فرنسيس.. البابا الإصلاحي الذي أنصت إلى المهمّشين

البابا فرنسيس كسر مركزية أوروبا في الكنيسة الكاثوليكية.
الثلاثاء 2025/04/22
وداعا فرنسيس

الفاتيكان - وضع البابا فرنسيس الذي توفي أمس الاثنين عن 88 عاما، قضية إعادة الكرامة الإنسانية للمستبعدين في قلب رسالته، فحظي بشعبية كبيرة بين المؤمنين، وإن واجه معارضة داخلية شرسة في المؤسسة الكنسية بسبب إصلاحات ومواقف جريئة.

تمّيز هذا اليسوعي الأرجنتيني، وهو من محبي كرة القدم والتانغو، بالعفوية والحيوية لكن أيضا بإدارة اعتُبرت أحيانا شخصية للغاية، وهو ما عرّضه لانتقادات.

حتى أنه قال هو نفسه في كتاب ضمّ حوارات له مع أشخاص مستضعفين من حول العالم نُشر عام 2022 “أنا عصبي، غير صبور… أحيانا أتخذ قرارات على عجل.”

سعى هذا “الحالم” الذي اعترف بأنه “يغفو أحيانا أثناء الصلاة،” بلا كلل إلى تحقيق هدفه الرئيسي: إصلاح الكنيسة الكاثوليكية لجعلها أكثر اهتماما بالفقراء والمهمشين.

وقال عند انتخابه عام 2013 موضحا اختيار اسمه الكهنوتي تيمنا بالقديس فرنسيس الأسيزي الذي كان نصيرا للفقراء والمهمشين، “كم أرغب في كنيسة فقيرة، للفقراء.”

وكان فرنسيس، وهو أول بابا يتحدّر من أميركا اللاتينية، أيضا من أشدّ منتقدي الليبرالية الجديدة وقد ركّز رسالته على الدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والبيئية والدفاع عن المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر.

ويقول روبرتو ريغولي، الأستاذ في الجامعة الغريغورية البابوية في روما، “البابا أشرك الكنيسة في قضايا كانت في قلب الديمقراطيات الغربية، مثل البيئة والتعليم والقانون.”

أسلوب غير عادي

نافر من الحروب وذهبت دعواته التي لا تعدّ ولا تحصى لتحقيق السلام في أوكرانيا أدراج الرياح، ما جعله يذرف الدموع في ديسمبر 2022

في روما نظر البعض إلى الأسلوب غير المألوف لفرنسيس الذي فضّل السكن في شقة صغيرة بدار الضيافة في الفاتيكان على القصر الرسولي، وكان يدعو بانتظام مشردين وسجناء إلى طاولته، على أنه ثورة أو تمرد، معتبرين أنه أعطى الموقع طابعا أقلّ رسمية.

وكان البابا فرنسيس يعبّر عن مشاعره لمن يلتقيهم. وحتى أثناء جائحة كوفيد أو أثناء جلوسه على كرسيه المتحرك، لم يرفض المصافحة أبدا.

وكان لتمنياته السنوية للكرادلة الرئيسيين في مجمع الكرادلة (حكومة الفاتيكان)، تأثير مدوّ عام 2014 عندما عدّد فرنسيس 15 “مرضا” يصيب الأساقفة، بما فيها “الألزهايمر الروحي” و”التحجّر العقلي”.

وذهب معارضوه المحافظون إلى حدّ اتهامه بـ”الهرطقة” لانفتاحه على الأشخاص الذين تزوّجوا مجددا بعد طلاقهم والسماح لهم بتناول القربان المقدس.

كما أن تصريحاته التي اعتبرت في بعض الأحيان متسامحة جدا تجاه استقبال المثليين جنسيا في الكنيسة، جعلته عرضة للانتقادات الحادة كما كانت الحال عندما أتاح تبريك الأزواج المثليين في نهاية 2023.

