عمالقة أوروبا يرصدون مقاعد ثمن النهائي أبطال أوروبا

تشهد أولى مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا التي ستلعب في شهر يناير مباراة قد تحمل عواقب صادمة في أول نسخة للبطولة تقام بمشاركة 36 فريقا. ويلتقي باريس سان جرمان، مع مانشستر سيتي يوم غد الأربعاء، في مباراة تشهد تنافسا بين فريقين، من أغنى الفرق، ومدعومين من قبل دول، حيث يتواجدان في المركزين الخامس والعشرين والثاني والعشرين بجدول الترتيب.
باريس - يبدأ عام من الضغط غير المسبوق على روزنامة كرة القدم العالمية بمسابقة دوري أبطال أوروبا مع إقامة جولتين حاسمتين في يناير الحالي، يرصد خلالها عمالقة القارة العجوز البطاقة المباشرة إلى ثمن النهائي، فيما تواجه بعض الأسماء الكبرى صراعا لتجنب الخروج المهين.
لا توجد مباراة أهم هذا الأسبوع من قمة باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي، حيث يواجه الناديان اللذان غيَّرا وجه كرة القدم على مدار الخمسة عشر عاما الماضية خطر الإقصاء المبكر.
وتعثّر باريس سان جرمان المملوك لقطر ومانشستر سيتي المدعوم من أبو ظبي والذي فاز بلقب المسابقة قبل عامين، في مشوارهما في المسابقة هذا الموسم.
حصل النادي الإنجليزي على نقطة واحدة فقط من آخر ثلاث مباريات له دوري الأبطال ويحتل المركز 22 بين 36 فريقا، فيما يتواجد باريس سان جرمان وصيف نسخة 2020 والذي بلغ نصف النهائي الموسم الماضي، المركز الخامس والعشرين متأخرا بنقطة واحدة عن سيتي.
ويبدو فريق العاصمة في خطر أكبر للخروج من البطولة نظرا لأن الفرق الـ24 الأولى فقط هي التي تملك فرصة مواصلة المشوار حيث تتأهل الثمانية الأولى إلى ثمن النهائي مباشرة، فيما تلعب الفرق من المركزين التاسع والـ24 ملحقا للمنافسة على البطاقات الثماني الأخيرة.
لا توجد مباراة أهم هذا الأسبوع من قمة باريس سان جرمان ومانشستر سيتي، حيث يتواجه الناديان اللذان غيَّرا وجه كرة القدم
وسيكون ذلك محرجا للغاية بالنسبة لباريس سان جرمان، وبشكل خاص لرئيسه القطري ناصر الخليفي الذي كان له دور فعال في إحداث تغييرات في مسابقة دوري أبطال أوروبا بصفته رئيسا لرابطة الأندية الأوروبية المؤثرة وعضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي للعبة.
وقال الخليفي بعد قرعة البطولة الموسعة في أغسطس الماضي والتي تضم الآن 36 فريقا في مجموعة واحدة، يخوض كل منهم ثماني مباريات ضد خصوم مختلفين “إنها أقوى وهذا ما نحبه فيها.”
وأثار النظام الجديد انتقادات في البداية. وتم النظر إلى ذلك باعتباره وسيلة لتلبية مطالب أندية مثل باريس سان جرمان ومانشستر سيتي بالحصول على المزيد من المباريات والمزيد من الإيرادات، مع تقليل احتمالات خروجهما مبكرا.
ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو، حيث وقع سان جرمان في قرعة صعبة إن لم تكن الأصعب بين جميع الفرق وفقا لإحصائيات “أوبتا” والتي سبق أن لعب فيها ضد أرسنال الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني، وخسر أمام جميع هذه الفرق الثلاثة.
إذا خسر النادي الباريسي أمام سيتي، سيكون تحت ضغط شديد في مباراته الأخيرة أمام شتوتغارت الألماني في 29 يناير الحالي، عندما تقام 18 مباراة في وقت واحد.
وسيكون رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا في خطر شديد أيضا إذا خسروا في باريس، رغم أن فوزا واحدا في آخر مباراتين قد يكون كافيا للوصول إلى الدور الفاصل، حيث من المتوقع أن يكون جمع 10 نقاط كافيا.
حامل اللقب
ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني هما الفريقان الوحيدان اللذان ضمنا إلى حد كبير بلوغهما ثمن النهائي مباشرة
ويواجه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب أيضا موقفا غير مريح إلى حد ما. يحتل النادي الملكي المركز العشرين برصيد تسع نقاط بعد أن خسر نصف مبارياته الست.
