غوندوغان يعود إلى مانشستر سيتي متعطشا للألقاب

أكمل نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم صفقة إعادة ضم نجم الوسط الألماني المخضرم إلكاي غوندوغان من برشلونة الإسباني. ووقع غوندوغان عقدا لمدة عام واحد للعودة للنادي السماوي الذي رحل عنه إلى العملاق الكتالوني في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. وفاز غوندوغان (33 عاما) بـ12 لقبا مع مانشستر سيتي، وكان من بينها خمسة ألقاب في الدوري الإنجليزي ولقب وحيد بدوري أبطال أوروبا، وذلك خلال سبع سنوات ناجحة قضاها داخل ملعب الاتحاد.
مانشستر (إنجلترا) - عاد لاعب الوسط الألماني إيلكاي غوندوغان إلى مانشستر سيتي بعد عام فقط مع برشلونة الإسباني، وذلك وفق ما أعلن الجمعة بطل الدوري الإنجليزي لكرة القدم. ونشر سيتي في حسابه على موقع إكس مقطع فيديو لغوندوغان بالقميص الأزرق والرقم 19، يقول فيه “بصراحة من الصعب وصف الشعور، عندما تغادر هذا المكان تدرك ما كنت تمتلكه، تدرك كم كان رائعا ذلك الوقت، تدرك حجم كبر هذا النادي. أفضل ناد في العالم”.
وتوج غوندوغان مع سيتي بلقب الدوري خمس مرات وساهم في قيادته للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، قبل أن يتركه الصيف الماضي للالتحاق ببرشلونة. وتابع ابن الـ33 عاما “لا أود المبالغة في الحنين، مازال الأمر متعلقا بالمنافسة، بهذا الاندفاع، بتقديم أفضل نسخة من نفسك، وهذا طموح ما زلت أتمتع به.. أريد استعادة هذا الشعور. من الجميل جدا أن تشعر بالعودة إلى منزلك”.
ولم يكن الإعلان عن عودة غوندوغان إلى الفريق الذي دافع عن ألوانه من 2016 حتى 2023، مفاجئا إذ أفادت وسائل إعلام عدة في اليومين الأخيرين إلى توصله لاتفاق مع سيتي للدفاع مجددا عن ألوانه بعد موسم واحد قضاه في برشلونة. ووقّع غوندوغان عقدا مع سيتي لموسم واحد وفق ما أفاد بطل الدوري الممتاز، من دون أن يحدد تفاصيل الصفقة لكن التقارير تؤكد أنه انتقال حر من دون مقابل أراده برشلونة من أجل التخلص من عبء راتب الألماني وتسجيل الوافد الجديد إليه داني أولمو.
وأفادت التقارير أن الألماني الذي أعلن الثلاثاء اعتزاله الدولي، تخلى عن رواتب العامين المتبقيين مع برشلونة بهدف تسهيل هذه الخطوة، علماً أن السنة الثالثة في عقده فُعّلت الموسم الماضي عندما شارك في أكثر من 60 في المئة من مباريات الفريق. ولعب غوندوغان 36 مباراة مع برشلونة ضمن مختلف المسابقات، لكن أُبلغ أنه ليس ضمن خطط المدرب الجديد مواطنه هانزي فليك، بديل تشافي هرنانديس.
ويبدو أن غوندوغان استفاد جيدا من الموسم الواحد في تجربته الاسبانية وهو أحد أصعب مواسم برشلونة بعدما انتهى دون تتويجه بأي لقب وسجل نتائج سيئة مما جعل غوندوغان يندم على رحيله عن مانشستر سيتي مباشرة بعدما حقق الإنجاز التاريخي بفوزه بالثلاثية وهو الإنجاز الذي كان غودنوغان أساسيا و مؤثرا في تحقيقه .
ويتذكر الجميع التصريحات النارية التي أطلقها غوندوغان في أعقاب خسارة برشلونة لمواجهة الكلاسيكو ضد الغريم ريال مدريد بعدما وجد فتورا في ردة فعل زملائه في الفريق في غرف الملابس، في وقت كان يفترض أن تكون هناك حالة هيجان وغليان تأتي بنتائج ايجابية في المباريات الموالية وتتحول إلى حافز ودافع نفسي لهم .
