عراقيون يتوحدون لمعايدة مسيحيي قرة قوش

بطاقات معايدة من كافة أنحاء العراق لزرع الفرح في نفوس مسيحيي قرة قوش.
الأحد 2020/12/27
توزيع أكثر من ألف بطاقة لزرع الفرح بين المسيحيين

شارك عراقيون من مختلف أنحاء العراق في إرسال بطاقات معايدة بمناسبة عيد الميلاد إلى المسيحيين في بلدة قرة قوش، في خطوة تهدف إلى إعادة تسليط الأضواء على المدينة والتعريف بها.

نينوى (العراق) – تلقى مسيحيو بلدة قرة قوش بطاقات معايدة ليلة عيد الميلاد تحمل رسائل مكتوبة باليد من كافة أنحاء العراق ذات الغالبية المسلمة.

ووصلت ليلة عيد الميلاد حافلة تقلّ متطوّعين إلى قرة قوش الواقعة في محافظة نينوى شمال العراق حاملين علبا كرتونية مليئة ببطاقات معايدة، لتزرع بعضا من الفرح في هذه المدينة المسيحية التي أرهبها تنظيم داعش قبل ستة أعوام.

وكُتب على إحدى البطاقات الموقعة في البصرة المدينة الساحلية الجنوبية، “تهان خاصة لإخواننا المسيحيين”.

وسلّم متطوعو مبادرة “تحاور” ومجموعات أخرى حوالي 1400 بطاقة لسكان مدينة قرة قوش التي يطلق عليها العرب اسم “الحمدانية” ويسميها أهلها باسمها التاريخي السرياني “بغديدا” أي “بيت الله” (وكانت بغديدا تُعتبر أكبر بلدة مسيحية في العراق).

وبحسب منظمة “حمورابي” غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الأقلية المسيحية في العراق، هناك حاليا بين 300 و400 ألف مسيحي في العراق مقابل مليون ونصف المليون قبل الغزو الأميركي عام 2003.

ويشكل المسيحيون أقلية صغيرة جدا في بلد يعدّ أربعين مليون نسمة غالبيتهم من الشيعة.

تهان خاصة للمسيحيين
تهان خاصة للمسيحيين

وقالت رند خالد، وهي ناشطة مسيحية من قرة قوش بعد حصولها على بطاقة معايدة أمام كنيسة المدينة، “إنها مبادرة جميلة طبعا”، مضيفة “نحتاج من فترة إلى أخرى أن يكون هناك هذا النوع من المبادرات في المنطقة كي يتمكن الناس الذين لا يعرفون هذه المناطق من التعرف إليها”.

وجاءت بطاقات المعايدة من كافة أنحاء العراق، من العاصمة بغداد ومدينة النجف ومن محافظة صلاح الدين غربا والموصل المجاورة ومن دهوك الواقعة في إقليم كردستان.

وتم وضعها في عشرات العلب لتجتاز مسافات وصلت في بعض الأحيان إلى نحو ألف كيلومتر.

وأكد نشوان محمد، مدير برنامج “تحاور”، “كان الناس في غاية السعادة، لم يتوقعوا يوما أن أحدا سيزورهم، وأن يجلب لهم أيضا رسائل من كافة أنحاء العراق”.

ورُسم باليد على كل بطاقة رمز خاص بالمحافظة الآتية منها، إلى جانب الرسائل المكتوبة، فمثلا رُسمت على البطاقات الآتية من البصرة جسور معلّقة تُعرف بها المدينة الساحلية مع بابا نويل والرنات فوقها.

كما رُسم على الصفحة الأولى من البطاقات الآتية من بغداد، جزء من نصب التحرير في الساحة التي تحمل الاسم نفسه حيث اندلعت تظاهرات مناهضة للحكومة العام الماضي.

رسائل المعايدة تجتاز المسافات
رسائل المعايدة تجتاز المسافات

وأظهرت البطاقات الآتية من صلاح الدين، جامع سامراء الكبير ومئذنته التي تتميز بشكلها اللولبي. ووقع صيادلة وأصحاب متاجر وبائعو هواتف محمولة متحدرون من محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية، البطاقات التي أُرسلت إلى المسيحيين في قرة قوش.

ومنذ طرد تنظيم داعش من قرة قوش عام 2016، بدأت ببطء عملية إعادة إعمار المدينة بفضل تمويل المنظمات الدولية وبعض السكان.

وتزور قلة قليلة من الناس المدينة، لذلك شكلت مبادرة توزيع بطاقات المعايدة خطوة مميزة.

وقال عماد الساير، وهو ناشط من المجتمع المدني من الموصل ساهم في توزيع البطاقات، “بعدما دارت الحرب في هذه المحافظة، حدث بعض النفور بين مكونات هذه المحافظة”.

وأضاف “اليوم نحن مبادرون وإن شاء الله تكون هذه الرسائل هادفة وبناءة تحدث تغييرا إيجابيا يصبّ في صالح مكونات هذه المحافظة”.

خطوة مميزة
خطوة مميزة
مبادرة جميلة
مبادرة جميلة
المسيحيون يشكلون أقلية صغيرة جدا في العراق
المسيحيون يشكلون أقلية صغيرة جدا في العراق

 

24