علماء يحاولون دمج خلايا الدماغ بأنظمة الذكاء الاصطناعي

العلماء يسعون إلى تسخير الكفاءة الطبيعية التي يتمتع بها الدماغ البشري ودمجها مع إمكانات الذكاء الاصطناعي لخلق تكنولوجيا أكثر ذكاءً وأكثر استدامة.
الأحد 2024/08/25
تكنولوجيا بوعود مذهلة

بالتيمور (الولايات المتحدة) - بعد نجاح العلماء في إنتاج نسخ طبق الأصل من أعضاء جسم الإنسان من خلال زراعتها في المختبر، يحاول باحثون الآن تطبيق نفس التكنولوجيا باستخدام خلايا الدماغ ومحاولة دمجها مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ويحاول علماء تسخير الكفاءة الطبيعية التي يتمتع بها الدماغ البشري ودمجها مع إمكانات الذكاء الاصطناعي لخلق تكنولوجيا أكثر ذكاءً وأكثر استدامة.

وتوصل العلم الحديث إلى إنتاج أعضاء اصطناعية يطلق عليها اسم العضويات، وهي نسخ طبق الأصل من أعضاء جسم الإنسان تمت زراعتها في المختبر من الخلايا الجذعية.

وعلى الرغم من أن هذه الهياكل الحية ثلاثية الأبعاد صغيرة الحجم ولا تعمل بكامل طاقتها، إلا أنها تحاكي السمات الرئيسية لأعضاء في الجسم مثل الكبد والرئة والأمعاء.

ويسعى العلماء لاستخدام هذه العضويات لدراسة الأمراض وفحص التأثيرات الدوائية واختبارات السمية وإنشاء بنوك حيوية للاستخدامات الطبية، وفقًا لدراسة منشورة على موقع المكتبة القومية للطب في الولايات المتحدة.

تكنولوجيا الذكاء العضوي تحمل وعودا مذهلة، لكن لا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها حتى يمكن تطوير الكمبيوتر الحيوي

ويبدو أن نجاح العلماء في إنتاج العضويات يدفعهم إلى تحقيق المزيد، حيث يحاول باحثون الآن تطبيق نفس التكنولوجيا ولكن مع خلايا الدماغ، وفقًا لموقع مجلة “فوربس”. ويستكشف الباحثون حاليًا إمكانية دمج عضويات الدماغ (كتل صغيرة من الخلايا العصبية الشبيهة بالمراحل المبكرة لتكوين الدماغ البشري) مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وكان علماء قد أعلنوا العام الماضي عن بناء كمبيوتر حيوي هجين يجمع بين أنسجة المخ البشري المزروعة في المختبر ودوائر إلكترونية، بحسب ما نشره موقع “ناتشر” العلمي، بهدف معالجة المعلومات والتعلم بطرق تتفوق على رقائق السيليكون التقليدية.

يأتي ذلك ضمن مفهوم علمي حديث يُطلق عليه اسم “الذكاء العضوي” حيث تتلاقى البيولوجيا والتكنولوجيا لخلق شكل جديد من أشكال الحوسبة.

ويشرح موقع مجلة “فوربس” أن علماء يحاولون تسخير الكفاءة الطبيعية الخارقة التي يتمتع بها الدماغ البشري ودمجها، من خلال العضويات المزروعة في المختبر، مع إمكانات الذكاء الاصطناعي لخلق تكنولوجيا أكثر ذكاءً وأكثر استدامة. فالدماغ البشري، على سبيل المثال، يتمتع بقدرات عالية تسمح للإنسان بالتعرف على الكلام وفهم اللغة وتفسير البيانات البصرية بكفاءة ودقة. ولكن على الجانب الآخر، تعاني أنظمة الذكاء الاصطناعي لدى محاولتها القيام بنفس المهام حيث يتطلب الأمر كميات هائلة من البيانات والطاقة.

وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء العضوي تحمل وعوداً مذهلة، لا تزال هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها حتى يمكن تطوير الكمبيوتر الحيوي. ويأتي في مقدمة هذه العقبات أنه لا يستطيع حتى الآن التعامل مع نفس وظائف الكمبيوتر الرقمي العادي، كما أن العمر الافتراضي لهذه العضويات يصل إلى حوالي 100 يوم فقط، وهو ما يستلزم تجديدها بانتظام.

وتساءلت الدراسات السابقة عما إذا كان الكمبيوتر الحيوي سيتخطى “الخط الأخلاقي”، ويقول فريق دولي من الباحثين بقيادة البروفيسور توماس هارتونج في جامعة جونز هوبكن إن الكائنات العضوية ستُستخدم بطريقة آمنة و”مسؤولة أخلاقيا”.

13