عودة منافسات الدوري تضع الكرة المغربية أمام تحديات صعبة

مكاسب المونديال تعيد الاعتبار للمدرب المغربي واللاعب المحلي.
الثلاثاء 2022/12/27
أهداف متباينة

تعود عجلة الدوري المغربي إلى الدوران بعد 50 يوما من التوقف، وهي أطول الفترات التي احتبس فيها النقاش عن هذه المسابقة لإفساح المجال أمام مشاركة الأسود في المونديال، لكن عودة الدوري هذه المرة مختلفة عن السابق وذلك بسبب عوامل متعددة ومتنوعة.

الرباط - كان فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي صريحا في كافة تصريحاته الإعلامية، وهو يؤكد على أن مكاسب المشاركة المغربية الناجحة بالمونديال يجب أن تحاط بالرعاية وألا يكون هناك مجال للتساهل في سبيل صيانتها. بل أضاف أن الدوري هو بمثابة مرآة تعكس هذا الإشعاع الذي بلغته الكرة المغربية.

ومن جملة هذه المكاسب استعادة المدرب المغربي واللاعب المحلي لاعتبارهما بعد التألق في المونديال والتأهل إلى المربع الذهبي، لذلك سيحاول كل لاعبي فرق الدوري أن يحذوا حذو ثلاثي الوداد وباقي اللاعبين الذين انطلقوا من المسابقة صوب العالمية.

القصد هنا هو ألا تعود مشاهد الشغب والألعاب النارية وإيقاف المباريات لفترات طويلة للظهور مجددا، وما ينتج عنه من عقوبات وغرامات مالية يسلطها اتحاد الكرة المغربي على المخالفين لهذه اللوائح. ولم يظهر لهذه الأمور أثر في المونديال وفي ملاعب الدوحة، إضافة إلى الاحتجاج على التحكيم والذي سيطر على الثلث الأول من الدوري بشكل واضح. كما ستوضع سمعة الكرة المغربية على المحك وأمام الأضواء لما صار عليه واقع الكرة المغربية والإشعاع الذي نالته بعد المشاركة في مونديال قطر من طرف وسائل إعلام خارجية.

إرث قاري

فوزي لقجع أكد أن مكاسب المشاركة المغربية الناجحة في المونديال يجب أن تحاط بالرعاية وألا يكون هناك مجال للتساهل في سبيل صيانتها
فوزي لقجع أكد أن مكاسب المشاركة المغربية الناجحة في المونديال يجب أن تحاط بالرعاية وألا يكون هناك مجال للتساهل في سبيل صيانتها

كذلك يتمثل هذا المعطى في المكاسب التي حصلت عليها الأندية المغربية خلال العام الذي يشارف على نهايته، وذلك بسيطرتها على الألقاب الثلاثة وهي دوري الأبطال والكنفدرالية والسوبر الأفريقي، وهو ما سيضع الثلاثي المعني بالمشاركة القارية متمثلا في الوداد البطل والرجاء رفيقه بدوري الأبطال والجيش العائد إلى رحاب الكنفدرالية بعد طول غياب، في واجهة المنافسة سعيا خلف الإبقاء على هذه البطولات في خزانة الكرة المغربية.

وتواصل عدد من نجوم أسود الأطلس الذين تلقوا عروضا احترافية بعد تألقهم الكبير في مونديال قطر مع المدرب وليد الركراكي لاستشارته بشأن خطواتهم المقبلة. وقالت مصادر إعلامية “هناك العديد من نجوم المنتخب مثل عزالدين أوناحي وسفيان أمرابط أبلغوا الركراكي بالعروض التي وصلتهم للاستفادة من نصائحه”. وأضافت “لكن هذا لا يعني تدخله في اتخاذ قراراتهم الكبيرة، بشأن الوجهة التي سيقررها كل واحد منهم، حيث لا يود الركراكي إقحام نفسه في أي اختيار”. وختمت “الركراكي مهتم  كثيرا بمستقبل لاعبيه،

ويتمنى أن يحقق نجوم المنتخب قفزة عملاقة في خطواتهم المقبلة”. وكان الركراكي قد أعرب عن أمله في تصريحات تلفزيونية بمتابعة أمرابط مع ناد كبير في أوروبا، كما تنبأ بتحقيق أوناحي ويوسف النصيري قفزات عملاقة.

