غوارديولا مهندس المشروع المتكامل لمانشستر سيتي

تطوير خطط المدرب الإسباني ضمان الاستمرار على القمة.
الأحد 2023/11/26
الخبرة والطموح سلاح التتويجات

يواصل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، تطوير خططه من أجل ضمان الاستمرار على قمة المسابقات الإنجليزية والأوروبية. وعلى الرغم من التتويج بالثلاثية التاريخية الموسم الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع غوارديولا من تغيير فلسفة المان سيتي بشكل هائل هذا الموسم لمواكبة تطور منافسيه، والتأكد من مواصلة الهيمنة على البطولات.

لندن - يتموقع الإسباني بيب غوارديولا حاليا على قمة لائحة أحسن مدير فني بالعالم، هو شخص استثنائي وجزء من المشروع المتكامل لمنظومة مانشستر سيتي، بداية من الإدارة ثم المدير الفني ومجموعة اللاعبين والنجوم وكذلك الصفقات الناجحة، التي تأتي بالنتائج والانتصارات، وتؤدي بدورها إلى حصد البطولات والألقاب.

المدير الفني جزء رئيسي من عناصر المتعة بالساحرة المستديرة، ليس فقط المسؤول عن التشكيل والأسلوب، والطرق الدفاعية، والفلسفة الهجومية، بل هو أهم أركان النجاح بما يملك من شخصية وقدرة الحفاظ على الفريق، من خلال العمل الشاق والتنظيم والانضباط.

تزايد الاعتماد على خطة المراقبة الفردية اللصيقة، الأمر الذي هدد خطط غوارديولا التي تعتمد على تمركز اللاعبين، وأصبح من السهل تعثر السيتي في حال لم يجد المساحات، وبالتالي كانت المراوغة هي الحل في تلك الأزمة. وأدى ذلك إلى تفكير بيب غوارديولا في إعادة بناء الفريق في الصيف الماضي، بناء على لاعبين قادرين على حمل الكرة في وسط الملعب.

وتمتع رودري بأكبر معدل للاستحواذ على الكرة والمشي بها لمسافة لا تقل عن 10 أمتار، بين جميع لاعبي وسط الميدان في البريميرليغ خلال الموسم الماضي. وكان ماتيو كوفاسيتش لاعب تشيلسي السابق، صاحب المركز الثاني، وعلى الرغم من بلوغه 29 عاما، وهو عمر غير مفضل في صفقات المان سيتي، إلا أن بيب غوارديولا تمسك بضمه.

أما ماتيوس نونيز كان أكثر اللاعبين مراوغة في أول 3 أسابيع بالبريميرليغ هذا الموسم، وعلى الرغم من عدم نجاحه الكبير مع وولفرهامبتون، إلا أن غوارديولا كان سعيدا بضمه مقابل 53 مليون إسترليني.

فكرة الاستحواذ

◙ صيت عالمي
◙ صيت عالمي

كانت النتيجة أن معدل حمل مانشستر سيتي للكرة في المباراة الواحدة هذا الموسم وصل إلى 123.3 مرة أكثر من أي فريق آخر، ويحتل أرسنال المركز الثاني في القائمة (99.9)، حسب “سكاي سبورتس”. وكان ذلك بمثابة تطور في فكر مدرب لطالما تمسك بفلسفة أن الكرة يجب أن تتحرك أسرع من أي لاعب، حيث تغير الأمر من كثرة التمرير إلى امتلاكها بالمراوغة.

ضم مانشستر سيتي إرلينغ هالاند الموسم الماضي، وكان الفريق معتادا على التتويج بلقب البريميرليغ دون وجود مهاجم صريح بالاعتماد على الاستحواذ على الكرة. لكن تغير شكل الفريق بوجود مهاجم في منطقة الجزاء، مما أدى إلى اعتماد السيتي في البناء على 10 لاعبين بدلا من 11، مما أدى إلى أكبر انخفاض في نسبة الاستحواذ على الكرة طوال مسيرة غوارديولا. وبعد أن كان استحواذ المان سيتي في موسم 2021 – 2022 يبلغ 68.2 في المئة، ووصل إلى 65.2 في المئة في الموسم التالي، وانخفض إلى 62.5 في المئة هذا الموسم.