و الآن يحاول غوندوغان تدارك خطيئته والعودة إلى مانشستر سيتي للعمل مجددا تحت إمرة المدرب بيب غوارديولا الذي يكن له احتراما و تقديرا كبيرين ولم يكن يرغب في رحيله بينما استمراره في برشلونة مع المدرب الجديد مواطنه هانسي فليك قد يجعله يخسر في ظل رهانه على اللاعبين الصاعدين ويجعله أسير دكة الاحتياط. وربما أراد غوندوغان تعزيز حظوظه في العودة إلى مانشستر سيتي من خلال إعلان اعتزاله اللعب دوليا لتركيز جهوده على ناديه.
طموح مشروع
ودّع الألماني جمهور الفريق الكاتالوني في منشور على إنستغرام، قال فيه “بعد عام واحد فقط، حان الوقت كي أقول وداعا. جئت إلى هنا لخوض تحد جديد ومثير، وكنت جاهزا له. قدمت كل شيء في قتالي من أجل الفريق والنادي في موسم صعب وكنت أتطلع لمساعدة زملائي في الحملة الجديدة”.
وتابع “الآن، أنا أغادر في ظروف صعبة، لكن إذا كان رحيلي يساعد النادي على الصعيد المالي، فذلك يجعلني أقل حزنا… لطالما أردت اللعب لبرشلونة وأنا ممتن جدا للذكريات والتجربة التي ستبقى معي طيلة حياتي. أتمنى لكم الأفضل للموسم والمستقبل. المشجعون يستحقون عودة هذا النادي الكبير كي يكون بين الأفضل في العالم”.
وقال مدير كرة القدم في سيتي الإسباني تشيكي بيغيريستاين “إلكاي هو أحد أفضل المحترفين الذين عملت معهم على الإطلاق. إن تفانيه في كرة القدم ونهجه في كل حصة تدريبية شيء مميز جدا. إنه أيضا لاعب وسط استثنائي. قراءته للعبة وذكاؤه الكروي وجودته الفنية وقيادته تجعله إضافة ممتازة لفريقنا”. وكان غوندوغان أول لاعب يتعاقد معه غوارديولا بعد وصوله للإشراف على سيتي، متعاقدا معه من بوروسيا دورتموند في صيف 2016 حين كان الألماني في الخامسة والعشرين من عمره.
عاد الألماني في خطوة مفاجئة، لكن الإسباني غوارديولا، المدير الفني للفريق، لم يكن لديه أيّ شك في عودة القائد الفائز بالثلاثية مع الفريق. ووقع غوندوغان على عقد لمدة عام مع النادي الذي وصفه بالأفضل في العالم، في ما قال غوارديولا إن اللاعب قد يشارك مع الفريق في مواجهة إبسويتش تاون غدا السبت بالجولة الثانية في الدوري الإنجليزي.
وقال غوارديولا “حينما يقول المدربون خلال فترة الانتقالات إن كل شيء يمكن أن يحدث، فهذا دليل حقيقي على ذلك، كانت مفاجأة كبيرة وغير متوقعة وحدثت”. وأضاف “نحن نعرفه جيدا، أنا على المستوى الشخصي، وكذلك الجهاز الفني المعاون واللاعبين والجميع”. وتابع غوارديولا “نعلم القدرات التي لديه والأداء الذي قدمه لقد لعب على مستوى عال للغاية، واستمر في اللعب وخاض الكثير من الدقائق وكان منتجا”. وأوضح “ليس لدينا أيّ شكوك حينما كان ذلك ممكنا بالنسبة إلينا ونحن سعداء جدا بعودته”.
في المقابل علق هانز فليك مدرب برشلونة،على رحيل اللاعب إلكاي غوندوغان بالقول “غوندوغان كان لاعبا رائعا عندما عملت معه في منتخب ألمانيا وبرشلونة”. وأضاف “غوندوغان كان يريد البقاء هنا، ولكنه غيّر رأيه هذا الأسبوع”. وتطرق فليك للحديث عن الوافد الجديد داني أولمو، مؤكدا أنه يؤدي التدريبات بشكل رائع. وشدد “أعجبني ما يقدمه أولمو فهو جاهز للمشاركة في المباريات، أما قيده في قائمة الفريق فهو أمر خارج اختصاصات عملي”.