من المجد إلى التهميش

لم يشفع تألق سليم أملاح في مونديال قطر مع المنتخب المغربي ليدفع مسؤولي والجهاز الفني لستاندارد لييج البلجيكي إلى تغيير موقفهم تجاه صاحب الـ26 عاما داخل الفريق. واصطدم أملاح مجددا بقرار الاستبعاد من الفريق، لعدم رغبته في تجديد عقده الذي سينتهي الصيف المقبل.

ووقع أملاح على بداية جيدة هذا الموسم، ورغم أنه يلعب في خط الوسط، إلا أنه استطاع تسجيل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة. وأغرى هذا التألق الإدارة لتجديد عقده لضمان استمراره لموسم أخرى، لكنه رفض الرضوخ لتلك المطالب وتم استبعاده عن الفريق الأول. واستبعد أملاح عن الفريق في المباريات الـ6 الأخيرة التي سبقت المونديال، حيث حاول مجلس الإدارة الضغط عليه من أجل الرضوخ لرغبة المسؤولين.

ومع اقتراب المونديال تحرك وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب لدعم أملاح، فرغم أنه كان بعيدا عن المنافسة وبمعنويات تحت الصفر، فقد قرر ضمه للقائمة النهائية. وقال مدرب منتخب المغرب في تصريحات إعلامية “سليم أملاح لاعب جيد، ورغم المشاكل التي يواجهها مع فريقه، إلا أنه سيشكل لنا إضافة مهمة في المونديال”. كما لاقى وقتها أملاح الدعم من زملائه على غرار طارق تيسودالي الذي تفاعل مع الصعوبات التي عانى منها سليم، حيث نشر صورا معه وكتب “مع أفضل لاعب في ستاندارد لييج”.

Thumbnail

وشارك أملاح في مونديال قطر وكان من اللاعبين الذين اعتمد عليهم الركراكي في أغلب المباريات في التشكيل الرسمي، وتألق في جميع المواجهات وارتفعت أسهمه. وقال الركراكي في تصريحات إعلامية “كان أملاح عند حسن ظننا وقد اجتهد كثيرا، لقد تجاوز مشكلة التنافسية التي كان يعاني منهت بفضل احترافيته وحماسه”.

ومن سوء حظ أملاح أن مجلس إدارة ستاندارد لييج تمسك بأسلوب لي الذراع، وعاد ليبعد نجم المنتخب المغربي عاما عن المنافسة. وقال بيير لوخت الرئيسي التنفيذي لستاندارد لييج “لا يمكننا أن نساعد أي لاعب لا يريد الاستمرار معنا، خاصة أنه سيصبح حرا في نهاية الموسم وسيغادر، والأهم مصلحة الفريق”. ويبدو أن هذه الوضعية ستؤثر على الفريق، لكن ستاندارد لييج قرر بيع سليم أملاح في الميركاتو الشتوي، خاصة مع العروض المهمة التي يمتلكها على رأسها فالنسيا الإسباني.

وأكد مصدر من اتحاد الكرة المغربي أن الركراكي مدرب لن يستثني اللاعبين الذين أسقطهم من القائمة النهائية لمونديال قطر. وتابع المصدر لموقع “كووورة” أن الركراكي سيتابع مجموعة من اللاعبين الذين غابوا عن المونديال على غرار أيوب الكعبي والشقيقين سامي مايي وريان مايي ومنير الحدادي والوقوف على أدائهم مع أنديتهم. وأكمل أن عدم مشاركة بعض اللاعبين في المونديال لا تعني أنهم لن يعودوا إلى المنتخب المغربي، موضحا أن كل لاعب يتألق مع ناديه ويستحق حمل قميص الأسود فإنه لن يتوانى عن استدعائه. وينتظر أن يربط الركراكي في الأسابيع المقبلة اتصالاته مع اللاعبين استعدادا للاستحقاقات المقبلة، وكذلك للوقوف

 على جديدهم، خاصة مع التغييرات التي قد يعرفها مستقبل بعضهم. وسيكون الموعد الأول للمنتخب المغربي في مارس المقبل على مستوى تصفيات بطولة كأس أمم أفريقيا، حيث سيواجه ليبيريا وجنوب أفريقيا.

18