فرنسيس ركّز رسالته على الدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والبيئية والدفاع عن المهاجرين الهاربين من الحروب والفقر

ورغم أنه غالبا ما كان يُعد تقدميا في الشؤون الاجتماعية، لم يخرج فرنسيس بشكل جذري عن العقيدة التقليدية. فقد وافق على مذكرة للفاتيكان تعتبر المثلية الجنسية “خطيئة” وتسبّب في صدمة عام 2024 باستخدام مصطلح إيطالي مبتذل ومهين تجاه المثليين، ونصح المثليين الذين يريدون أن يصبحوا كهنة بالذهاب إلى “طبيب نفساني”.

كما عبّر بانتظام عن رفضه للإجهاض، وقارن هذه الممارسة باللجوء إلى “قاتل محترف”، وكرّر أن الأسرة تتكوّن من أب وأم.

وفي شباط 2020 أغلق البابا فرنسيس الباب أمام الكهنة المتزوجين والشمامسة النساء في منطقة الأمازون، ما هدأ غضب التقليديين، لكنه خيب آمال التقدميين الذين كانوا ينتظرون تغييرا تاريخيا.

وعلى الساحة الدولية أعلن نفوره من تجار السلاح والحروب، لكن صوته لم يلاق آذانا صاغية. وذهبت دعواته التي لا تعدّ ولا تحصى لتحقيق السلام في أوكرانيا أدراج الرياح، وهو عجز جعله يذرف الدموع في ديسمبر 2022.

ودعا الى وقف الحرب في قطاع غزة، وأظهر تعاطفا مع الضحايا المدنيين. وفي ظهوره الأخير في عيد الفصح، ندّد في كلمة تلاها أحد مساعديه بـ”وضع مأساوي مخجل” في قطاع غزة، محذّرا في الوقت ذاته من “تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم.”

وقال “أدعو الأطراف المتحاربة إلى أن توقف إطلاق النار وتطلق سراح الرهائن، وتقدّم المساعدات للشعب الجائع الذي يتطلّع إلى مستقبل سلام.” وفي الشرق الأوسط، برز كرجل حوار بين الأديان.

شهادة في الكيمياء

البابا فرنسيس سعى بلا كلل إلى تحقيق هدفه الرئيسي: إصلاح الكنيسة الكاثوليكية لجعلها أكثر اهتماما بالفقراء والمهمشين

كان فرنسيس الذي وُلد في 17 ديسمبر 1936 في حي شعبي في بوينس أيرس وهو الأكبر بين خمسة أولاد، حفيد إيطاليَين هاجرا إلى الأرجنتين. ووجّه بانتظام توبيخات قوية للزعماء الأوروبيين الذين يعارضون وصول المهاجرين وانتقد القادة الشعبويين.

وحصل على شهادة في الكيمياء. وقال إنه شعر بالدعوة إلى الكهنوت عندما كان في كرسي الاعتراف في السابعة عشرة من العمر.

وفي سن الـ21 أدت إصابته بالتهاب حاد إلى استئصال جزئي لرئته اليمنى، ما منعه من تحقيق حلمه بالذهاب إلى اليابان كمبشّر. وفي سن الـ22 انضم خورخي برغوليو إلى الابتداء في الرهبنة اليسوعية ورُسم كاهنا في 13 ديسمبر 1969.

وبعد أقل من أربعة أعوام، أي في سن السادسة والثلاثين، انتخب مسؤولا وطنيا لليسوعيين الأرجنتينيين. وتولّى هذه المسؤولية ستة أعوام.

وخلال الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين (1976 – 1983)، ناضل خورخي برغوليو للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية.

وتوجّه بعد ذلك إلى فرايبورغ في ألمانيا حيث نال شهادة الدكتوراه. ولدى عودته استأنف نشاطه الرعوي ككاهن محلي بسيط في مدينة كوردوبا على مسافة 700 كيلومتر شمال بوينس أيرس.

