علماء فلك يستنجدون بالجمهور لتتبع الثقوب السود

علماء فلك من أوروبا يطلبون من الجمهور المساعدة لمعرفة أصول أجسام مركبة رصدت في الفضاء بفضل تلسكوبات راديوية.
الخميس 2020/02/27
مساعدة الأوساط العلمية في تفسير البيانات المجمعة عبر التلسكوب

باريس - طلبت شبكة علماء فلك أوروبية من الجمهور مساعدتها لمعرفة أصول أجسام مركبة رصدت في الفضاء بفضل تلسكوبات راديوية، والتي قد تكون مرتبطة بثقوب سوداء ضخمة وغامضة موجودة في وسط المجرّات.

ويطلق على البرنامج العلمي التشاركي الجديد اسم “لوفار – راديو غالاكسي زو”، وهو “يمنح أي شخص لديه كمبيوتر إمكانية مساعدة الأوساط العلمية”، في تفسير البيانات التي تجمع عبر التلسكوب “لوفار”، من خلال مجموعة من الهوائيات المنتشرة في أنحاء أوروبا، وفق ما جاء في بيان صادر عن مرصد “باريس – بي.سي.أل” الذي يدير الجزء الفرنسي من الشبكة.

ويعمل “لوفار” الذي يراقب الموجات الراديوية في الفضاء، على وضع صورة شاملة لها، لا تشبه الصور التي يلتقطها التلسكوب البصري، إذ لا يمكن رؤية النجوم والمجرّات مباشرة، بل أشكالا مركبة مجهولة المصدر.

وقال سيريل تاس، عالم الفيزياء الفلكية، “نلاحظ أن موجات راديوية تنشأ من جسيمات مشحونة تنتجها الظواهر الفيزيائية عنيفة ولاسيّما الثقوب السوداء”. وبالتالي عندما يكون الثقب الأسود كبيراً وناشطاً، لا تظهر عبر التلسكوب الراديوي سوى الجزيئات التي ينتجها، وهي عبارة عن غازات يرميها بعيداً من المجرة.

ويحتاج العلماء الآن إلى تحديد الثقوب السوداء ومعرفة “مجرّتها المضيفة”، كمقدّمة لرسم سيناريو تكونها قبل ملايين أو حتى مليارات السنوات، وذلك لفهم “أسباب وجود ثقوب سوداء في وسط كلّ المجرّات”، وفقاً لعالم الفيزياء الفلكية. ومن هنا أتت فكرة إطلاق موقع علمي تشاركي، إذ ينتج “لوفار” كميات هائلة من البيانات التي لا يمكن لـ200 عالم فلك أن يفسّروها وحدهم.

وباستخدام برنامج تعليمي مصور، يمكن لكل مشارك أن يطابق الصور الراديوية مع الصور البصرية، وبالتالي العثور على المجرّة المضيفة للثقب الأسود… أو يمكن استبعاد سيناريو الثقب الأسود خصوصاً أن الجزيئات الراديوية يمكن أن تنتج أيضاً عن عمليات انفجار النجوم.

24