◙ بيب غوارديولا يعد من أبرز الأسماء في الكرة العالمية بفلسفته الكروية التي تجمع بين اللعب الممتع والألقاب

ومن أسباب تراجع الاستحواذ أيضا، وصول جيرمي دوكو والاعتماد عليه في الجانب الأيسر، وهو لاعب يملك سمات مختلفة تماما عن جاك غريليش. ويعتمد دوكو على المراوغات بصورة أكبر، فهو يملك أكبر معدل من المراوغات في البريميرليغ هذا الموسم بواقع 8.43 مراوغة في المباراة الواحدة، مقابل 2.48 مراوغة لغريليش.

وتظهر مباراة تشيلسي الأخيرة، الفرق الكبير بين الثنائي، حيث إن دوكو قام بسبع مراوغات مقابل مراوغتين لجاك غريليش، بينما مرر البلجيكي الكرة 14 مرة مقابل 18 مرة للإنجليزي.تغير شكل المان سيتي أيضا بسبب إصابة كيفن دي بروين والاعتماد على جوليان ألفاريز بدلا منه، وهناك فارق في أسلوب الثنائي.

يسجل المهاجم الأرجنتيني بشكل أكبر، بينما يتميز اللاعب البلجيكي بالتمرير وخلق الفرص، وتظهر الأرقام التالية الفارق بينهما في معدلات كل منهما في البريميرليغ الموسم الماضي. فمعدل دي بروين في تسجيل الأهداف في المباراة الواحدة كان (0.26) مقابل (0.48) لألفاريز، بينما يملك البلجيكي، معدل صناعة أهداف يصل إلى (0.59) مقابل (0.15) للأرجنتيني، أما معدل التمريرات الناجحة لدي بروين (40.5) مقابل (1.28) لجوليان ألفاريز.

تنازل بيب غوارديولا عن الفكر الهجومي الكاسح بالاعتماد على الظهيرين جواو كانسيلو وألكسندر زينشينكو، ودخولهما إلى وسط الملعب للمساهمة في البناء. واعتمد المدرب الإسباني على لاعبين أصحاب نزعة دفاعية أكبر في وسط الميدان مثل جون ستونز، وساهم ذلك التوازن في صناعة الفارق وتتويجه بالثلاثية التاريخية.

بداية النجومية

◙ بداية الرحلة الأبرز
◙ بداية الرحلة الأبرز

لمع بيب كلاعب من 1990 حتى 2006 مع أندية برشلونة، وبريشا وروما والأهلي القطري ودورادو المكسيكي، وحظي بمسيرة دولية طيبة مع المنتخب من خلال مشاركته في 47 مباراة وتسجيله 5 أهداف، ليحصد ذهبية أولمبياد برشلونة 1992، وكان يمتلك مقومات القائد والشخصية القوية، وهو الذي تولى تدريب الفريق الثاني لبرشلونة عام 2007، ومن عام 2008 حتى 2012 كتب رحلة النجاح، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بحصد 14 بطولة، بينها 3 دوري إسبانيا و2 دوري أبطال أوروبا، حطّ رحاله بعدها في بايرن ميونخ عام 2013 واستمرّ حتى 2016، وكذلك حصد الألقاب وكان عددها 7، ليذهب بعدها إلى مانشستر سيتي لقيادة المشروع الكبير، فتوج حتى يومنا هذا بـ15 لقبا (5 دوري و2 كأس الاتحاد المحلي و4 الرابطة و2 درع المجتمع، ودوري أبطال في النسخة الماضية والسوبر الأوروبي).