وأشاد فليك بلاعب الوسط الشاب مارك كاسادو قائلا “إنه يشبه كيميتش من الناحية البدنية، إنه لاعب مميز وسيلعب دورا مهما مع الفريق هذا الموسم”. وتحدث مدرب البارسا عن مواجهة الفريق الباسكي، مؤكدا “بيلباو فريق قوي بدنيا ولديه فلسفة دفاعية وهجومية واضحة بالكرة أو دونها، وستكون مواجهة صعبة، ولكن أثق في قدرتنا على الفوز”. وأتم “نيكو ويليامز لاعب مميز، لكن لا أريد الحديث عنه كثيرا لأنه ليس لاعبا في فريقي، بل نستعد لرقابته، وأثق أن كوندي سيؤدي الدور المطلوب منه في رقابته”.
الحنين إلى التجارب السابقة
عاد بعض نجوم الملاعب إلى أنديتهم السابقة سريعا، وذلك بعد خوض تجربة احترافية جديدة، ولكن الحنين إلى التجارب السابقة دفعهم إلى قطع تذكرة العودة سريعاً، خصوصاً بعد نجاحاتهم السابقة التي شجعتهم على إعادة المحاولة، إذ واجه معظمهم أزمات قوية، ولم ينسجموا مع الأندية الجديدة، وسط اختلاف القدرات والطموحات، وكذلك أسلوب اللعب في بعض التجارب.
ويُعتبر الألماني، إلكاي غوندوغان، من بين نجوم مانشستر سيتي خلال السنوات الماضية، وكان قائد الفريق عند التتويج التاريخي بدوري الأبطال عام 2023، ولكنّه أصرّ على الرحيل إلى برشلونة في “ميركاتو” صيف 2023، وبعد عام واحد أراد العودة إلى النادي الإنجليزي، في خطوة غير متوقعة من قِبله، نظراً إلى أنه كان أساسيا في النادي الإسباني، ويلعب بانتظام، ولكنه فضّل العودة إلى الفريق الذي حقق معه أفضل النجاحات في مسيرته، دون أن يُهدر وقتاً أطول في إسبانيا.
◙ غوندوغان توج مع سيتي بلقب الدوري خمس مرات وساهم في قيادته للفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه
كما أعاد الحنين المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلانو الإيطالي، فبعد انتقاله إلى تشيلسي في صيف 2021، سرعان ما عاد إلى “نيراتزوري” في صيف 2022، بعدما فشل في تقديم الإضافة إلى النادي الإنجليزي، وأصرّ على تجديد التجربة مع فريقه الإيطالي، إذ كان من نجوم كتيبة أنطونيو كونتي في موسم التتويج باللقب، ولسوء حظّه فإن نهاية تجربته مع الإنتر في صيف 2023 اقترنت بأزمة كبيرة، بعد أن تردّد في قبول فكرة الاستمرار مع النادي، ودخل في مفاوضات مع فرق منافسة، أبرزها يوفنتوس، الغريم التاريخي لإنتر ميلانو.
أما المدافع الإيطالي لياندرو بونوتشي فقد أصرّ على الرحيل عن يوفنتوس، في موسم 2017 ـ 2018، منتقلاً إلى نادي ميلان، ورغم أنه حمل شارة القيادة في فريقه الجديد، فإنه سرعان ما رغب في العودة إلى يوفنتوس، وفعلاً فقد جدّد العهد مع الفريق سريعاً، إثر موسم واحد، ولكنه لم يجد الترحاب الكبير من قِبل جماهير يوفنتوس، التي لم تغفر له إصراره على ترك الفريق من أجل مشروع ميلان الجديد، الذي فشل سريعاً.
وكان وضع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مختلفا عن البقية، فقد رحل في صيف 2009 عن فريق إنتر ميلانو إلى برشلونة الإسباني، ولكنّه فشل في تجربته الإسبانية، فعاد بعد موسم واحد إلى مدينة ميلانو، ورفع التحدي هذه المرة مع ميلان، وكان من نجوم الفريق، الذين أهدوه لقباً طال انتظاره، حيث أظهر عشقا كبيرا للمدينة الإيطالية، دفعه إلى إنهاء مسيرته مع ميلان، بعد تجارب في باريس سان جرمان ومانشستر يونايتد ولوس أنجلس، كذلك اختار العمل مستشارا في إدارة ميلان الجديدة، انطلاقاً من الموسم الحالي.