عناد اليابان يتحدى مفاجأة قطر في نهائي مثير لكأس آسيا

النجمة اليابانية الخامسة تفصل المدرب هاجيمي مورياسو مورياسو عن دخول التاريخ، والأسباني فيليكس سانشيز يسعى لتحقيق سابقة قطرية في آسيا.
الجمعة 2019/02/01
لا تحاول

يسدل الستار الجمعة على فعاليات النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم في الإمارات، بعد 50 مباراة على مدار أربعة أسابيع، بمواجهة مثيرة بين منتخبين أحدهما اعتاد بلوغ المباريات النهائية للبطولة والآخر فجّر مفاجأة كبيرة وشق طريقه إلى النهائي للمرة الأولى، وهما المنتخب الياباني العنيد والمنتخب القطري الطموح.

أبوظبي -  يصطدم المنتخب القطري بنظيره الياباني على ملعب “مدينة زايد الرياضية” بأبوظبي في نهائي هذه النسخة التاريخية من البطولة لتكون مواجهة بين وجه جديد في المباريات النهائية للبطولة وبطل قديم يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي، حيث توج الساموراي الياباني باللقب أربع مرات سابقة كان آخرها في نسخة 2011 التي استضافتها قطر تحديدا.

ويتطلع المنتخب الياباني إلى الفوز باللقب للمرة الخامسة في تاريخه خاصة وأن الإحصائيات تصب في صالحه نظرا لفوزه باللقب في جميع المرات الأربع السابقة التي بلغ فيها النهائي. وفي المقابل، يتطلع العنابي إلى تتويج مغامرته واستكمال المفاجأة بإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه.

مفاجأة كبيرة

ويلتقي الفريقان للمرة الخامسة في تاريخ مشاركاتهما ببطولات كأس آسيا، وكان اللقاء الأول بين الفريقين انتهى بفوز العنابي بينما حقق الساموراي فوزا واحدا وتعادل الفريقان في مباراتين.

ومن بين المباريات الأربع السابقة، كانت هناك مواجهة واحدة فقط في الأدوار الإقصائية، حيث قلب الساموراي تأخره مرتين إلى فوز ثمين 3-2 في دور الثمانية بنسخة 2011 التي استضافتها قطر ليكمل الساموراي طريقه نحو منصة التتويج باللقب.

وبغض النظر عمّن يستطيع منهما الفوز باللقب، فإن المباراة تأتي قبل نحو خمسة أشهر على مشاركة الفريقين في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) المقررة بالبرازيل. والحقيقة أن كلا من الفريقين حقق حتى الآن أعلى مما كان متوقعا لكليهما قبل بداية البطولة.

ورغم فوزه باللقب أربع مرات سابقة، إلا أن المنتخب الياباني لم يظهر كأبرز المرشحين للفوز باللقب في هذه النسخة نظرا لعملية التجديد التي مر بها مؤخرا وفشله في ترك بصمة جيدة خلال بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. ولكن الفريق برهن عمليا على أن مستواه تطور بشكل سريع وهائل خلال الأشهر القليلة الماضية تحت قيادة المدرب الوطني هاجيمي مورياسو الذي تولى المسؤولية عقب المونديال الروسي.

في المقابل، لم يكن المنتخب القطري “العنابي” ضمن المرشحين بقوة للوصول إلى الأدوار النهائية لاسيما وأن الفريق لم يسبق له اجتياز دور الثمانية في تاريخ مشاركاته بالبطولة الآسيوية. ولكن الفريق شق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية وفرض نفسه كمفاجأة كبيرة في البطولة تحت قيادة المدرب الإسباني المتحمس فيليكس سانشيز لتكون البطولة خطوة جيّدة على طريق الاستعداد لبطولة كأس العالم 2022 بقطر.

المنتخب الياباني يتطلع إلى الفوز باللقب للمرة الخامسة في تاريخه
المنتخب الياباني يتطلع إلى الفوز باللقب للمرة الخامسة في تاريخه

وتشير الإحصائيات إلى أن العنابي هو الفريق الأفضل في النسخة الحالية من البطولة الآسيوية، حيث حقق الفوز في جميع المباريات الست التي خاضها وسجل لاعبوه 16 هدفا ولم تهتز شباك الفريق بأي هدف حتى الآن علما وأن الفريق واجه في طريقه إلى النهائي ثلاثة منتخبات سبق لها الفوز باللقب وهي منتخبات السعودية والعراق وكوريا الجنوبية.

كما تغلب الفريق على نظيره الإماراتي صاحب الأرض خلال فعاليات المربع الذهبي للبطولة رغم الحضور الجماهير المكثف لمساندة ودعم المنتخب الإماراتي.

وأصبح العنابي أول فريق يحافظ على نظافة شباكه في ست مباريات بنسخة واحدة من بطولات كأس آسيا بينما اهتزت شباك المنتخب الياباني ثلاث مرات وجاءت جميعها في مباراتين من المباريات الست التي خاضها الفريق في البطولة حتى الآن في حين سجل لاعبوه 11 هدفا. ويمتلك العنابي حاليا أفضل فارق أهداف (16 هدفا) لأي فريق في أي نسخة من البطولة، طبقا لإحصائيات (أوبتا).

لن يكون نهائي بطولة كأس آسيا 2019 في الإمارات، مواجهة بين لاعبي قطر ضد نظرائهم اليابانيين فقط، بل سيشهد أيضا صراعا بين اثنين من المدربين المحترفين من ذوي الخبرة العالية.

وكان فيليكس سانشيز، المدير الفني للمنتخب القطري، قد أشرف على التطور المتصاعد للعديد من نجوم “العنابي” الشباب، ولاسيما أكرم عفيف والمعز علي، بفضل فتراته التدريبية مع مجموعة من فرق الفئات العمرية المختلفة مع المنتخب الخليجي.

صراع الخبرة

وانضم ابن مدينة برشلونة البالغ من العمر 43 عاما، إلى أكاديمية أسباير في الدوحة عام 2006، وبعد ذلك بسبع سنوات، تولى مسؤولية تدريب المنتخب القطري الذي نجح في التتويج بلقب بطولة آسيا تحت 19 عاما 2014، عقب الفوز على كوريا الشمالية. وحل سانشيز في وقت لاحق، مكان المدرب خورخي فوساتي، لتدريب المنتخب القطري في عام 2017، وهو الدور الذي يتولاه حتى الآن مع تدريب المنتخب الأولمبي أيضا، والذي قاده إلى المركز الثالث في بطولة آسيا تحت 23 عاما 2018.

ويواجه المحنك سانشيز نظيره الياباني هاجيمي مورياسو الذي فاز كلاعب بلقب كأس آسيا عام 1992، وهي البطولة التي شهدت تألق لاعب الوسط آنذاك في منتخب “الساموراي الأزرق”، قبل أن يغيب عن النهائي نتيجة الإيقاف.

وقضى مورياسو البالغ من العمر 50 عاما، معظم مسيرته الكروية كلاعب مع فريق سانفريس هيروشيما، والذي يلعب في الدوري الياباني الممتاز، وخاض معه 300 مباراة تقريبا، قبل أن يعود إليه كمدرب ويقوده لحصد 3 ألقاب في الدوري الياباني بين 2012 و2017.

وكان مورياسو، مثل سانشيز، مسؤولا أيضا عن تدريب المنتخب الياباني تحت 23 عاما، وكان مساعدا لمدرب المنتخب الياباني السابق، أكيرا نيشينو، خلال نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، قبل أن يخلف نيشينو في يوليو من العام الماضي.

22