غوارديولا ينوي مواصلة الهيمنة بعد تمديد تعاقده مع السيتي

باتت الفرصة مواتية أمام المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا لإطالة هيمنة الفريق السماوي غير المسبوقة على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وذلك بعدما مدد تعاقده مع مانشستر سيتي لمدة عامين. وستكون أولى أولويات غوارديولا هي إيقاف أسوأ سلسلة هزائم في مسيرته التدريبية المرصعة بالإنجازات والألقاب.
مانشستر (إنجلترا) - يدخل الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مواجهة ضيفه توتنهام السبت في المرحلة الـ14 من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بهدف إنهاء سلسلة الخسارات المتتالية وتقليص الفارق مؤقتا مع ليفربول المتصدر، في حين يبدأ البرتغالي روبن أموريم مشواره مع الجار يونايتد أمام إيبسويتش الأحد. وذلك بعقد جديد وبعد نافذة التوقف الدولي.
أربع خسارات متتالية في مختلف المسابقات مُنيَ بها غوارديولا مدرب بايرن ميونخ الألماني وبرشلونة الإسباني السابق للمرة الأولى في مسيرته. مع ذلك، وقّع الخميس عقدا جديدا مع النادي لمدة عامين، منهيا التكهنات حول مستقبله، ما يتيح له التركيز على فريقه المتعثر.
قال المدرب الإسباني إنّه “لم يستطع الرحيل الآن” في الوقت الذي يمرّ فيه النادي بأصعب فترة منذ توليه زمام الأمور في عام 2016. ودارت تكهنات حول إمكانية نهاية مسيرة غوارديولا في النادي بسبب معاناته من مستقبل غامض على خلفية اتهامه بارتكاب 115 مخالفة للوائح المالية الخاصة بالدوري.
كما أنّه ولأول مرة في مسيرته التدريبية، تعرض غوارديولا لأربع هزائم متتالية، حيث يعاني الفريق من غياب لاعب الوسط الإسباني رودري، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، بسبب إصابة في الركبة ستبعده عن الموسم بأكمله.
وتراجع سيتي الثاني بفارق خمس نقاط خلف ليفربول في صدارة الدوري (28 مقابل 23)، بعد هزيمتين أمام بورنموث وبرايتون. كما خسر أمام سبورتينغ البرتغالي 1 – 4 في دوري أبطال أوروبا وأقصيَ من كأس الرابطة على يد توتنهام. وقال مدرب برشلونة الإسباني السابق “شعرت أنني لا أستطيع الرحيل الآن، الأمر بهذه البساطة.” وأضاف “لا تسألوني عن السبب.
ربما كانت الهزائم الأربع هي السبب وراء ذلك وشعرت أنني لا أستطيع الرحيل.” وتابع غوارديولا الذي سئل مرارا وتكرارا عن مستقبله في الأسابيع الأخيرة “منذ بداية الموسم كنت أفكر كثيرا في هذه اللحظة، سأكون صادقا، اعتقدت أن هذا الموسم يجب أن يكون الأخير.”
وأردف “لكن في نفس اللحظة التي جاء فيها الوضع الحالي، والمشاكل التي واجهناها في الشهر الماضي، شعرت أن الوقت لم يحن بعد للرحيل. لا أريد أن أخذل النادي.” وجاءت نافذة التوقف الدولي في توقيت مناسب للإسباني لإعادة ترتيب الأوراق، مع عودة اللاعبين الأساسيين الذين غابوا عن عدد من المباريات بسبب الإصابة وأثّروا على النتائج.
وعلى الرغم من الخسارات المتتالية، فإن سيتي لم يسقط بعد على ملعبه “الاتحاد” منذ نوفمبر 2022 ضمن الدوري (فاز بـ28 مباراة وتعادل 6 مرات)، ومن بين هذه التعادلات، اللقاء الأخير المثير مع توتنهام بالذات، والذي انتهى 3 – 3 قبل نحو عام. مع ذلك، لن يكون توتنهام خصما سهلا، وهو الذي عاد من ملعب الاتحاد بانتصارين من آخر عشر زيارات، من بينها ثلاثة تعادلات أيضا، كما أسقط سيتي في لندن الشهر الماضي ضمن كأس الرابطة 2 – 1.
