عيدروس الزبيدي: لن نتوقف قبل السيطرة على الحديدة

المقاومة الجنوبية تعزز خطوط المواجهة بالحديدة بالرجال والمركبات المدرعة والمدفعية الثقيلة.
الجمعة 2018/09/21
الزبيدي: ننظر لمشروع ما بعد تحرير الحديدة

أبوظبي - عزيز اليعقوبي - استأنفت قوات المقاومة المشتركة بمساندة التحالف العسكري بقيادة السعودية الهجوم الذي بدأته في 13 يونيو الماضي ضد المتمردين الحوثيين في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.

 وقال قيادي يمني يتزعم أكبر فصائل الحراك الجنوبي، الخميس، إن الحملة لطرد الحوثيين من ميناء الحديدة التي استؤنفت هذا الشهر بعد فشل محادثات السلام لن تتوقف مرة أخرى حتى تتم السيطرة على المدينة.

وعيدروس الزبيدي هو رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بفك الارتباط عن شمال اليمن وعودة اليمن الجنوبي دولة مستقلة كما كان قبل اتحاده مع اليمن الشمالي في 1990.

وتضم المقاومة الجنوبية التي يشارك فيها 20 ألف مقاتل يشاركون في معارك تحرير الحديدة، ويمثلون الجزء الأكبر من قوة برية تدعمها دولة الإمارات وتحاول انتزاع السيطرة على الحديدة من الحوثيين الذين اجتاحوا العاصمة اليمنية صنعاء قبل أربع سنوات.

وشنّت القوات التي يدعمها التحالف العربي وفي المقدمة دولة الإمارات هجوما كبيرا على الحديدة في يونيو من هذا العام، لكنها علّقته بعد عدة أسابيع للسماح بإمكانية إجراء محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة. واستؤنف الهجوم هذا الشهر بعدما تغيّب الحوثيون عن المحادثات، التي كان من المفترض انعقادها في السادس من سبتمبر في مدينة جنيف السويسرية

عيدروس الزبيدي يؤكد أن الحوار مع من لا يسيطر على الأرض يشبه الدوران في "حلقة مفرغة"، وأن المحادثات ينبغي أن تقود إلى استفتاء بشأن حق الجنوب في تقرير مصيره

وقالت ألوية العمالقة الجنوبية، الأربعاء، إنها تعزز خطوطها في الحديدة بالمزيد من الرجال والمركبات المدرعة والمدفعية الثقيلة.

وأثار التصعيد قلقا دوليا بسبب الخطر على المدنيين من القتال في المدينة، ومن احتمال تعطل خطوط الإمدادات التي تحول دون تعرض أكثر من ثمانية ملايين يمني لخطر المجاعة، في ظل معلومات عن تحويل الميليشيات الحوثية المدنيين في المدينة إلى دروع بشرية.

وقال الزبيدي لرويترز في مقابلة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي: "بالنسبة للحياة المدنية هي غالية وقوات التحالف باعتبارها قوات مساندة هي حريصة كل الحرص على حياة المدنيين دون شك وطبعا العمليات العسكرية بدأت ولا تراجع".

وأضاف: "في كل حروب العالم تحصل معاناة إنسانية لكن نحن ننظر لمشروع ما بعد تحرير الحديدة فهو سيكون لصالح أبناء الحديدة بشكل كامل". مؤكدا أن معركة الحديدة مستمرة والحرب لم تنته.

حلقة مفرغة

 دعوة غريفيث بضم الجنوبيين إلى المحادثات
 دعوة غريفيث بضم الجنوبيين إلى المحادثات

خاض الجنوبيون بقيادة الزبيدي في بعض الأحيان معارك إلى جانب قوات الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي أجبر على الخروج من العاصمة في 2014 نتيجة اجتياح ميليشيات الحوثي للمدينة والآن يقود الحكومة المتمركزة في عدن بجنوب البلاد. لكنّ خلافا دب بينهما رغم أنهما لا يزالان عنصرين مهمين في التحالف المناهض للحوثيين المدعوم من القوات العربية بقيادة السعودية والإمارات.

ويعيش هادي في الرياض وتربطه علاقة وثيقة بالسعودية بينما يوجد مقر المجلس الانتقالي الذي يقوده الزبيدي في العاصمة المؤقتة عدن ويعتقد أن له تأثير على القوات الجنوبية والتي تشكلت عقب تحرير عدن بدعم من التحالف العربي وقوامها أكثر من 50 ألف مقاتل.

وساعد هؤلاء في طرد الحوثيين من عدن ومتشددي تنظيم القاعدة من ميناء المكلا الجنوبي في 2015. وكثيرا ما كانوا ينفذون العمليات ضمن تحالف هش مع قوات هادي.

ويسعى تحالف يضم عدد من الدول العربية بقيادة السعودية في كسر شوكة الحوثيين المتحالفين مع إيران التي تنتهج دورا تخريبيا وتريد نشر الفوضى بالمنطقة، حيث تسيطر الميليشيات الحوثية وهي أذرع طهران على معظم المناطق المأهولة والمدن الاستراتيجية في شمال اليمن.

 ويقول التحالف العربي المناهض للحوثيين إنه انتزع السيطرة على طريق يربط الحديدة بصنعاء لعزل لقطع طرق الإمدادات الحوثي. بينما ينفي الحوثيون ذلك.

ووصف الزبيدي القتال حول الحديدة بأنه عمليات كر وفر مع "العدو" وقال إن قوات المقاومة وفصائلها حاربت بشكل "بطولي". ورفض في ختام حواره التلميحات بأن الهدف من استئناف الهجوم هو الضغط على مبعوث الأمم المتحدة بشأن محادثات السلام.

وأشار إنه يدعم المحادثات لكنها ينبغي أن تشمل الجنوبيين لأنهم يسيطرون على الأرض. وأكد أن الحوار مع من لا يسيطر على الأرض يشبه الدوران في "حلقة مفرغة"، مضيفا أن المحادثات ينبغي أن تقود إلى استفتاء بشأن حق الجنوب في تقرير مصيره.

12