فان دايك من موهبة منبوذة إلى نجم هولندي خارق

يتأهب الهولندي فيرجيل فان دايك، أحد أقوى المدافعين في العالم، للظهور في أول بطولة عالمية كبرى بعد بداية مسيرة متعثرة، عندما يقود دفاع البرتقالي في مونديال قطر، الاثنين أمام السنغال.
الأحد 2022/11/20
عملاق يشد الأنظار

الدوحة - تحوّل النجم فيرجيل فان دايك من مراهق أهمله فريق فيليم 2 تيلبورغ وقلّل من قدراته خرونينغن، إلى أغلى مدافع في العالم، عندما انضم إلى ليفربول الإنجليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني قادما من ساوثهمبتون عام 2018. في أول ظهور له على أرضه، لم يتأخر فيرجيل في بناء جسور الثقة مع جماهير أنفيلد، وسرعان ما كسب ودها بتسجيله هدف الفوز أمام إيفرتون في ديربي ميرسيسايد. كما تزامن موسمه الأول مع ليفربول مع بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي خسره أمام ريال مدريد الإسباني 1 - 3.

لكن فان دايك، تألق في الموسم التالي وساهم في قيادة الريدز للفوز باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد التغلب على توتنهام، وذلك بعد أسابيع فقط على خسارته سباق الدوري الممتاز، عندما وصل إلى 97 نقطة متخلفا بفارق نقطة وحيدة عن البطل مانشستر سيتي.

غياب مؤثر

بفارق قليل من النقاط، خسر المدافع الهولندي الصلب جائزة الكرة الذهبية 2019 أمام ليونيل ميسي، لكنه حصل على تقدير أقرانه بفوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز. خلال موسم 2019 - 2020 المتعثّر بسبب جائحة كورونا، خاض فيرجيل كل الدقائق المتاحة مع فريقه، في موسم أنهى خلاله ليفربول انتظارا دام 30 عاما لإحراز اللقب، لكن غياب المدافع العملاق كان مؤثرا جدا في الموسم التالي بعد إصابته في تصادم مع حارس إيفرتون جوردان بيكفورد في السابع عشر من أكتوبر 2020.

أدى تمزق في الرباط الصليبي الأمامي في القدم اليمنى إلى ابتعاد فان دايك لأكثر من تسعة أشهر، ما غيّبه صيف 2021 عن كأس أوروبا. وقتذاك، خُدع الهولنديون في البداية القوية وتصدرهم لمجموعتهم، قبل الخروج من دور الستة عشر أمام تشيكيا.

تأخّر التحاق فان دايك بمنتخب بلاده حتى 2015، ما أفقده فرصة التواجد في مونديال البرازيل 2014. ورغم توسعة كأس أوروبا إلى 24 منتخبا، أخفقت هولندا في التأهل إلى نسخة 2016، ما بدّد أحلام المدافع في المشاركة في بطولة كبيرة، لتتواصل خيباته بعدها بالفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018.

يصف النرويجي إرلينغ هالاند، الهداف الجديد لمانشستر سيتي، مدافع ليفربول بأنه "وحش بشري". يقول فان دايك (31 عاما) إنه لم يتحول من "ظهير أيمن بطيء" إلى موقعه الحالي، حتى زاد طوله 18 سنتيمترا في الصيف الذي بلغ فيه عامه السابع عشر. أثناء وجوده في أكاديمية فيليم 2، عمل فان دايك بدوام جزئي في غسيل الأطباق في مطعم بريدا، لكن تدخل مارتن كومان، والد النجمين السابقين رونالد وإيرفين، كان نقطة التحول في شق قائد هولندا لمشوار التألق.

اكتشف كومان الأب، فيرجيل أثناء عمله في خرونينغن، وهو النادي الذي انضم إليه في انتقال مجاني عام 2010، فظهر للمرة الأولى في العام التالي، لكنه أصيب بمرض التهاب الصفاق والتسمم الكلوي عندما كان في العشرين من عمره. وقال "أتذكر كيف كنت مستلقيا على السرير، والشيء الوحيد الذي استطعت رؤيته هو الأنابيب".

الاستعداد للأسوأ

وأضاف فان دايك "جسدي كان مكسورا. لم أستطع فعل أي شيء"، كاشفا أنه وقّع على إرادة الاستعداد للأسوأ. تعافى بسرعة وأثار الإعجاب مرة أخرى، لكن الأندية الهولندية الكبرى لم تخطب وده، ما مهد الطريق لانتقاله إلى سلتيك الإسكتلندي عام 2013. وبعد موسمين في إسكتلندا، أثار فان دايك إعجاب ساوثهمبتون، فاستعاد اللاعب العلاقة مع رونالد كومان هذه المرة، مدرب النادي الواقع في الساحل الجنوبي لإنجلترا.

لفت فان دايك أنظار ليفربول، فتقدم المدافع الهولندي بطلب الرحيل، ليغادر في يناير 2018. بعد فترة وجيزة من تجربة ليفربول، منح كومان مدافعه القوي قيادة الطواحين، وهو يتطلع اليوم إلى فرصته الأولى في أكبر البطولات العالمية من خلال مونديال قطر، لكن تحت قيادة لويس فان غال.