فرنانديز يسحب البساط من تحت قدمي رونالدو في كتيبة البرتغال

الدوحة - يجعل اهتمام وسائل الإعلام برونالدو وتقدير الرأي العام له زملاءه يلعبون الأدوار الثانوية، بيد أن لاعب وسط مانشستر يونايتد برونو فرنانديز بدأ يلفت النظر كصانع الألعاب الرئيس في صفوف فريقه، وسجل ثنائية سمحت لمنتخب بلاده في حسم التأهل إلى ثمن النهائي قبل الجولة الأخيرة.
قام مدرب البرتغال فرناندو سانتوس بإجراء تغييرات عدة للمباراة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية لم تتضمن إراحة رونالدو، فخسرها 1 - 2 في الرمق الأخير، لكن البرتغال احتفظت بصدارة المجموعة وستواجه سويسرا الثلاثاء في ثمن النهائي. قرّر سانتوس إراحة فرنانديز، لكن في غيابه فشل المنتخب البرتغالي في صناعة الكثير من الفرص الواضحة.
اللاعب الركيزة
فشل رونالدو أفضل هداف على الصعيد الدولي أيضا في تشكيل أي خطورة أمام مرمى كوريا الجنوبية قبل إخراجه في الدقائق الأخيرة. بدأ فرنانديز، الذي لم يعد زميلا لرونالدو في صفوف مانشستر يونايتد بعد أن ترك الأخير الفريق باتفاق ودي، يصبح اللاعب الركيزة في صفوف المنتخب البرتغالي والقائد الحقيقي المرشح لحمل الشارة بعد اعتزال رونالدو.
كان فرنانديز المتحدث في المؤتمر الصحافي الأول للبرتغال قبل المواجهة الأولى ضد غانا في مونديال قطر، حيث اضطر إلى الإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة برحيل رونالدو عن مانشستر يونايتد. ثم خلال المباراة، كان فرنانديز مهندس الفوز بنجاحه في تمريرتين حاسمتين خلال فوز البرتغال على غانا 3 - 2، على الرغم من أن رونالدو دخل التاريخ في تلك المباراة بعد تسجيله هدف الافتتاح من ركلة جزاء مشكوك في صحتها، ليصبح بالتالي أول لاعب يسجل في خمسة نهائيات مختلفة في كأس العالم، وذلك بعمر السابعة والثلاثين.
ويملك المنتخب البرتغالي لاعبين صاعدين في صفوفه مرشحين لملء الفراغ الذي سيتركه اعتزال رونالدو في أحد الأيام، أبرزهم جناح ميلان رافائيل لياو الذي تتهافت عليه أبرز الأندية الأوروبية، وغونسالو راموس الذي يتألق في صفوف بنفيكا هذا الموسم، وأندري سيلفا، لكن جميع هؤلاء بقوا أسيري مقاعد اللاعبين الاحتياطيين ضد كوريا، في حين فشل رونالدو في ترك أي أثر.
القائد الفعلي
على الرغم من سلاسة أسلوب برنارد سيلفا صانع ألعاب مانشستر سيتي، فإن فرنانديز بات القائد الفعلي لخط الوسط في صفوف البرتغال. ففي المباراة ضد الأوروغواي سجل فرنانديز ثنائية، إحداها من ركلة جزاء وحرمه القائم من أن يصبح أول لاعب يسجل ثلاثية في المونديال الحالي.
سيعود فرنانديز لاعب سبورتينغ السابق إلى صفوف فريقه لمواجهة سويسرا الثلاثاء. ويتفوّق فرنانديز على رونالدو هذا العام، لاسيما من ناحية الأهداف في صفوف البرتغال، حيث سجل 7 أهداف في 11 مباراة مقابل 3 فقط لرونالدو في 10 مباريات.
وتطرّق فرنانديز إلى الهدف الذي احتسب له في مرمى الأوروغواي بعد أن كان في بادئ الأمر لصالح رونالدو، وقال في المؤتمر الصحافي بعد تلك المباراة "احتفلت بالهدف كما لو أنه لرونالدو". وأضاف "اعتقدت بأنه لمس الكرة. هدفي كان القيام بتمريرة عرضية له. نحن سعداء بالفوز بغض النظر عن هوية الذي سجل الهدف".
لطالما اتسمت أجوبة فرنانديز بالدبلوماسية عندما كان الأمر يتعلق برونالدو ويقول "كان حلما لي اللعب إلى جانبه، لكن لا شيء يدوم"، في إشارة إلى رحيل رونالدو عن مانشستر يونايتد. يجيد فرنانديز دوزنة كلامه تماما كما يفعل عندما يقوم بتمريرة حاسمة، ولا شك بأن البرتغال تحتاج إلى رؤيته الثاقبة ونضوجه الفكري إذا ما أرادت التتويج بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.