غوغل تطور جيلا جديدا من تقنيات الذكاء الاصطناعي رغم تهديدات التقسيم

رئيس مجموعة "ألفابت" التي تضم غوغل يتوقع أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج عصرا جديدا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
الجمعة 2024/12/13
تتصرف نيابة عنكم، لكن تحت إشرافكم

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)- أعلنت غوغل الأربعاء بدء العمل بنموذجها الأكثر تطورا إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي “جيميناي 2.0” Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نموا سريعا.

وتوقّع رئيس مجموعة “ألفابت” التي تضم غوغل، سوندار بيتشاي، أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج “عصرا جديدا” في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت غوغل أن الصيغة الجديدة من جيميناي غير متاحة راهنا إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيتشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن جيميناي 2.0 أن هذه الأداة توفّر “القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيرا إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استبقيا واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم.”

وتابع قائلا يمكن لأداة “فهم المزيد عن العالم من حولكم، والتفكير في العديد من الخطوات للأمام، والتصرف نيابة عنكم، لكن تحت إشرافكم.”

ووصف بيتشاي في هذه اللحظة بأنها بداية “حقبة جديدة للوكلاء”، مشيرا إلى مساعدين افتراضيين يمكنهم أداء مهام بحرية أكبر.

وتتنافس غوغل وأوبن إيه آي (التي ابتكرت تشات جي بي تي) وميتا وأمازون على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من استثمارات، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

سوندار بيشاي: الأداة تتوقّع ما سيلي وتتخذ القرارات المناسبة

وبات ما تسعى إليه غوغل التوجه الجديد السائد في سيلكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة “خادم رقمي” للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، يمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق “تشات جي بي تي” تحوّلا جذريا في هذا المجال عام 2022.

وأشارت غوغل إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلا النسخ السابقة من جيميناي.

وتُستخدَم في تدريب نموذج جيميناي 2.0 وتشغيله شريحة تنتجها غوغل داخليا، سُمّيت “تريليوم”. وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة إنفيديا الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات.

وستقتصر إتاحة الكثير من أحدث تقنيات غوغل للذكاء الاصطناعي في البداية على مجموعات تجريبية والمشتركين الذين يدفعون 20 دولارا شهريا مقابل استخدام الإصدار جيميني أدفانسد، لكن ستتم إتاحة بعض الخصائص من خلال محرك بحث غوغل وتطبيقاتها على الهواتف الذكية. كما تعتزم غوغل توفيرها على نطاق أوسع في العام المقبل.

يأتي ذلك في حين قدم مسؤولو مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأميركية في الشهر الماضي طلبا رسميا إلى إحدى المحاكم الأميركية بإلزام شركة خدمات التكنولوجيا والإنترنت غوغل ببيع برنامج تصفح الإنترنت كروم، فيما سيكون تحركا تاريخيا ضد واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بعد أن أدانت المحكمة الشركة بإساءة استغلال وضعها المسيطر في سوق محركات البحث طوال العقد الماضي.

وقدمت الوزارة طلبها في 23 صفحة يتضمن فرض عقوبات شاملة على غوغل تتضمن احتمال إلزامها ببيع متصفح الإنترنت وفرض قيود لمنع نظام تشغيل الأجهزة الذكية أندرويد من تمييز محرك بحث غوغل.

وقال محامو وزارة العدل في المذكرة إن بيع كروم “سيوقف بشكل دائم سيطرة غوغل على هذه النقطة الحيوية للوصول إلى محركات البحث، ويسمح لمحركات البحث المنافسة بالوصول إلى المتصفح الذي يستخدمه الكثيرون من المستخدمين للوصول إلى الإنترنت حاليا.”

ورغم أن الوزارة لم تطالب ببيع نظام التشغيل أندرويد أيضا، فإنها طالبت القاضي أيضا بضرورة تأكيد إمكانية إلزام الشركة ببيع نظام التشغيل إذا رأت لجنة المراقبة الخاصة بها أن الشركة تسيء استغلال الوضع المسيطر لنظام التشغيل أندرويد في سوق أنظمة تشغيل الهواتف والأجهزة الذكية.

12