غافي وخاكبو ووياه.. نجوم يرتقون إلى مستوى التحدي

الدوحة – ارتقى العديد من النجوم الشبان إلى مستوى التحدي في مونديال قطر 2022 بعد أسبوع من المنافسة، مثل الإسباني غافي والهولندي كودي خاكبو والإنجليزي جود بيليغنهام والأميركي تيموثي وياه. في سن الثامنة عشرة لم يعد غافي مغمورا مع نادي برشلونة والمنتخب الإسباني: فاز مؤخرا بجائزة كأس كوبا التي تُمنح لأفضل لاعب تحت 21 عاما في حفل الكرة الذهبية. ولم يخيّب لاعب الوسط الآمال في المباراة الأولى لبطولة كأس العالم بتسجيله أحد الأهداف السبعة للمنتخب الإسباني ضد كوستاريكا (7 – 0).
وبفضل تسديدة رائعة بالقدم اليمنى، ارتدت من القائم لمرمى الحارس كيلور نافاس، أصبح غافي ثالث أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ بطولة كأس العالم، خلف بيليه (17 عاما وسبعة أشهر عام 1958) والمكسيكي مانويل روساس (1930). وقال غافي “حتى في أكثر أحلامي جموحًا، لم أكن أتخيل كل هذا”. مع زميله في النادي الكاتالوني بيدري، الذي أكمل عامه الـ20 الجمعة، يجسّد غافي التركيبة الشابة والطموحة لمنتخب إسبانيا المتجدد، بعد 12 عامًا على لقبه العالمي الأول.
من خلال تسجيله في المباراة الأولى للولايات المتحدة ضد ويلز (1 – 1) حقق تيموثي وياه شيئا لم يفعله والده الأسطورة جورج، الفائز بالكرة الذهبية عام 1995 وحاليا رئيس ليبيريا: المشاركة والتسجيل في بطولة كأس العالم. وسجّل مهاجم ليل الفرنسي البالغ من العمر 22 عاما أمام أعين والده الهدف الوحيد حتى اللحظة للمنتخب الأميركي في المونديال القطري. إذ انتهت مباراته الثانية بالتعادل دون أهداف الجمعة ضد إنجلترا، وبات يمكن لمنتخب “العم سام” التفكير جديًا في التأهل لدور الـ16 عندما يواجه إيران في مباراة حاسمة للطرفين. وقال وياه الابن، صاحب الأربعة أهداف مع الولايات المتحدة في 27 مباراة دولية لكنه سجل لأول مرة هذا الموسم إذ لا يزال دون أهداف في ست مباريات في الدوري الفرنسي مع ليل، “إنه شعور رائع. أعتقد أن والدي يعيش هذه اللحظة من خلالي”.
ولم ترتق هولندا بعد إلى طموحات جمهورها حتى اللحظة في بطولة كأس العالم من حيث الأداء، لكن مهاجمها كودي خاكبو يؤكد الوعود التي رافقته عند وصوله إلى قطر. ولاعب آيندهوفن الحالي هو أفضل هدّاف (تسعة أهداف) وأفضل ممرر (12 تمريرة حاسمة) في الدوري الهولندي. لم تمر مباراتا هولندا في قطر دون أن يلاحظ أحد حضوره القوي والذي من الممكن أن يجذب الأندية خارج الحدود الهولندية. قام المهاجم البالغ من العمر 23 عاما بافتتاح التسجيل أولا برأسية في نهاية المباراة ضد السنغال (2 – 0) ثم سجل من تسديدة جميلة من اليسار، كانت الوحيدة على المرمى للمنتخب الهولندي ضد الإكوادور (1 – 1). وفيما ينتظر المنتخب الهولندي عودة ممفيس ديباي إلى تشكيلته، سيحتاج لويس فان غال إلى مستوى عال من خاكبو ورفاقه لضمان التأهل.
قدم جود بيلينغهام أيضا ظهورا أول ناجحا في بطولة كأس العالم مع إنجلترا بتسجيله في مرمى إيران (6 – 2) في الافتتاح، مؤكداً أنه بالفعل، في التاسعة عشرة من عمره، قيمة ضرورية للأسود الثلاثة. ويبدو لاعب دورتموند الألماني الثمين كلاعب الوسط الذي تحتاجه إنجلترا منذ زمن في سعيها الدائم لإحراز أول ألقابها في بطولة كأس العالم لكرة القدم منذ 1966. واجه بيلينغهام أمام الولايات المتحدة (0 – 0) الجمعة مشاكل عدّة في التحرك حيث تم تحييده جيدا من قبل الأميركيين في مباراة تعامل معها الإنجليز بحذر شديد. وأظهرت هذه المواجهة على أي حال أنه لا يزال لديه مجال للتحسّن.
وفي قطر أيضا تتجه الأنظار عن كثب إلى بزوغ نجم لاعب آخر سبق أن مثل منتخب إنجلترا للشباب، لكنه يرتدي الآن قميص المنتخب الألماني، البلد الذي ولد فيه: إنه جمال موسيالا، البالغ من العمر 19 عاما. يستمر موسيالا في التألق مع بايرن ميونخ الألماني، لكن بطولة كأس العالم بدأت بصورة باهتة لـ”دي مانشافت” من خلال الخسارة المرّة أمام اليابان (1 – 2)، قبل أن يتجنب الكارثة ويحقق نتيجة جيدة مع إسبانيا (1 – 1).