طوق نجاة أميركي لحماس وإيران

الحوار الأميركي – الحمساوي سبقه تفاهم أميركي – حوثي أوقف عمليات الجماعة في البحر الأحمر والضربات الصاروخية تجاه تل أبيب وهو ما يؤسس لحوار أميركي – إيراني يخلط الأوراق ويعيد رسم المشهد الإقليمي.
الخميس 2025/03/13
المفهوم الترامبي لإدارة الصراع

بدأت ملامح المباحثات التي جرت بين حركة حماس ومبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، تتضح في مساقها الدافع نحو صفقة شاملة لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديها، ونزع السلاح، وعدم التدخل في السياسة.

تفاصيل تحدث بها آدم بولر خلال مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلي، مثيرة للاهتمام حول محادثاته المباشرة مع حماس، مشيرا إلى أن الحركة عرضت وقفا لإطلاق نار لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات.

في جزئية توصيف المبعوث الأميركي للمباحثات بأنها “كانت مفيدة جدا”، حيث لم يستبعد عقد لقاءات إضافية مع الحركة، دلالة على جملة حقائق تحمل في طياتها عناوين، أبرزها انحسار هامش مناورة حماس السياسي، والحاجة الملحة إلى الاستفادة من مرونة إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تجاوزت إسرائيل وحكومتها اليمينية بهدف تنفيذ رؤيتها الضبابية في الشرق الأوسط، خاصة في ملف غزة الشائك بفتح مسارات سياسية جديدة، بعيدا عن نمطية السياسات الكلاسيكية التي سارت عليها إدارات سابقة بعدم التفاوض أو الحوار مع جماعات أو تنظيمات إرهابية.

◄ الإدارة الأميركية ألقت طوق النجاة، ومنحت المحور الإيراني إبرة حياة في استمرار لقصور الرؤى الإستراتيجية الذي تمتاز به سياسات ترامب

تسعى الولايات المتحدة إلى تحييد بعض اللاعبين في صراع الشرق الأوسط الحالي، بإخراجهم واستبدالهم بلاعبين أكثر تطويعا وتكييفا مع مشاريع قيد البحث للوصول إلى استقرار المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى قطع الطريق لمحاولة إسرائيلية لتسويف حلول قد تتناسب مع مصالح إدارة الرئيس ترامب تعود عليها بمنافع اقتصادية تمكنها في معتركات سياسية دولية قادمة.

القناة القطرية الراعية للخطوة الأميركية تجاه حماس، بروفة تهدف إلى إحياء مسار مفاوضات مع نظام طهران قد تراوح مكانها داخل متاهات ودهاليز تحالفاتها مع أدواتها الراغبة في رد اعتبارها داخل بلدان كانت سابقا وما زالت ضمن نفوذها، فطهران الذاهبة نحو تخفيض لهجة التصعيد والصدام مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لوقف الاستنزاف الحاصل في أجنداتها الإقليمية وحماية لمشروعها النووي الذي أصبح وفق التقديرات الاستخباراتية قاب قوسين أو أدنى.

الحوار الأميركي – الحمساوي سبقه تفاهم أميركي – حوثي أوقف عمليات الجماعة في البحر الأحمر والضربات الصاروخية تجاه تل أبيب، وهو ما يؤسس لحوار أميركي – إيراني يخلط الأوراق ويعيد رسم المشهد الإقليمي وفقا لحسابات المفهوم الترامبي لإدارة الصراع.

فبدلا من الذهاب إلى البناء على نتائج الصراع، والتضييق وخنق إيران ومحورها، واستغلال حالة التخبط بين رأس المحور وأذرعه، ودفعهم نحو حافة الانهيار الكامل، ألقت إدارة دونالد ترامب طوق النجاة، ومنحت المحور إبرة حياة في استمرار لقصور الرؤى الإستراتيجية الذي تمتاز به سياسات إدارة ترامب الساعية لتطبيق رؤية ضبابية غير متجانسة الخطوط.

9