يخوض اختبارين في المتناول نسبيا ضد سالزبورغ النمسوي وبريست الفرنسي، ولكن قد لا يكون ذلك كافيا لتأهله مباشرة بين الثمانية الأوائل وعلى الأرجح سيضطر إلى خوض ملحق من مباراتين في فبراير المقبل.
وستتراكم مباريات الأندية، والثلاثي القوي سان جرمان وسيتي وريال مدريد هو من بين 12 فريقا أوروبيا سيشاركون في النسخة الأولى من كأس العالم للأندية الموسعة التي ينظمها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في يونيو ويوليو المقبلين.
ويتنافس إنتر ميلان الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني والوصيف ومواطنه بايرن ميونخ وأتلتيكو الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وبنفيكا البرتغالي أيضا على التأهل المباشر وسيشاركون بدورهم في كأس العالم للأندية.
وللمفارقة فإن ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني هما الفريقان الوحيدان اللذان ضمنا إلى حد كبير بلوغهما ثمن النهائي مباشرة حيث يتصدر الأول بالعلامة الكاملة (18 نقطة) بفارق ثلاث نقاط أمام النادي الكتالوني وكلاهما لن يشارك في مونديال الأندية.
يحط ليل الفرنسي الرحال في عرين الأسد اليوم الثلاثاء بالذهاب إلى تحدي ليفربول الذي أصبح آلة فوز هائلة تحت قيادة مدربه الجديد الهولندي أرنه سلوت، إلى الحد الذي وصفه به منافسه الأخير في الدوري الإنجليزي، برنتفورد، بأنه “أفضل فريق في العالم.” نجح المدرب الهولندي في تحويل خلافة الألماني يورغن كلوب الصعبة إلى قصة خيالية، حيث حقق 25 فوزًا في 32 مباراة، ويتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق ست نقاط عن أقرب مطارديه مع مباراة مؤجلة، والمسابقة القارية بالعلامة الكاملة.
ريال مدريد الإسباني حامل اللقب يواجه أيضا موقفا غير مريح إلى حد ما
على ملعب أنفيلد، تفوق الـ”ريدز” على باير ليفركوزن بطل ألمانيا برباعية نظيفة، وريال مدريد بطل إسبانيا وأوروبا بثنائية نظيفة، ومانشستر سيتي بطل إنجلترا في الأعوام الأربعة الأخيرة بالنتيجة ذاتها في الدوري، دون أن تستقبل شباكه أي هدف. خط هجوم ناري ودفاع حديدي، هما العمودان اللذان اعتمد عليهما ليفربول مرة أخرى الأحد عندما حل ضيفا على برنتفورد (2-0) في المرحلة الثانية والعشرين. وقال مدرب فريق “النحل” الدنماركي توماس فرانك “من الناحية الفنية والتكتيكية والبدنية، فإنهم جيدون جدا في كل مكان على أرضية الملعب.” وأضاف “بالنسبة إلي، هم أفضل فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز وفي العالم في الوقت الحالي.”
العواقب وخيمة
وقد تكون العواقب وخيمة في الموسم المقبل، عندما تتمتع الأندية التي تمكنت من منح لاعبيها فترة راحة كاملة قبل نهاية الموسم بميزة كبيرة. خلقت النسخة الجديدة لدوري الأبطال هذه الفرصة أمام الأندية الوافدة حديثا لإثبات جدارتها، وأبرزها بريست السابع والذي يبدو على وشك التأهل المباشر إلى ثمن النهائي.
ومع ذلك، فإن المراكز الـ14 الأولى في الترتيب تحتلها أندية من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، وهي إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا. لكن فرقا أخرى، مثل كلوب بروج البلجيكي (19)، وسلتيك الأسكتلندي (21)، ودينامو زغرب الكرواتي (24) تتواجد جميعها في مراكز تضمن لها التأهل أقله إلى الملحق.
ويستطيع سلتيك الذي بلغ الدور الثاني لآخر مرة في 2013، ضمان التأهل إذا فاز على ضيفه يونغ بويز السويسري الذي خسر كل مبارياته ويحتل المركز الأخير في الترتيب.
قال مدربه الإيرلندي الشمالي براندن رودجرز السبت “أعتقد أننا قدمنا أداء جيدا جدا حتى هذه النقطة لكننا نريد أن نتجاوز هذا الأمر ونتأهل إلى الدور الإقصائي.”