ظهور مميز لروي فيتوريا مع المنتخب المصري

زيزو يسدد فاتورة أفكار المدرب البرتغالي.
الاثنين 2022/09/26
على النهج الصحيح

فرض البرتغالي روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخب مصر، أفكاره الفنية في أول لقاء يقوده للفراعنة، وذلك أمام النيجر بالإسكندرية، والتي حسمها أبناء النيل. وحاول فيتوريا استغلال قدرات العديد من اللاعبين ليغير صورة منتخب الفراعنة.

القاهرة - استشعرت الجماهير المصرية بتغير في أداء المنتخب، خصوصا في النواحي الهجومية، حيث استطاع المدرب روي فيتوريا أن يحل معضلة واجهت مدربي الفراعنة في الفترة الأخيرة وهي الاستفادة من الثنائي المتألق محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وأحمد مصطفى "زيزو"، نجم الزمالك.

ولم يكرر فيتوريا خطأ كيروش، ويحتفظ بـ”زيزو” أفضل لاعب داخل مصر حاليا وهداف الدوري في الموسم المنقضي، على دكة البدلاء، لإتاحة مركز الجناح الأيمن أمام القائد محمد صلاح، أحد أفضل لاعبي العالم، بل نجح في استغلال الثنائي بنفس التشكيلة من خلال توظيف جديد لنجم الزمالك. وبرز جليا مدى تأثير هذا التوظيف الجديد لزيزو على النواحي التهديفية لمنتخب مصر.

ظهر زيزو، الجناح الأيمن الأفضل في مصر، أمام النيجر بتوظيف جديد في طريقة 4 – 3 – 3 التي اعتمدها روي فيتوريا في لقائه الأول. ويلعب فيتوريا بثلاثي في خط الوسط مكون من لاعب 6 بمهام دفاعية واضحة وثنائي في “مركز 8” على يمين ويسار لاعب الارتكاز.

وحاول فيتوريا استغلال قدرات "زيزو" البدنية في شغل مركز اللاعب رقم 8، والذي مال جهة اليمين لخلق مثلث قوي مع الظهير عمر جابر والجناح محمد صلاح الذي يبقى العنصر الأخطر في تشكيلة الفراعنة.

تأثير سلبي

فكرة تكتيكية جيدة
فكرة تكتيكية جيدة 

تبدو فكرة توظيف “زيزو” الجديد منطقية، خصوصا أنه لعب في هذا المركز مع الزمالك تحت قيادة جيسوالدو فيريرا ومن قبله كارتيرون، كما أنه كان مركزه الأصلي خلال رحلته الاحترافية.

ويمتلك نجم الزمالك وعيا تكتيكيا ومرونة، يمكناه من تقديم أفضل أداء ممكن في العديد من المراكز سواء كجناح أيمن أو أيسر أو حتى في عمق الملعب، وهي نقطة القوة التي استغلها فيريرا بالشكل الأمثل.

ورغم ذلك، يؤثر توظيف زيزو الجديد في المنتخب بشكل سلبي ويحد من قدراته في الجانب الهجومي، في ظل ابتعاده بشكل كبير عن المرمى أو الأطراف التي يجيد من خلالها إرسال العرضيات الخطيرة.

ويتسبب إبعاد زيزو عن مركزه الأصلي كجناح، في ظل تواجد محمد صلاح أو الثنائي عمر مرموش ومحمود حسن "تريزيغيه"، في ضعف إسهاماته الهجومية، وهو ما وضح في المباراة، حيث لم ينفذ زيزو أي محاولة إيجابية على مرمى المنافس.

◙ روي فيتوريا، المدير الفني لمنتخب مصر، فرض أفكاره الفنية في أول لقاء يقوده للفراعنة، وذلك أمام النيجر

وتنخفض معدلات محاولات زيزو أمام المرمى بشكل كبير مع المنتخب، عما يقدمه مع فريقه بالدوري المحلي، إما للاعتماد عليه كبديل في الأوقات الصعبة مع كارلوس كيروش، وإما لتوظيفه في مراكز جديدة في الملعب.

وبما أن “مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن قرار فيتوريا، يصب بشكل كبير في صالح محمد صلاح، الذي سيتمكن من ترك تمركزه كلاعب جناح والدخول إلى العمق ليتحول إلى مهاجم ثان بجانب رأس الحربة الأساسي.

