طوفان غوارديولا يستمر في إنكلترا

أبقى مانشستر سيتي على حلم الرباعية قائما بفوزه الصعب على ليستر سيتي بركلات الترجيح 5-3 على ملعب كينغ باور وبلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة في كرة القدم.
الخميس 2017/12/21
الخلطة السحرية تؤتي أكلها

لندن - يبذل بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، كل ما في وسعه للبقاء بعيدا عن حالة الصخب، المحيطة بفريقه المتألق، لكن حتى هو لم يتوقع أن يسمع لأول مرة، هذا الموسم، كلمة “الرباعية” قبل فترة عيد الميلاد. وبعد أن كافح سيتي بلاعبي الصف الثاني، ليتأهل إلى قبل نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية، الثلاثاء، بالفوز 4-3 بركلات الترجيح على ليستر سيتي، عقب التعادل 1-1 بعد وقت إضافي، وجهت أسئلة للمدرب الإسباني، عما إذا كان فريقه يستطيع الفوز بأربعة ألقاب هذا الموسم.

وأوضحت الدهشة على وجه غوارديولا كل شيء، وقال لشبكة “سكاي سبورتس″ التلفزيونية بطريقة لا تسمح بأي جدل “اِنسوا هذا الأمر، هذا لن يحدث”. ولا توجد مشكلة في إجابات غوارديولا، لكن الطريقة الممتعة التي يلعب بها فريقه تجعل الأمور الخيالية تبدو محتملة. ويبدو الدوري الإنكليزي، الذي يتصدره بفارق 11 نقطة، قد حُسم بالفعل، كما تأهل سيتي إلى قبل نهائي بطولة يتطلع إلى الفوز بها لثالث مرة في خمسة مواسم، بملعب ويمبلي، في فبراير.

وإذا واصل سيتي تقديم هذه النوعية من كرة القدم، التي بدت الأكثر إمتاعا في أوروبا، فإن التتويج في دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنكليزي، يبدو محتملا أيضا. وبالتأكيد تؤمن إدارة سيتي بأن هذا ممكن، إذ تحدث خلدون المبارك، رئيس النادي، قبل بداية الموسم عن احتمال الفوز بالرباعية. وعين سيتي مدربا فاز من قبل بستة ألقاب في عام واحد مع برشلونة، ليكون مناسبا لتوقعات النادي التي تبلغ عنان السماء.

وأحدث ما حققه غوارديولا هو الحفاظ بكل سهولة على سجل سيتي خاليا من الهزائم، على الصعيد المحلي منذ الخسارة أمام أرسنال، في قبل نهائي كأس الاتحاد الموسم الماضي. وجاءت هزيمته الوحيدة في أي مسابقة هذا الموسم، على يد شاختار دونيتسك، في مباراة بلا قيمة للفريق الإنكليزي، في دوري أبطال أوروبا، بعد ضمان التأهل لدور الستة عشر.

مانشستر سيتي يقدم أداء لافتا هذا الموسم، بفضل عوامل عديدة يعود الفضل فيها أساسا إلى مدربه جوسيب غوارديولا

ووفقا للأدلة التي ظهرت في مباراة الثلاثاء، فإن ما يجب أن يسعد غوارديولا، بنفس قدر الأمور المذهلة التي يقدمها الفريق الأساسي، هو وجود جيل جديد مليء بالقوة والجودة، يستطيع اللعب إذا دعت الحاجة. ولعب كل من فيل فودين (17 عاما) -وهو أحد المواهب الواعدة في كرة القدم الإنكليزية- والإسباني إبراهيم دياز (18 عاما)، والمدافع توسين أدارابيو (20 عاما)، دورا مثيرا للإعجاب في فوز سيتي. وتفوق فريق غوارديولا، بعدما وضعه برناردو سيلفا في المقدمة، قبل أن يدرك جيمي فاردي التعادل من ركلة جزاء، بدت قاسية، في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع.

وبعد وقت إضافي أنقذ كلاوديو برافو، حارس سيتي، ركلة الترجيح الأخيرة، من الجزائري رياض محرز، ليمنح فريقه الانتصار. وقال غوارديولا “أشركت العديد من اللاعبين الصغار، أنا سعيد جدا بكل هؤلاء اللاعبين، أظهروا لي العديد من الأشياء الجيدة”. وعندما ألح الصحافيون، بعد ذلك، في الأسئلة المتعلقة بالفوز بأربعة ألقاب، قال المدرب الإسباني “هذا غير ممكن.. في كرة القدم تفقد نقاطا وتخسر، لا أفكر في الألقاب”.

ويقدم نادي مانشستر سيتي أداء لافتا هذا الموسم، تطبعه هيمنة على الدوري وصدارة بفارق 11 نقطة، وحضور قوي في دوري أبطال أوروبا، بفضل عوامل عدة يعود الفضل الأكبر فيها إلى مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا. في الوقت نفسه الموسم الماضي، الأول للإسباني مع النادي، كان سيتي في المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن المتصدر حينها والبطل في نهاية الموسم تشيلسي. وأنهى النادي الشمالي البطولة بفارق 15 نقطة عن البطل، ولم يحرز أي لقب في الموسم الماضي.

في الموسم الماضي أبعد غوارديولا الدولي الإنكليزي جو هارت عن الخشبات الثلاث لمرمى الفريق، في خطوة أثبتت أنها الأقل نجاحا. فبديل هارت، التشيلي الدولي كلاوديو برافو، لم يتمكن من ملء الفراغ والتأقلم مع النسق السريع لكرة القدم الإنكليزية، وصولا إلى حد ارتكاب بعض الأخطاء القاتلة التي كلفت فريقه العديد من النقاط.

في فترة الانتقالات الصيفية أنفق سيتي بضوء أخضر من غوارديولا 35 مليون جنيه استرليني (46.8 مليون دولار) لضم البرازيلي إديرسون من بنفيكا البرتغالي. أثبتت هذه “المغامرة” مع حارس لم يخض أي مباراة دولية، أنها “ضربة معلم” من المدرب السابق لناديي بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني. ثبت الحارس البرازيلي البالغ من العمر 23 عاما نفسه بين الخشبات، وأظهر إمكانيات جيدة في توزيع الكرات على زملائه، ما أتاح للفريق مرارا شن هجمات منظمة تبدأ من العمق الدفاعي.

أنفق سيتي ما يناهز 100 مليون جنيه استرليني لضم الظهيرين الإنكليزي كايل ووكر والفرنسي بنجامان مندي، وبدأ المدرب الإسباني بالاعتماد على خطة لعب بعرض الملعب، يشكل عماد هجومها على الأطراف لاعبان قادران على التحرك بسرعة بين الدفاع والهجوم. إلا أن إصابة مندي في نهاية سبتمبر وغيابه الطويل، أرغما المدرب على تعديل خططه، فدفع برحيم ستيرلينغ والألماني لوروا سانيه على طرفي الملعب. كما ساهم غياب مندي في بروز فابيان ديلف في دور الظهير الأيسر الذي لم يعتد عليه سابقا.

23