الجبهة اختارت توديع "الأيديولوجيا" ودخلت فضاء السياسة بما تعنيه من حسابات تأخذ في الاعتبار التوازنات الداخلية والإقليمية.

الثابت أن للانتخابات الرئاسية الحالية فصلا لا نزاع في حدوثه، ذلك أنه ليس لأحد من المترشحين أن يحسم الأمور من شوط الانتخابات الأول.

إذا كان الخطاب الأول إمكانية لاستعادة سريعة لنظام بن علي، فإن الخطاب الثاني احتمال لاستحضار عاجل لداعش وما جاورها.

الثابتُ أن الانتخابات التي تنتظم الأحد القادم ستكون حاسمة أكثر من سابقتها، لأنها سترسم مستقبل البلاد لعقود وستعلنُ مسار البلاد القادم ووجهتها.

ما توفره داعش من صور وممارسات وأفعال جالبة للعنف والاقتتال والطائفية (داخليا) وللإسلاموفوبيا وكره الإسلام (خارجيا)، حريّ بأن نفكٍّر في دحضه وتغييره ومقاومته.

هل سيعتبر الإخوان والقرضاوي مثلا أن تأسيس تلك الحركة خروج على الديمقراطية في نسختها القطرية.

من يعادي المشروع الطائفي للمالكي ليس ملزما بمناصرة المشروع الطائفي لداعش. ومن يرى في داعش تعبيرا نكوصيا إرهابيا، ليس مجبرا على الدفاع عن المالكي.

الإرهاب استفاد بشريا من أوامر عفو أصدرتها رئاسة الجمهورية دون دراسة أو بحث أو تريث فكانت عمليات "شعبوية" أدت إلى إطلاق سراح مئات العناصر المتشددة.

سيادة الدولة كفيلة بتدريب الناس على الإقرار بانتمائهم إلى فضاء سياسي حديث مدني لا إلى مذهب أو طائفة.

احتفظت بالكتاب لسنوات طويلة مثلما احتفظ بأشياء لا أملك سببا وجيها واحدا لوجودها عندي، وعندما تزوجتُ شرعت شريكتي في “حملة نظافة” عارمة.

أغلب الأحزاب الرافضة لحكم القضاء المصري، لم تندد بارتفاع منسوب العنف في مصر ولم تستنكر القتل الذي مارسته عناصر محسوبة على الإخوان.

بين إدانة بورقيبة وشيطنته، أو تأليهه وتمجيده، يعود حدث الاستقلال إلى واجهة السجال مفرزا نقاشات لا تعود إلى الاختلاف في تقييم الحدث، بل هي انعكاس لما يسود البلاد من حراك.