد خصم أوروبي، حتى الدقيقة 19 ليسجل حضوره الهجومي من تسديدة لبيار كونديه تمكن الحارس فانيا ميلينكوفيتش – سافيتش من صدها. وخلافاً لمجريات اللعب، خطف الكاميرونيون هدف التقدم عبر كاستيليتو الذي وصلته الكرة عند القائم البعيد بتمريرة رأسية من نيكولا نيكولو بعد ركلة ركنية من الجهة اليسرى، فتابعها دون رقابة في الشباك.
وبات مدافع نانت الفرنسي أول لاعب يسجل هدفاً للكاميرون في بطولة كأس العالم لكرة القدم منذ جويل ماتيب في 23 يونيو 2014 خلال الخسارة أمام البرازيل 1 – 4. وكاد رجال سونغ يستغلون اندفاع الصربيين خلف هدف التعادل لإنهاء الشوط الأول متقدمين بهدفين، لكن الحارس ميلينكوفيتش – سافيتش تألق في صد محاولة بيار كونديه الذي عادت إليه الكرة، فتابعها بجانب القائم الأيسر. وعندما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة خطف بافلوفيتش التعادل بكرة رأسية قوية إثر ركلة حرة نفذها دوشان تاديتش، قبل أن يضرب سيرغي ميلينكوفيتش – سافيتش من خارج المنطقة بتسديدة أرضية محكمة إلى يسار أباسي.
وباتت صربيا بذلك أول منتخب في تاريخ النهائيات يسجل هدفين في الوقت بدل الضائع للشوط الأول. واعتقدت صربيا أنها حسمت النتيجة في مستهل الشوط الثاني حين أضافت الهدف الثالث بلعبة جميلة بدأت بعدما خسر الكاميرونيون الكرة قبيل منتصف الملعب، لينطلق رجال المدرب دراغان ستويكوفيتش بهجمة مرتدة وسلسلة من التمريرات آخرها كانت من دوشان تاديتش لميتروفيتش الذي تابعها بسهولة في الشباك.
لكن الحياة عادت إلى الكاميرون بفضل أبوبكر الذي كسر مصيدة التسلل بعد تمريرة من كاستيليتو وانفرد بالحارس ميلينكوفيتش – سافيتش ثم لعب الكرة من فوقه “ساقطة” حين حاول الأخير قطع الطريق عليه، ليسجل هدفاً تم التأكد من صحته عبر “في أيه آر”. وقال أبوبكر “كنت أرغب كثيرا في اللعب. شعرنا بضرورة اللعب بعمق، ويجب أن أحيي روح الجماعة. لعب المغرب بقوّة (فاز على بلجيكا) وقلت لزملائي يجب أن نلعب بإرادة ورغبة”.
وعلّق القائد تشوبو – موتينغ على العودة قائلا “تطلب الأمر شجاعة كبيرة بعد التخلف 1 – 3. قمنا ببعض الأمور الجيدة خصوصا في الشوط الثاني. الأهم أننا لم نخسر أمام هذا الفريق القوي. أنا فخور بالفريق، وكان جميلا أن نثق بأنفسنا، كما صنع دخول فنسان أبوبكر الفارق”. وعن المباراة المقبلة ضد البرازيل أضاف “لا شيء مستحيلا، سنقدّم كلّ شيء أمام أحد أفضل الفرق في العالم”. وحاول كل من المنتخبين خطف النقاط الثلاث في الدقائق المتبقية وحصلا على بعض الفرص، لكن النتيجة بقيت في النهاية على حالها.