فلسطيني يعرض آلاف الطوابع البريدية داخل صيدليته

يعرض صيدلي سبعيني على زبائن صيدليته في مدينة رفح ألبومات تضم الآلاف من الطوابع البريدية التي يعود أقدمها إلى بداية الألفية الثانية، ويقدم طوابعه التي جمعها على امتداد أكثر من نصف قرن على أنها قراءة لمراحل من التاريخ ووثيقة وطنية ولوحة فنية.
غزة (فلسطين)- شغفُ الصيدلي السبعيني عبدالمجيد يونس بالطوابع البريدية حوّل صيدليته التي تقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إلى شاهد على ثراء مجموعته التي انطلق في جمعها منذ ستينات القرن الماضي.
وقضى يونس البالغ من العمر 73 عاما نحو نصف قرن من الزمان وسط طوابع البريد، حيث اقتنى الآلاف منها ووضعها على اختلافها داخل أكثر من عشرين ألبوما ورقيا مقوّى صنعه بنفسه، كي لا تتلف بتأثير التقادم.
وكشف هذا الصيدلي أنه تعلق بهواية جمع الطوابع من عام 1963 حتى مطلع عام 2018، مضيفا “قمت بصناعة أكثر من ألبوم ورقي مقوى على طريقتي الخاصة، وأضع في هذه الألبومات الطوابع التي كانت تستخدم في المراسلات البريدية المختلفة قديما”.

يونس قضى نحو نصف قرن من الزمان وسط طوابع البريد، حيث اقتنى الآلاف منها ووضعها على اختلافها داخل أكثر من عشرين ألبوما ورقيا مقوّى صنعه بنفسه
ويعود أقدم الطوابع التي يعرضها يونس في الصيدلية التي يمتلكها، وما زال يعمل فيها حتى الآن، إلى بداية الألفية الثانية، أما أحدثها فيعود إلى عام 2018. وإلى جانب تنوع تاريخ صدور هذه الطوابع تختلف البلدان التي جلبت منها؛ فبعضها يعود إلى فلسطين ومصر وبعضها الآخر ينتمي إلى المجر وبعض بلدان المغرب العربي، مثل ليبيا والجزائر وتونس، والبعض الثالث من وسوريا ولبنان والصين وجزر القمر.
وقال يونس، وهو ممسك بعدسة مكبرة للنظر في الطوابع البريدية التي جمعها على مدى عقود، “عندي أكثر من 10 آلاف طابع، لدول وقارات العالم المختلفة سواء كانت هذه الدول إسلامية أو عربية أو غربية، وفي مقدمتها فلسطين ومصر وليبيا”، ولكل طابع منها حكاية مختلفة وشيقة.
وتشمل الطوابع كذلك الأيام التاريخية لتلك الدول وأبرز معالم حضاراتها “كالأهرامات في مصر، وقبة الصخرة في فلسطين، وجسور وقلاع…”.
ولفت يونس إلى أن الطوابع التي يمتلكها تضم صور شخصيات “ثقافية وأدبية وفنية وسياسية وثورية”، متابعا أن مجموعته تضم أيضا بيئة كل دولة، حيث تحتوي على صور “حيوانات ونباتات وطيور وزهور وبحار وما تحتويه من أشهر أنواع الأسماك”.
ويرى هذا الصيدلي أن “الطوابع كهواية تشمل أشياء كثيرة في علم المعرفة المُعاصر، فهي موسوعة معلوماتية متكاملة؛ إذ أن الطابع يعتبر أولا لوحة فنية في التصميم، وثانيا يحتوي على مرسوم خطي باسم الطابع والدولة باللغتين ومناسبة إصداره”.
وفي الوقت الذي لا يعتبر فيه بعض الناس أن جمع الطوابع مفيد، يقرّ يونس بأن هذه الهواية تعكس قراءة لمراحل مهمة من التاريخ والثقافة، ويقول إنها “تصنف ضمن الموسوعات العلمية، بالإضافة إلى أن في المحافظة عليها حفظا لإرث ثقافي ومعرفي، وأرشفة مهمة للتاريخ فالطابع وثيقة وطنية”.
ويجمع يونس طوابعه من كل ظرف يصله أو يجده في كل دولة سفر إليها، خاصة مصر التي درس فيها الصيدلة. وأوضح “أعرّض الظرف لبخار الماء كي أتمكن من استخراج الطابع دون تلف، وأنقله وأضعه بعد ذلك داخل الألبومات المخصصة لهذا الغرض”.
وتصدر الدول الطوابع البريدية تخليدا لمناسبات مختلفة وتباع لاستخدامها في البريد، إضافة إلى اقتنائها أو جمعها من قبل جامعي الطوابع والهواة الذين يبحثون عن الطوابع النفيسة والقديمة والنادرة. وتسجل هواية جمع الطوابع البريدية وكذلك العملات والمقتنيات الأثرية إقبالا متزايدا في عدة دول عربية.