وفي 20 مايو 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفا على أوكا وأسقفا مساعدا في بوينس أيرس، قبل أن يصبح أسقف بوينس أيرس. وعيّن كاردينالا في 21 فبراير 2001.

خليفة فرنسيس

شغور الكرسي الرسولي قد يطول
شغور الكرسي الرسولي قد يطول 

بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس، سيكون على الكنيسة الكاثوليكية الرومانية البدء بطقوس معقدة تفرضها تقاليد متجذرة ترتبط بالانتقال من عهد بابوي إلى آخر.

ويحكم أغلب هذه الطقوس ما يعرف بالدستور الرسولي الذي أقره البابا يوحنا بولس الثاني في 1996 وعدّله البابا بنديكت السادس عشر في 2007 و2013.

ومن المقرر أن يتولى إدارة الشؤون الاعتيادية للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي يبلغ عدد أتباعها قرابة 1.4 مليار، الكاردينال الأميركي – الأيرلندي كيفن فاريل بصفته ما يطلق عليه اسم “كاميرلنجو الكنيسة الرومانية المقدسة” خلال الفترة المعروفة باسم “الكرسي الشاغر”.

وجاء تأكيده لوفاة البابا بإجراءات صارت بسيطة هذه الأيام تتطلب حضور طبيب وشهادة وفاة، وذلك مقارنة بما كان يجري حتى وقت ما من القرن العشرين بالنقر بمطرقة فضية على جبهة البابا ثلاث مرات.

وقُرر نقل جثمان البابا إلى كاتدرائية القديس بطرس ليلقي الجمهور النظرة الأخيرة عليه في أيدي الكاميرلنجو وثلاثة مساعدين يتم اختيارهم من بين كرادلة تقل أعمارهم عن 80 عاما معروفين بالكرادلة الناخبين.

كما توكل إليهم مهمة التأكد من كسر الخاتم الخاص بالبابا الذي يطلق عليه اسم “خاتم الصياد” وختمه من الرصاص حتى لا يتمكن أي شخص آخر من استخدامه. ولا تخضع الجثة للتشريح.

رغم أنه غالبا ما كان يُعد تقدميا في الشؤون الاجتماعية، لم يخرج فرنسيس بشكل جذري عن العقيدة التقليدية

ويُغلق الكاميرلنجو مسكن البابا الشخصي ويختمه بالشمع الأحمر. وفي الماضي كان هذا المسكن في شقق القصر الرسولي، لكن فرنسيس سكن في جناح صغير بدار ضيافة الفاتيكان المعروفة باسم بيت القديسة مارتا.

ولا يمكن للكاميرلنجو والكرادلة الآخرين اتخاذ قرارات رئيسية تؤثر على الكنيسة أو تغير تعاليمها. ويقدم رؤساء معظم أقسام الفاتيكان استقالاتهم إلى أن يؤكد البابا الجديد استمرارهم في مناصبهم أو يعين بدلاء.

وتستمر طقوس الحداد تسعة أيام، ويحدد الكرادلة موعد الجنازة والدفن. وينص الدستور الرسولي على ضرورة البدء بذلك بين اليومين الرابع والسادس من الوفاة.

وأدخل البابا فرنسيس، الذي تخلى عن الكثير من مظاهر البذخ والامتيازات المرتبطة بقيادة الكنيسة الكاثوليكية، تعديلا وتبسيطا على طقوس الجنازة البابوية في 2024.

ولا يزال من المتوقع إقامة قداس الجنازة في ساحة القديس بطرس، لكن على عكس الكثير من أسلافه طلب فرنسيس أن يدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجيوري بروما.

كما طلب أن يدفن في نعش خشبي بسيط، على عكس أسلافه الذين دفنوا في ثلاثة توابيت متشابكة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.

وطلب ألا يعرض جثمانه على منصة مرتفعة أو نعش في كاتدرائية القديس بطرس ليراه زوار روما، كما كان الحال مع الباباوات السابقين.

