فلامنغو البرازيلي سبيل الهلال السعودي لكتابة رقم آسيوي جديد

الرباط - يلاقي الهلال السعودي فلامنغو البرازيلي في نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب. وأزاح الزعيم مضيفه الوداد من ربع النهائي بركلات الترجيح (5 - 3)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1 - 1).

ويخشى الهلال في مواجهة فلامنغو من تكرار السيناريو الذي حدث قبل نحو 3 سنوات، حين التقى الفريقان في نصف نهائي مونديال قطر 2019، بعدما تأهل الزعيم على حساب الترجي التونسي.

ويخوض الهلال مباراة اليوم بثقة عالية بعد أن حقق في 2023 حتى الآن أربعة انتصارات مقابل تعادل واحد، حيث تغلب على الاتحاد 1 - 0 وتعادل مع الرائد 1 - 1 ثم تغلب على العدالة 2 - 0 وأبها 2 - 1 ضمن منافسات الدوري السعودي.

وبعد ذلك استهل مشواره في مونديال الأندية بفوز مثير على الوداد الرياضي المغربي حيث تغلب عليه 5 - 3 بضربات الجزاء الترجيحية السبت بعد نهاية مباراة الفريقين في الدور الثاني بالتعادل 1 - 1.

ويتطلع الهلال إلى أن يصبح أول فريق سعودي يصل إلى نهائي مونديال الأندية وأول فريق آسيوي يتأهل للنهائي منذ أن حقق كاشيما أنتلرز الياباني ذلك الإنجاز في 2016.

ولا شك في أن الهلال سيكثف تركيزه على تفادي سيناريو مواجهة فلامنغو في نسخة 2019، حيث تقدم الهلال حينذاك بهدف في الدقيقة 18 وبدا الأكثر سيطرة على مجريات المباراة لكنه تلقى هدف التعادل بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني ثم نجح فلامنغو في حسم المواجهة بهدفين خلال آخر 15 دقيقة لينتزع بطاقة التأهل.

سجل ضعيف

فرض الهلال، حامل لقب دوري أبطال آسيا، حضوره بقوة في مونديال الأندية حيث تأهل للدور قبل النهائي في مشاركته الثالثة، بعد نسختي 2019 و2021، كما يتطلع إلى رقم جديد يتمثل في الانفراد بصدارة قائمة الفرق الآسيوية الأكثر تسجيلا للأهداف في بطولة كأس العالم للأندية. فقد سجل الهلال 11 هدفا ضمن مشاركاته في البطولة ليحتل المركز الثاني في قائمة أكثر الفرق الآسيوية تسجيلا في مونديال الأندية بفارق هدفين خلف كاشيما أنتلرز الياباني.

أما فلامنغو، الذي يستهل مشواره في البطولة عبر مباراة اليوم، فشهدت مبارياته الثلاث الماضية في كل المسابقات انتصارا واحدا مقابل هزيمة وتعادل. فقد تعادل مع بانغو 1 - 1 وفاز على بوافيستا 1 - 0 في الدوري البرازيلي لكنه خسر، بين المباراتين، أمام بالميراس 3 - 4 في منافسات كأس السوبر البرازيلي في 28 يناير.

ويشارك فلامنغو، حامل لقب كأس الليبرتادوريس، في البطولة للمرة الأولى منذ نسخة 2019 التي شهدت هزيمته في النهائي أمام ليفربول الإنجليزي.

ويتطلع فلامنغو إلى تجاوز عقبة الهلال ليصبح ثالث فريق برازيلي يتأهل للنهائي خلال آخر أربع نسخ، وأملا في إحراز لقب البطولة التي لم يتوج بها أي فريق برازيلي خلال أكثر من عقد.

وتعد كأس العالم للأندية واحدة من القطع القليلة الناقصة في لوحة إنجازات فلامنغو، الذي توج بلقب وحيد على المستوى الدولي في عام 1981 وكان عبر كأس إنتركونتيننتال، البطولة التي ألغيت بعد 2004 وتم دمجها في البطولة الحالية.

