فنان فرنسي يحدث شلالا يمرّ تحت قاعدة برج إيفل

باريس - تحوّلت الساحة التي يقع فيها برج إيفل في باريس مشهدا آخر، يبدو فيها النصب المعدني الشهير وكأنه يضع إحدى رجليه على ضفة شلال شديد الانحدار، والرجل الأخرى على الضفة الثانية، لكنّ الأمر لا يعدو كونه خدعة بصرية في إطار عمل تجهيزي لفنان الغرافيتي جي آر.
وهذا العمل التجهيزي عبارة عن مجموعة صور بالأبيض والأسود ثبّتها الفنان في الموقع المحيط بالمَعلَم الذي يرمز إلى العاصمة الفرنسية، وشكّلت مجتمعة لوحة يظهر فيها شلال يتوسط صخرتين يقف عليهما البرج.
وسيبقى العمل التجهيزي لمدة شهر في ميدان تروكاديرو الذي يقصده السياح بكثافة، وسيتاح لهم خلال هذه الفترة أن يلتقطوا في محيطه صورا لا تتكرر.
وتوافد الكثير من الفرنسيين وزوار باريس بالتقاط الصور التذكارية بالموقع، لاسيما بعد تخلصهم مطلع الأسبوع الحالي من ستة أشهر من حياة تحكمها قيود الحجر الصحي بسبب كورونا، حيث صار بإمكانهم الذهاب إلى المطاعم والمقاهي والحانات ودور السينما والمسارح والمتاحف من جديد، كما تمّ تأخير بدء سريان حظر التجوال الليلي ساعتين وأصبح يبدأ عند الساعة التاسعة مساء وينتهي عند السادسة صباحا.
وتولى فريق الفنان تركيب نظام لقطات على فترات منتظمة مما يتطلب إبعاد الجمهور عن العمل.
ويعتبر جي آر البالغ 38 عاما أحد أبرز فناني الغرافيتي في العالم. ويقام معرض بعنوان “جيه آر كرونيكلز” من 4 يونيو المقبل إلى 3 أكتوبر في غاليري ساتشي في لندن يستعيد أعماله.
ويُعرف الفنان جي آر بمنشآته الفنية في الأماكن العامة، بينها خصوصا بورتريهات عملاقة لفلسطينيين على جدران غزة، وقد اشتُهر بأعمال الكولاج العملاقة من الصور الفوتوغرافية التي كان ينجزها في أحياء البؤس في ريو دي جانيرو وشنغهاي ونيويورك ونيبال.
وتُظهر أعماله، التي عُرضت على السلالم وعربات القطارات وحتى فوق متحف اللوفر، مزيجا من فن الشارع والتصوير الفوتوغرافي.
وكان فنان الغرافيتي الفرنسي قدم في مارس الماضي للجمهور المتعطش إلى الأعمال الفنية بسبب إغلاق المتاحف الإيطالية أبوابها جراء جائحة كورونا، منشأة بصرية في مدينة فلورنسا توحي للمارة بأنهم أمام متحف مفتوح.
وقال جي آر خلال الكشف عن العمل الذي حمل عنوان “لا فيريتا” (الجرح) إن فنون الشارع قد تشكل متنفسا في انتظار “إعادة فتح المتاحف فعليا”.