يعد بيب من أبرز الأسماء بالكرة العالمية بفلسفته الكروية التي تجمع بين اللعب الممتع والانتصارات والألقاب، يمتلك سمعة كبيرة كمبتكر ومطور لمفهوم الكرة الشاملة الحديثة، تعتمد فلسفته على مبدأ مهم “نحتاج التشكيلة كلها، كلّ لاعب مهم إذا أردنا تحقيق الفوز”، لديه أسلوب لعب منظم دفاعيا وهجوميا، يعتمد على الاستحواذ والحفاظ على الكرة، والسيطرة والضغط بكلّ أرجاء الملعب بلا هوادة، يمتاز أيضا بالتحول السريع والانتشار بالهجمات المرتدة، ويبدع في المزج بين الأفكار وأساليب اللعب المتطورة، مستغلا قدرات وإمكانات اللاعبين، من دون نسيان قدرته في الإبقاء على وحدة الفريق.

أرتيتا يؤكد على التواصل وأن الكل يريد تطوير اللعبة على غرار الحكام والمدربين والمسؤولين
◙ أرتيتا يؤكد على التواصل وأن الكل يريد تطوير اللعبة على غرار الحكام والمدربين والمسؤولين

لا يمكن نسيان صفات غوارديولا الأخرى، كتطوير دور حارس المرمى في بناء الهجمات واللعب بالقدم، مع تمتعه بالانضباط والشخصية الصارمة، والإتيان بغير المتوقع فنيا وخططيا في أحيان كثيرة، من أهم مميزاته عند الخسارة أنّه لا يلوم أحدا بعينه، ولكن يتولى الأمور لإيجاد الحلول وتقديم الأفضل بقادم المباريات. تتلمذ بيب على أيدي كبار المدربين بنادي برشلونة، منهم الهولندي الطائر يوهان كرويف، والإنجليزي بوبي روبسون والهولندي لوي فان خال، وبالمنتخب الإسباني مع خافيير كليمنتي وخوزيه أنطونيو كماتشو.

كشف بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، عن موقفه في حالة تطبيق عقوبة مماثلة لناديه مثلما حدث مع إيفرتون بسبب اللعب المالي النظيف. عقوبة إيفرتون تصدرت المشهد في إنجلترا على مدار الأيام القليلة الماضية، بعد خصم 10 نقاط من رصيد التوفيز بالدوري الإنجليزي مع إمكانية فرض عقوبة أخرى لوجود المزيد من المخالفات المالية، وهو ما جعل البعض يوجه أنظاره لمانشستر سيتي وتشيلسي بسبب الإنفاق الضخم للثنائي.

غوارديولا تحدث عن هذا الأمر قائلا في المؤتمر الصحفي لمواجهة ليفربول القادمة “لن أقول كلمة واحدة عن إيفرتون لأنني لا أعلم ما حدث، كما أننا نتعامل مع حالتين مختلفتين تماما، هناك بعض الأشخاص يقولون إن مانشستر سيتي سيذهب إلى دوري المؤتمر ولكن دعونا ننتظر”.

وعن إمكانية حدوث تغيير في مستقبله لو تمت معاقبة مانشستر سيتي أجاب “إنه سؤال جيد، سأجيب عليه عندما يظهر أي حكم، في هذه اللحظة نحن أبرياء، حالتنا تختلف تماما عن إيفرتون، واحدة منهما أطول من الأخرى وأكثر تعقيدا، عندما تنتهي القضية سأجلس لشرح كل شيء”. وقال يورغن كلوب مدرب ليفربول “أنا لست منغمسا في هذه القضية، سمعت أنه تم خصم 10 نقاط من رصيدهم وأنهم قاموا بالاستئناف، ربما سيقوم الجميع بنفس الخطوة لتفادي العقوبة”.

أكد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق أرسنال، أنه سيواصل التحدث بحرية عن القرارات التحكيمية رغم الاتهامات الموجهة إليه من اتحاد الكرة الإنجليزي بسبب التصريحات التي أدلى بها عقب الخسارة أمام نيوكاسل 0-1. ووصف مدرب أرسنال قرار “فار” بعدم إلغاء هدف أنطوني جوردون الذي سجل في الدقيقة الـ64 بأنه “وصمة عار”.

