عصفور في الجنة يرتدي قميص ريال مدريد

الثلاثاء 2015/06/02

ارتدى قميص نادي ريال مدريد المفضل لديه، وذهب مع والده لصلاة الجمعة. هو لا يعرف حزب الله، ولم يسمع في حياته القصيرة عن تنظيم الدولة الإسلامية. فقط كـان سعيدا بمرافقة والده في الخروج، وليراه أقرانه وهو يرتدي قميص ناديه المفضل.

في لحظة غادرة تصعد روحه الطاهرة إلى السماء بسبب عمل مجنون من إنسان مجنون ينتمي إلى جماعة مجنونة.

عبث ما بعده عبث. يغسلون عقول الشباب الصغار ليقتلوا أنفسهم، ويقتلون شبابا صغارا آخرين. من شجع هذا السلوك وصفق له في بلاد أخرى بأي حجة كانت سيكتوي بناره قريبا.

المطلوب وضع خطة قومية عاجلة على مستوى الخليج العربي يشترك فيها علماء الاجتماع وعلماء النفس والتاريخ وأيضا الاقتصاد، لبحث جذور هذه الظاهرة وسبر أغوارها.

كيف يقنع أحدهم شابا في منتصف العشرينات مقبلا على الحياة، والحياة مقبلة عليه بكل مباهجها أن يقوم بقتل نفسه. ويقوم بذلك وهو سعيد ومبتسم، بل ويصور نفسه قبل الانتحار وهو يتكلم بكل هدوء. هناك بداية للموضوع يجب الإمساك بها وتحليلها.

ماذا يقولون لهم؟ وكيف يقولونه؟ وما هي أدلتهم وبراهينهم التي تلعب بعقل هذا الشاب وتجعله يقدم على قتل نفسه؟

الإجابة الدقيقة على هذه الأسئلة فقط وليست العمومية المليئة بالتنظير الفارغ هي التي ستضع يدها على أهم مفاتيح هذا الموضوع الغامض.

ما هي القوة والسيطرة لدى أحدهم ليقنع هذا الشاب بالانتحار وإزهاق أرواح أناس أبرياء؟

نقطة أخيرة: ‏زوجتي تنتظر في عيادة الدكتورة مهجة البدر في شارع أحمد الجابر، فخرجتُ لصلاة المغرب في مسجد يقع خلف العيادة، صليتُ وخرجت. ولم انتبه إلى أن المسجد حسينية. ‏لم يكلمني أحد، ولم يعترض أي شخص، فقط ابتسامة من أحد المصلين عندما خرجت لأنه أدرك وتفطن أنني “مضيّع”.

الحمد لله على نعمة الأمن والأمان في وطني. الحمد لله على نعمة العقلاء في وطني من جميع الطوائف.

أحبك يا وطني.

كاتب كويتي

9