ويترك صلاح موقعه على الجناح ليتولى "زيزو" وظهير الجنب الأيمن مهمة صناعة اللعب من على الطرف، وهو ما ظهر بوضوح في مباراة النيجر، بخلاف إراحة نجم ليفربول من الأدوار الدفاعية أثناء فقدان الكرة.

ورغم أن الوقت مازال مبكرا للحكم على هذا التوظيف، إلا أن من المؤكد أن خسارة نجم الزمالك كسلاح هجومي يجيد المراوغة والتسديد على المرمى مع امتلاكه عنصر السرعة ودقة العرضيات، قد لا يكون الحل الأمثل بالنسبة للاعب الأفضل في مصر.

أبدى المدرب البرتغالي رضاه عن فوز الفراعنة على النيجر، وقال فيتوريا في عقب المباراة “المباراة كانت جيدة بالنسبة لنا، اللاعبون قدموا أداء جيدا، ولم نصل إلى 100 في المئة بعد، لكن المستوى كان مميزا".

وأضاف "واجهنا فريقا يدافع جيدا، لكن نجحنا في الضغط عليه وكنا نسترجع الكرة بسرعة، لاعبونا كانوا يركزون طوال اللقاء وكانوا يبحثون عن المساحات التي تحدثنا عنها، خصوصا على الأطراف".

عودة مرتقبة

بانتظار الظهور من جديد
بانتظار الظهور من جديد 

وتابع فيتوريا “سعدت بالتزام اللاعبين، ولعبنا جزءا كبيرا من اللقاء في نصف ملعب الخصم، وطبقنا أسلوب الضغط العالي، ومنعنا الخصم من الوصول إلى مرمانا".

وعن النقاط السلبية في المنتخب خلال المباراة قال فيتوريا "لا توجد نقاط سلبية، لكن الملعب لم يتم رشه جيدا قبل بداية المباراة، وهو ما عطل سرعة الكرة بعض الشيء"، مشيرا إلى أن الحكم لم يساعد منتخب مصر بأي شيء.

في ما يخص لاعبي الزمالك الدوليين، قال فيتوريا “لاعبو الزمالك يعودون إلينا من جديد بعد مباراة فريقهم، لكن الأمر الأهم هو كيف تقام مباراة رسمية وقت التوقف الدولي؟ تحديد هذا الموعد للمباراة مستحيل".

◙ مدرب الفراعنة غير خطط محمد صلاح بتركه موقعه ليتولى "زيزو" وظهير الجنب الأيمن مهمة صناعة اللعب

وواصل "نحن المدربون نبحث عن حلول لأزمة افتعلها أشخاص آخرون، أنا مدرب لـ120 مليون مصري و18 فريقا بالدوري الممتاز، ما يحدث غير مقبول، أعمل في مجال التدريب منذ 20 عاما، لم يحدث ذلك مطلقا من قبل".

وعن إراحة بعض العناصر في ودية ليبيريا الثلاثاء المقبل، قال فيتوريا “أملك مجموعة جيدة وهناك لاعبون لم يشاركوا أمام النيجر، لكنهم قدموا عملا رائعا معنا، وسنعمل على تحليل الموقف حاليا، لأن هناك لاعبين كان عليهم حمل بدني من المباريات التي شاركوا فيها قبل الانضمام إلى المنتخب، وبناء على هذا التحليل نحدد موقفنا".

وتطرق فيتوريا إلى الحديث عن طريقة اللعب، قائلا “الأهم من طريقة اللعب أننا نخلق أسلوبا معينا لنقل الكرة وإدارة المباراة، وأن نعلم ما نفعله سواء بالكرة أو من دونها".

واستمر "نريد أن نكون فريقا يستحوذ على الكرة ويضغط على الخصم ويشكل مثلثات بين عناصر الفريق تساعد في نقل الكرة، وندافع بشكل متماسك ككتلة واحدة، هذه هي المبادئ الرئيسية بالنسبة للمباراة بعيدا عن طريقة اللعب سواء 4 – 3 – 3 أو أي طريقة أخرى”. وأكمل “يجب أن نعلم أننا لا نلعب بمفردنا، يوجد خصم يواجهنا وكل خصم لديه نقاط قوة نحاول تعطيلها".

18