وأكد أرتيتا، الذي قال إنه قدم الملاحظات التي أدلى بها للاتحاد الإنجليزي، أهمية حرية التعبير، وأعرب عن اعتقاده بأن التواصل هو المفتاح إذا كانت هناك إرادة لتحسين معايير التحكيم. وقال “سأتحدث (في المستقبل). أعتقد أنه عليك أن تكون على طبيعتك، وكقائد يجب أن تكون جديرا بالثقة. لا يمكنك أن تكون شخصا مختلفا، وهذا هو أنا”.

القرارات التحكيمية

◙ تفاهم تام
◙ تفاهم لافت

وأضاف “أرسلنا ملاحظاتنا للاتحاد الإنجليزي وسنحاول عرض وجهة نظرنا وأسبابها. ولا توجد أشياء أكثر يمكنني التعليق عليها”. وأردف “عندما يطلب منك التقدم بملاحظاتك يجب أن تقدمها بطريقة صحيحة، وهناك عملية محددة لفعل هذا”.

وأكد “إنه أمر جيد أن نتواصل وكلنا نريد تطوير اللعبة. الحكام، والمدربون، والمسؤولون، ومديرو الكرة، والصحافيون، كلنا نريد أن نحسن لعبتنا”. وأوضح “لكي نحصل على لعبة أفضل نحتاج إلى حرية التعبير، والاحترام، وأن يكون هذا بطريقة بناءة، ولكن يجب أن نروج لهذا”. وأكد “من الجيد أنهم يتحدثون أمام الإعلام بشأن القرارات لأن هذا يحقق الوضوح”.

 من ناحية أخرى أكد إيدي هاو، المدير الفني لفريق نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم، أن عدم توقيع حظر، والذي كان من الممكن أن يحرم نيوكاسل من استعارة لاعبين من الأندية السعودية، لا يمثل ميزة كبيرة بالنسبة لهم.

 المدير الفني جزء من عناصر المتعة داخل سيتي ليس فقط كونه المسؤول عن التشكيل والأسلوب بل هو أهم أركان النجاح بما يملك من شخصية وقدرة الحفاظ على الفريق

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي.أي.ميديا" أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز صوتت ضد خطوة لمنع الأندية الأعضاء من ضم لاعبين بصفقات مؤقتة من أندية تابعة – التي يقصد بها أن يكون شخصا ما يمتلك ناديين مختلفين - حيث تم تفسير هذه الخطوة بأنها محاولة لإحباط فريق نيوكاسل، الذي ارتبط اسمه بضم روبين نيفيز، لاعب الهلال السعودي في يناير المقبل.

ويملك صندوق الاستثمارات السعودية 80 في المئة من نيوكاسل، كما أنه يتحكم في أسهم أربعة أندية سعودية من بينها النادي الذي يلعب له نيفيز، ويعني القرار، نظريا، أن بإمكانهم إبرام صفقات إعارة لتدعيم الفريق وسط أزمة الإصابات. وقال هاو “أرى أنه من العجيب بعض الشيء أن يكون التركيز منصبا علينا فقط. كل ناد لديه الحق في التصويت بالطريقة التي يريد التصويت بها، ولم يمر هذا الأمر لذلك فإنه ليس متعلقا بنا فقط".

وأضاف "لقد كان تصويتا من أندية الدوري الممتاز، لسنا النادي الوحيد المشارك في هذا التصويت. أعتقد أن أغلب الأندية في الدوري الممتاز تمتلك أندية أخرى حول العالم، لذلك فإنه ليس أمرا فرديا خاصا بنا، لا أعتقد هذا". وأردف "نيوكاسل كناد لديه رؤية. صوتنا بطريقتنا بالطريقة المسموحة لنا، وجاء التصويت في مصلحتنا".

 

16