الخلاف الأخير الذي استعر في الخليج العربي (قولة لا تحبذها الشركة التي تنتصر لفارسية الخليج في تنكر للتاريخ وتدليس للجغرافيا) هو إذن بين دول وشركة، لا بين دول ودولة.

قتل "المتهم" كمال القضقاضي، لكن في الشعب التونسي نسخ كثيرة منه، وطالما بقيت بيئات إنتاج التطرف والإرهاب، فستظهر النسخ الأخرى سريعا.

دعوة عادل العلمي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شاهد على خيانة أمل التونسي بثورته، وقتلا لفرحه بإزاحة نظام استبد به وجثم على صدره منذ اتخذت الدولة التونسية شكلها الوطني.

"اصطفاء" المهدي جمعة رئيسا جديدا للحكومة خلفا لعلي العريّض يؤكد أن حوارا سُمّي “وطنيا” أفضى إلى أن حركة النهضة التونسية سلمت الحكم إلى حركة النهضة التونسية.

بدا للبعض أن الحوار الوطني ليس كذلك، بل استحال «تفاوضا» أو «نقاشا» عبثيا، يركن فيه كل طرف إلى زاوية رأيه ويأبى مغادرتها خوفا على مواقعه أو مصالحه أو عليها مجتمعة.

لإيران فيل في لبنان يتحركُ بيد طولى تفوق ما يتاح لفيل الشطرنج، في لبنان حيث حزب الله يعربد على الدولة.

هؤلاء لا يرون ضيرا في القول بحزم المناضل ويقين المؤمن، أن العلمانية لا تناسب شعوبنا المتشبعة بدينها.

هل أن معارضتي لحكم النهضة الإسلامية تدفعني إلى الارتماء في أحضان حركة نداء تونس؟ وهل أن اختلافي التاريخي مع نداء تونس يجعلني مضطرا إلى التحالف مع النهضة؟

انقلاب الغنوشي على عناوينه الكبرى التي طالما صدح بها سابقا، وطالما رددتها قياداته، يمثل اعترافا بحجم «الخسارات» التي وقعت فيها الحركة برمتها.

أن ما حدث في يوم الفضّ كان تعبيرا عن ثورة لم تستكمل أهدافها، بل انزاحت نحو مرام لم يتقصدها أحد ممن خرجوا في أيام يناير 2011.

عيد هذا العام يتزامن مع تصاعد فعالية آلات القتل والاغتيال. القتل على الهوية، أو القتل للاختلاف أو تصفية الخصوم، أو القتل دهسا أو رميا من أسطح العمارات.