الاجتماع السري

Thumbnail

يتوافد الكرادلة من أنحاء العالم إلى روما بعد وفاة بابا الفاتيكان ويعقدون اجتماعات يومية تُعرف باسم التجمعات العامة لمناقشة شؤون الكنيسة وتحديد السمات التي يعتقد كل منهم أنها يجب أن تتوفر في البابا الجديد.

ويمكن للكرادلة الذين يبلغون من العمر 80 عاما أو أكثر حضور التجمعات العامة لكن لا يُسمح لهم بالمشاركة في الاجتماع السري الذي يتم خلاله انتخاب البابا الجديد، إذ يشارك فيه فقط الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما.

وتجري معظم المناقشات عبر التواصل الشخصي بين الكرادلة. وتقليديا، يتم الالتزام بفترة حداد مدتها 15 يوما قبل أن يبدأ عقد الاجتماع السري.

وقبل أن يستقيل في عام 2013، أجرى البابا بنديكت تعديلا دستوريا للسماح ببدء عقد الاجتماع السري بعد فترة أقصر إذا اختار الكرادلة ذلك، أو بعد 20 يوما من وفاة البابا بحد أقصى إذا تعذر على بعض الكرادلة الوصول إلى روما.

ويُعقد الاجتماع السري في كنيسة سيستين. وحتى انعقاد الاجتماعين اللذين انتخبا يوحنا بولس الأول ويوحنا بولس الثاني، كان الكرادلة يقيمون في غرف مؤقتة حول كنيسة سيستين.

ومنذ انعقاد اجتماع عام 2005 الذي انتخب البابا بنديكت، يجري الكرادلة التصويت في كنيسة سيستين لكنهم يقيمون في بيت القديسة مارتا الذي يضم نحو 130 غرفة. ويغلق بيت القديسة مارتا وينقل الكرادلة بحافلة إلى كنيسة سيستين.

طقوس الحداد تستمر تسعة أيام، ويحدد الكرادلة موعد الجنازة والدفن. وينص الدستور الرسولي على ضرورة البدء بذلك بين اليومين الرابع والسادس من الوفاة

ويعرف الاجتماع السري باسم “كونكلاف” المأخوذ من كلمة لاتينية تعني “بمفتاح”، وتعود جذور الاسم إلى تقليد بدأ في القرن الثالث عشر عندما كان يتم إبقاء الكرادلة في اجتماع دون السماح لهم بالخروج لإجبارهم على اتخاذ القرار بأسرع وقت ممكن والحد من التدخل الخارجي.

وفي أيام الاجتماع يُمنع المشاركون من أي تواصل مع العالم الخارجي، ولا يُسمح باستخدام الهواتف ولا الإنترنت ولا الصحف، وتستخدم شرطة الفاتيكان أجهزة أمنية إلكترونية لفرض القواعد.

ويجري الكرادلة تصويتين يوميا على مدار أيام الاجتماع السري، باستثناء اليوم الأول عندما يجري تصويت واحد.

ويتطلب نجاح أي من المرشحين للبابوية الحصول على تأييد أغلبية الثلثين زائد واحد من الكرادلة الناخبين.

وإذا لم يتم انتخاب أي مرشح بعد 13 يوما، تُجرى جولة ثانية بين المرشحين المتصدرين لكن يظل الاختيار رهن تأييد أغلبية الثلثين زائد واحد لأي منهما، وذلك لتعزيز الوحدة وتثبيط البحث عن مرشحين توافقيين.

وعندما ينتخب الاجتماع السري بابا جديدا يجري سؤاله حول ما إذا كان يقبل تولي البابوية وسؤاله عن الاسم الذي يرغب في اتخاذه، وإذا رفض تولي المهمة تعاد إجراءات الانتخاب من جديد.

ويرتدي البابا الجديد ثيابا بيضاء يتم إعدادها مسبقا بثلاثة قياسات، ويجلس على كرسي البابوية في كنيسة سيستين لاستقبال الكرادلة الآخرين الذين يقدّمون له التحية ويتعهدون بالولاء له.