وشهدت الـ18 نسخة السابقة من مونديال الأندية تأهل فريق من اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) إلى النهائي في 13 مرة، لكن كورينثيانز كان آخر فريق من كونميبول يتوج باللقب، وذلك عندما حقق فوزا مفاجئا على تشيلسي الإنجليزي في نسخة عام 2012.

وربما تختلف ملامح مباراة اليوم عن مواجهة الفريقين في نسخة 2019، حيث ذكر تقرير لصحيفة “الرياضية” السعودية أن 57 في المئة من اللاعبين الذين خاضوا مباراة الهلال وفلامنغو في 2019 يغيبون عن مباراة اليوم.

وأوضحت الصحيفة أن كل فريق يحتفظ بستة لاعبين فقط من أصل 14 لاعبا شاركوا في المواجهة السابقة، حيث رحل عن صفوف الهلال خمسة لاعبين شاركوا في 2019 بينما يغيب عن مباراة اليوم ثلاثة من تلك العناصر بسبب الإصابات.

فقد حرمت الإصابات الظهيرين محمد البريك وياسر الشهراني من المشاركة في البطولة الحالية، كما أصيب الجناح البيروفي أندريه كاريلو خلال المباراة أمام الوداد.

وبعد 2019 رحل عن الهلال كل من السوري عمر خربين والإيطالي سيباستيان جيوفينكو والفرنسي بافيتيمبي جوميز والبرازيلي كارلوس إدواردو ونواف العابد.

وبخلاف كاريلو المصاب، تضم قائمة الهلال في المونديال ستة لاعبين واجهوا فلامنغو في 2019، وهم سالم الدوسري وعبدالله عطيف والكولومبي جوستافو كويلار وعلي البليهي والكوري الجنوبي جانج هيون سو وعبدالله المعيوف.

وعلى الجانب الآخر تضم قائمة فلامنغو ستة لاعبين فقط ممن شاركوا أمام الهلال في مونديال الأندية عام 2019، وهم  جيورجيان دي أراسكايتا وفيليبي لويس وجيرسون وإيفرتون ريبيرو وغابرييل باربوسا ورودريغو كايو.

ورحل سبعة لاعبين من تلك التشكيلة عن فلامنغو خلال الأعوام الماضية، بينما حرمت الإصابة المهاجم البرازيلي برونو هنريكي من المشاركة في البطولة الحالية.

بصمة برتغالية

دخل فلامنغو المواجهة الماضية تحت قيادة البرتغالي خورخي جيسوس، المدير الفني الأسبق للهلال، وكان الفريق البرازيلي مرتبكا في البداية، ما كلفه استقبال هدف مبكر بعد 19 دقيقة، عبر سالم الدوسري. لكنه عاد في الشوط الثاني، واستطاع أن يسجل 3 أهداف متتالية، قلب بها الطاولة على الزعيم، بقيادة المدرب الروماني رازفان لوشيسكو، ليضرب موعدا مع ليفربول في المباراة النهائية آنذاك، ويخسر اللقب.

وفي مواجهة اليوم الثلاثاء تأكد غياب كاريلو للإصابة ومحمد كنو للطرد، إلى جانب “سلمان الفرج وياسر الشهراني وعبدالإله المالكي ومحمد البريك”، ما يصعّب مهمة المدرب الأرجنتيني رامون دياز.

أما فلامنغو فيخوض البطولة تحت قيادة البرتغالي الآخر فيتور بيريرا، صاحب التجربة السابقة في الدوري السعودي، مع أهلي جدة (2013 - 2014). ويعد البرازيلي ميشيل ديلغادو القاسم المشترك في المباراة، حيث انضم إلى الهلال قادما من فلامنغو، وستكون الأنظار موجهة نحوه، خاصة بعد الانتقادات التي تعرض لها من جماهير ناديه السابق، التي اعتبرت رحيله “من أجل المال”.