بعد ذلك الفوز، تلقى توتنهام خسارتين من ثلاث مباريات، آخرها مفاجئ أمام إيبسويتش 1 – 2، ثم تعرض لاعبه الأوروغوياني رودريغو بينتانكور لعقوبة إيقاف سبع مباريات من قبل الاتحاد المحلي بسبب تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية أجراها في بلده يونيو الماضي تضمنت إشارة عنصرية بحق نجم كوريا الجنوبية سون هيونغ مين، مما جعلها خرقا مشددا للقواعد.
وقال المدرب الأرجنتيني أنج بوستيكوغلو الأسترالي “ما لا يمكن إنكاره بالنسبة لي، لأنني أعرفه، هو أنه شخص رائع. إنه زميل لا يُصدق وشخص يتمتع بأعلى درجات النزاهة، لكنه ارتكب خطأ. وعندما يحدث ذلك، دورنا كفريق هو دعمه بكل السبل الممكنة.”
بدوره، قال سون عبر إنستغرام بعد تقديم زميله اعتذارا علنيا على المنصة عينها “لقد تحدثت مع لولو (بينتانكور). إنه يدرك خطأه واعتذر عنه. لولو لم يكن يقصد أبدا قول شيء مهين عن قصد. نحن أخوة، ولم يتغير شيء على الإطلاق.” اضطر مشجعو مانشستر يونايتد إلى الانتظار ثلاثة أسابيع لوصول أموريم منذ تأكيده كخليفة للهولندي إريك تين هاغ.
لا يواجه البرتغالي اختبارا صعبا في البداية، لكن إيبسويتش يعيش حالة معنوية مرتفعة بعد تحقيق أول فوز له في الدوري منذ 22 عاما، بتغلبه على توتنهام. ويعاني أموريم من العديد من المشكلات لحلها في أولد ترافورد، لكن هدفه الحالي أن يعيد يونايتد إلى المراكز الأولى، وهو الذي يقبع في المركز الثالث عشر، إنما بفارق أربع نقاط فقط عن المراكز الأربعة الأولى.
سبق ليونايتد أن حقق انتصارا واحدا في سبع مباريات خارج ملعبه مع تن هاغ في جميع المسابقات هذا الموسم، ويتعيّن على أموريم إيجاد الحلول سريعا لترك انطباع إيجابي جديد لدى جمهور يونايتد المتفائل. وأعرب مواطنه برونو فرنانديش لاعب الوسط عن ثقته في أن مدربه الجديد سيبني علاقة إيجابية بسرعة مع اللاعبين الجدد. قال “ما يلفت الانتباه بالنسبة لي هو العلاقة التي تربطه باللاعبين في (سبورتينغ).
يمكنك رؤية الطريقة التي يودعونه بها وكيف يجعلونه يشعر بأنه جزء من الفريق وكيف يعاملونه.” وتابع “هذا يدل على أنه شخصية رائعة وشخص يعطي كل ما لديه للاعبين.” ويحلّ ليفربول ضيفا على ساوثمبتون المتذيل الأحد أيضا بهدف توسيع الصدارة في حال تعثر سيتي قبله، أو المحافظة على الفارق عينه (5 نقاط).
وليس من المفترض أن تكون الأمور صعبة، إذ فاز ليفربول على الفريق الذي يتذيل الترتيب عادة في المواجهات المباشرة في 12 من آخر 14 مباراة وتعادل في مباراتين. وحتى بعيدا عن هذه الإحصائية تحديدا، يدخل “ريدز” المباراة بثقة عالية بعد فوزه في 11 من آخر 13 مباراة مع ساوثمبتون بالذات (خسر مرة وتعادلا مرة).
من جانبه، يحتاج الإسباني ميكل أرتيتا مدرب أرسنال إلى إيحاد الحلول للحفاظ على آمال فريقه بالمنافسة بعدما تراجع إلى المركز الرابع بـ19 نقطة، كما تشلسي. يلعب الأول مع نوتنغهام فوريست والثاني مع مضيفه ليستر سيتي السبت.