عراقية تشكل فريقا لإنقاذ القطط والكلاب الضالة

تعمل شابة عراقية على إنقاذ القطط والكلاب من الشوارع، خاصة تلك التي تحتاج إلى رعاية طبية، حيث قامت بتحويل منزلها إلى ملجأ حتى توفر لها المأوى والأكل والعلاج إلى أن يتم تبنيها، وتخطط لتشكيل فريق لإنقاذها.
ميسان (العراق) – تحاول شابة عراقية تخليص القطط والكلاب الضالة في شوارع العراق من معاناتها، ومن أجل ذلك قامت بتحويل منزلها إلى مأوى لها، حيث تتولى الاهتمام بهذه الحيوانات وتقدم لها العلاج وتعرضها بعد ذلك للتبني، على أمل أن تشكل فريقا مختصا في إنقاذها مستقبلا.
وقالت زينب العبيدي إن “تربية القطط والكلاب الضالة والاهتمام بها سواء كانت بحاجة لعرضها على بيطري أو توزيع الطعام والشرب عليها فحسب، تعد من أفضل هواياتها وأحبها على قلبها”.
وتستقل العبيدي، وهي معلمة في مدرسة ونصيرة لحقوق الحيوان، السيارة وتتجول في شوارع مدينة العمارة مركز محافظة ميسان التي تبعد حوالي 320 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد، حاملة عبوات الطعام للقطط والكلاب التي تهيم بالشوارع في ظروف مروعة.
وتسعى الشابة البالغة من العمر 26 عاما إلى مساعدة القطط والكلاب المريضة أو الجريحة والمشردة التي تجوب الشوارع في مدينة العمارة، على الرغم من التحديات الثقافية التي تواجهها، حيث تعرضت للاستهزاء والسخرية من قبل معارفها والمارة، ومع ذلك لم تتراجع خطوة واحدة إلى الوراء واستمرت في مهمتها.
وشددت العبيدي على أنها “لا تهتم بتعليقات من حولها التي تنتقد اهتمامها بأمر الحيوانات في حين أن البلد يمر بعدة أزمات فاقمتها الأزمة الصحية العالمية وأنه لا وقت لتوجيه الاهتمام نحو الحيوانات السائبة”، لافتة إلى أنها “تسعى في الفترة القادمة لتأسيس فريق لإنقاذ الكلاب والقطط”.

وشهدت الشوارع تزايد عدد الحيوانات السائبة، بسبب فايروس كورونا الذي كان لها أثر بالغ حتى على حياة الحيوانات الأليفة التي كانت تعيش بأمان في منازل أصحابها، إلى أن دفع فقدان بعضهم لوظائفهم أو تقلص دخلهم بسبب تداعيات الجائحة إلى التخلي عنها.
وترى الشابة العشرينية أن الناس تتعامل إزاء الحيوانات الضالة بتجاهل وقسوة كبيرين، يصلان في أحيان كثيرة حد التنكيل بها وتنظيم حملات للتخلص منها بقتلها في جميع المحافظات العراقية، وذلك بسبب عدم وجود حقوق حيوان خاصة بالكلاب الضالة تحميها.
ويتم تنظيم حملات للقضاء على الكلاب الضالة، خشية أن تؤذي الناس، وهو إجراء تعتبره الشابة العراقية مؤذ لمشاعرها.
وتبقى الكلاب والقطط التي تحملها العبيدي من الشوارع إلى منزلها خاضعة للعناية إلى أن تتعافى كليا، ويأتي من يطلبها ممن يجدون في أنفسهم الاستعداد لتربيتها ويأخذونها معهم.
وبدأت الشابة العشرينية العناية بالحيوانات الضالة منذ خمس سنوات وتقول إنها ساعدت أكثر من خمسين كلبا والعشرات من القطط التي تم تبنيها جميعا. وتؤوي في الوقت الحالي خمسة كلاب وثمانية قطط تقدم لها الرعاية والاهتمام.
وتؤكد أن أشد الظروف قسوة هي تلك التي تعيشها الجِراء والقطط الصغيرة التي تعاني في أغلب الأحيان من الجوع والمرض، مشيرة إلى أنها تحرص على عرض هذه الحيوانات الصغيرة في حال كانت متعرّضة للأذى على بيطري، ثم تعمل على الاهتمام بنظافتها وأكلها حتى تجد من يتبناها.
ويقدم الطبيب البيطري ماجد شهاب المساعدة في علاج الحيوانات الضالة، ويلفت إلى أنها على الرغم من احتمال نقلها للأمراض إلى البشر في بعض الأحيان إلا أن قتلها ليس هو الحل.
وأوضح شهاب “الكلاب تساهم في انتقال الأمراض المعدية إلى الإنسان وأخطرها هو داء الكلب السعار والأمراض الفطرية والبكتيرية، ومع ذلك لا أشجع على التخلص منها بقتلها أو القضاء عليها بصورة وحشية”، مضيفا أن “هناك الكثير من الطرق الأخرى غير الإبادة الجماعية التي تتبع في دول العالم للقضاء على الحيوانات الضالة”.