ويعرف العالم أنه يتم انتخاب البابا عندما يحرق أحد المسؤولين أوراق الاقتراع بمواد كيميائية خاصة ليتصاعد دخان أبيض اللون من مدخنة الكنيسة، أما الدخان الأسود فيرمز إلى تصويت غير حاسم.

نجاح أي من المرشحين للبابوية يتطلب الحصول على تأييد أغلبية الثلثين زائد واحد من الكرادلة الناخبين

ويصعد كبير الناخبين من الكرادلة الشمامسة، وهو حاليا الكاردينال الفرنسي دومينيك مامبرتي، إلى الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس ليعلن للحشود في الساحة النبأ قائلا “هابموس بابام” والتي تعني “لدينا بابا”. ثم يظهر البابا الجديد ويمنح الحشود أول مباركة له.

ويتوقع توماس شولر الخبير الألماني في القانون الكنسي أن يواجه المجمع المغلق، الذي سيعقد بعد وفاة البابا فرنسيس، صعوبة. وقال الخبير المرموق بجامعة مونستر غربي ألمانيا إن اجتماع انتخاب البابا الجديد سيستغرق على الأرجح وقتا أطول من المعتاد. وأردف”أعتقد أنه سيكون مجمعا مغلقا أطول وأكثر تعقيدا، لأن مجموعة الناخبين غير متجانسة.”

وأشار إلى أن العديد من الكرادلة الذين عينهم البابا فرنسيس في السنوات الماضية، والذين ينحدرون من مناطق شتى من العالم، لا يمكن تصنيفهم مسبقا ضمن تيارات أو فصائل معينة، فضلا عن أنهم لا يمتلكون خبرة في التمهيد لما يعرف بـ”ما قبل المجمع المغلق”.

وأضاف شولر “ثمة أمران سيثيران الاهتمام لمتابعتهما: الأول، هل ستنجح المجموعة ذات التوجه الإصلاحي في فرض إرادتها والتوافق على مرشح واحد؟ والآخر: كيف ستفهم مواقف من يطلق عليهم اسم ‘اللاعبون الأحرار؟’ وهؤلاء هم القادمون من منغوليا وتيمور، أو من أي مكان آخر عين فيه البابا كرادلة لا يعرفون الكثير عن الأعراف الرومانية، لكننا نأمل أن يتمتعوا بالحرية الداخلية التي تمكنهم من انتخاب الشخص الذي يرونه الأفضل.”

وقال شولر إن الإنجاز الأساسي للبابا الراحل يتمثل في أنه كسر مركزية أوروبا في الكنيسة الكاثوليكية -أي التركيز المفرط على أوروبا- وقاد الكنيسة نحو الأطراف، “ويظهر ذلك أيضا في أن جميع الشعوب والأمم أصبحت ممثلة في مجمع الكرادلة.”

ورأى شولر أن مدى استمرار نهج الإصلاح الذي سار عليه فرنسيس، سيعتمد على هوية الشخص الذي سينتخب خليفة له، واستطرد “لكن لنقل الأمر بهذه الطريقة: لقد رأينا ذلك بالفعل في عام 1989، فعند إيقاظ روح الحرية لا تمكن بعد ذلك إعادتها من جديد إلى داخل القمقم. وقد منح فرنسيس المؤمنين القدرة على فعل ذلك.”

وأضاف شولر أن أول بابا من أميركا الجنوبية (يعني فرنسيس) كان بابا ناقدا للنخب. وقال إنه “لم يكن يحب النخب الاقتصادية، ولا حتى النخب اللاهوتية. وقد فعل ذلك انطلاقا من فهمه الواعي للاقتداء بالمسيح: فالرعاية الروحية ينبغي أن تمنح للفقراء والمحرومين.” ولفت إلى أن خلفاء فرنسيس سيتم تقييمهم بناء على هذا المعيار.

7