فشل آليات الدفاع عن الجسم في كبح العدوى ينتج تسمم الدم

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الدم هم كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.
الخميس 2020/07/23
كبار السن الأكثر تعرضا لتسمم الدم

برلين – يعتبر تسمم الدم حالة مرضية تحدث بوصول أي نوع من الميكروبات إلى الدم الذي يعد جزءا سائلا في الجسم ومسؤولا عن نقل الأوكسجين والغذاء إلى جميع الخلايا والأعضاء الحيوية، ومسؤولا أيضا عن التخلص من الفضلات وثاني أكسيد الكربون من الخلايا. ونقلها إلى خارج الجسم كما يعد سائلا معقما تماما حتى تصله عدوى الميكروبات فتسممه.

وقالت حركة “سلامة المرضى” إن تسمم الدم يحدث عندما تفشل آليات الدفاع عن الجسم في السيطرة على عدوى موضعية في البداية، ويتبع ذلك رد فعل متسلسل في الجسم يضر بالأعضاء والأنسجة.

وأوضحت الحركة الألمانية أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتسمم الدم هم كبار السن، الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، والمصابون بأمراض مزمنة وكذلك الأشخاص، الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. ومن أسباب تسمم الدم التهابات المسالك البولية والتهابات الرئة والشُعب الهوائية.

والتهابات الكلى وحدوث العدوى بعد الجراحة، ومن الممكن أن يصل الميكروب إلى الدم عن طريق التلوث المباشر أثناء الجراحة أو عن طريق التهاب الجرح.  أو وجود جرح في أي جزء في الجسم، فالجلد وظيفته الأساسية هي حماية الأعضاء الداخلية ومنع مرور الجراثيم إلى داخل الجسم،

وفي حال حدوث جرح سيزيد من احتمالية وصول الميكروبات إلى الدم وإحداثها للالتهاب فيه. كما يمكن أن يكون أي التهاب في التجويف البطني مثل التهاب الزائدة الدودية والتهاب المرارة، أو إجراء القسطرة البولية أو الوريدية، سببا من أسباب تسمم الدم.

أما أعراض تسمم الدم فتتمثل في الدوار والقشعريرة والحمى وسرعة دقات القلب والشعور بالإعياء الشديد. وعادة ما تبدأ أعراض تسمم الدم بسرعة كبيرة حتى في المراحل الأولى، والأعراض الأولية الأكثر شيوعا هي؛ قشعريرة البرد والحمى والتنفس بسرعة كبيرة وسرعة دقات القلب.

وتبدأ الأعراض الأكثر حدة في الظهور مع تقدم تسمم الدم دون علاج مناسب. وتشمل الارتباك أو عدم القدرة على التفكير بوضوح والقيء والغثيان وظهور نقاط حمراء على الجلد وانخفاض حجم البول وعدم كفاية تدفق الدم. كما قد يصاب الرضع أيضا بتسمم الدم، وحينئذ تتمثل العلامات التحذيرية في صعوبة التنفس والشعور بالبرد بشكل غير عادي والحمى والحركة ببطء والتشنج وعدم الأكل أو الشرب والتقيؤ بشكل متكرر والإسهال.

Thumbnail

وشددت الحركة على ضرورة علاج تسمم الدم على وجه السرعة، لتجنب تفاقم الحالة وحدوث عواقب وخيمة تتمثل في فشل الرئة والكلى والأعضاء الأخرى وكذلك نظام القلب والأوعية الدموية، وقد يصل الأمر إلى حد الوفاة.

وتعتمد نسبة الشفاء من التسمم الدموي على عدة عوامل أبرزها سرعة اكتشاف الإصابة والمسبب للتسمم والمضاعفات الحاصلة، ومدى قوة ومناعة الشخص.

وتقدَّر نسبة الشفاء من تسمم الدم، إذا تم اكتشاف الإصابة في مرحلةٍ مبكرة مع عدم وجود علامات لفشل الأعضاء، حسب الإحصائيات الطبية، بـ85 في المئة، أما في حال تأخّر تلقّي الرعاية الطبية وتعرض المريض للصدمة الإنتانية، فتقدر نسبة الشفاء بين 40 و60 في المئة. وقد بينت الإحصائيات الطبية أنَّ نسبة شفاء كبار السن والأطفال الصغار هي الأقل حتى لو تم اكتشاف الإصابة بشكلٍ مبكر، وتُقدَّر بين 9 و36 في المئة.

وأكد الأطباء أن تسمم الدم ليس هو نفسه تعفن الدم، حيث يعتبر هذا الأخير، من المضاعفات الخطيرة لتسمم الدم، الذي يمكن أن يسبب الالتهابات في جميع أنحاء الجسم مما يؤدي إلى جلطات الدم ويمنع الأوكسجين من الوصول إلى الأعضاء الحيوية، وينتج بالتالي فشل الأعضاء. لكن عندما يحدث الالتهاب مع انخفاض شديد في ضغط الدم، يطلق على ذلك الصدمة الإنتانية، ويؤكد الأطباء أنها قاتلة في الكثير من الحالات. وتشير بعض الدراسات إلى أن تطور بعض الأمراض قد يرتبط بنوعية الدم وفصيلته مثل مرض كوفيد – 19 الناجم عن فايروس كورونا سارس كوف ـ 2. وتعد الأنواع AB وA وB وO الأكثر شهرة في فصائل الدم  ويتم ذكر نوع فصيلة الدم مع عامل ريزوس، وبالتالي فإن الفصيلة يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية. وهناك الكثير من أنظمة فصائل الدم الأخرى، مثل نظام مستضد كيل (كيل إيجابي أو كيل سلبي).

17