طموحات أرسنال وسان جرمان أمام اختبار حقيقي في أبطال أوروبا

المشوار القاري سبيل برشلونة لاستنهاض الهمم.
الثلاثاء 2024/10/01
خطوات ثابتة

سيكون ملعب الإمارات في لندن مسرحا لمواجهة من العيار الثقيل تختبر طموحات أرسنال الإنجليزي وضيفه باريس سان جرمان الفرنسي اليوم الثلاثاء ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في ما يحلّ ميلان الإيطالي ضيفا ثقيلا على باير ليفركوزن بطل ألمانيا.

لندن- في المباراة الأولى، يدخل فريقا أرسنال وباريس سان جرمان اللقاء بعد خروج النادي اللندني بنقطة التعادل على أرض أتالانتا الإيطالي (0 – 0) في الجولة الأولى، في ما حقق نادي العاصمة الفرنسية فوزا صعبا على جيرونا الإسباني 1 – 0. ولا يزال أرسنال من دون أي خسارة هذا الموسم في مختلف المسابقات، وقد أظهر حضورا هجوميا لافتا هذا الموسم ومنها في مباراتيه الأخيرتين حيث فاز على بولتون 5 – 1 في كأس الرابطة الإنجليزية وليستر سيتي 4 – 2 في الدوري.

ويعوّل أرسنال في هذا المجال على سلاحه الفتّاك الجديد المتمثل بالكرات الثابتة حيث أشهر الـ”مدفعجية” هذه الورقة في الفترة الأخيرة وتميّز وتفوّق بها على جميع فرق الدوري الإنجليزي. وقال مدرب أرسنال الإسباني ميكل أرتيتا “إنه جانب قويّ بالفعل ولقد منحنا الكثير”. وظهرت هذه الفاعلية عند أرسنال منذ قدوم المدرب الفرنسي نيكولا جوفير عام 2021، والذي عمل مع أرتيتا عندما كان مساعدا للإسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي. وتجلّت هذه الميزة على وجه الخصوص بالهدف الرأسي الذي منح أرسنال التقدم على سيتي عبر البرازيلي غابريال (انتهت المباراة 2 – 2).

في المقابل، يبحث سان جرمان عن فوزه في المسابقة القارية التي لا يزال يطارد لقبها رغم تجنيد ترسانة كبيرة لهذا الغرض لكن من دون أن يلقى أي نجاح. ومعظم هؤلاء النجوم أمسوا خارج أسوار النادي الباريسي مثل كيليان مبابي المنتقل الى ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وسبقه قبل ذلك الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وغيرهم. أما الآن وبتشكيلة تخلو من النجوم الكبار، قد تكون الفرصة سانحة أمام فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي للعب من دون ضغوط. وسيكون امتحان أرسنال مفصليا في هذا المجال، لتحديد مدى قدرة سان جرمان من دون نجمه الأكبر في السنوات الأخيرة مبابي على مضاهاة الفرق الأوروبية الكبرى. ويتصدر سان جرمان ترتيب الدوري الفرنسي برصيد 16 نقطة بفارق الأهداف عن موناكو الثاني.

فارق تاريخي هائل

yyy

ويستضيف باير ليفركوزن بطل ألمانيا نظيره ميلان في مباراة لا تقل شأنا. ومع أنّ الفارق في التاريخ هائل بين الجانبين، إذ سبق أن تُوّج روسونيري بلقب المسابقة القارية سبع مرات، في حين يعود ليفركوزن للمشاركة بعد طول غياب، إلا أنّ الظروف الفنية للفريقين تنبئ بمباراة مثيرة. وبعد بداية متعثرة في الموسم الحالي، نجح ليفركوزن في استنهاض صفوفه والعودة إلى خضم المنافسة محليا حيث لم يخسر في مبارياته الأربع في مختلف المسابقات، ومن بينها التعادل أمام بايرن ميونيخ 1 – 1 السبت.

كما استهل “دي فيركسيلف” مشواره القاري بفوز ساحق على فينورد الهولندي 4 – 0. من جهته، نجح ميلان في الخروج من كبوة انطلاقته المتعثرة في الدوري الإيطالي ليعود ويهزم جاره اللدود إنتر 2 – 1 ثمّ ليتشي 3 – 0 في المرحلتين الأخيرتين. ورغم تقدمه 1 – 0 على ليفربول الإنجليزي في الجولة الأولى قبل أسبوعين، إلا أنه عاد واستقبل منه ثلاثة أهداف ليخسر لقاءه الافتتاحي في تشامبيونزليغ.

برشلونة الإسباني يسعى بقيادة الألماني هانزي فليك إلى محو خيبة انطلاقته القارية المتعثرة بخسارته أمام موناكو

ويعول باير ليفركوزن، بطل الدوري الألماني، على نجمه الشاب فلوريان فيرتس للتألق على الساحة القارية. وبعمر الحادية والعشرين، يخوض فيرتس اختباره الأول في المسابقة القارية بعدما غاب عن المشاركة الأخيرة لليفركوزن في البطولة القارية موسم 2022 – 2023 بسبب إصابة في أربطة الركبة. وسيكون الظهور الأول لفيرتس في المسابقة القارية على “باي أرينا” ضد فريق محنك في دوري الأبطال هو فريق ميلان الذي أحرز اللقب سبع مرات في تاريخه، ما يجعل المناسبة ملائمة تماما كي يتألق أمام جماهيره بعدما كان على موعد مع الشباك مرتين في لقاء الجولة الأولى على ملعب فينورد الهولندي (4–0).

ويتمتع فريق المدرب الإسباني شابي ألونسو بالكثير من المواهب، لكن يبقى فيرتس مركز الثقل لأنه لا يكتفي بإدارة اللعب في وسط الملعب، بل يساهم هجوميا بشكل فعال جدا وأبرز دليل على ذلك تسجيله أربعة أهداف في خمس مباريات لفريقه في الدوري المحلي هذا الموسم. وقال شابي ألونسو “لا يستطيع (فيرتس) أن يغرّد وحيدا، نحتاج للفريق بأسره في أفضل مستوياته للسماح لفلوريان بالتألق”.

وكانت الفرصة قائمة أمام فيرتس وليفركوزن لإنهاء الموسم الماضي من دون أيّ هزيمة على الإطلاق وإضافة لقب مسابقة “يوروبا ليغ” إلى ثنائية الدوري والكأس المحليين، لكن أتالانتا فاجأ بطل الـ”بوندسليغا” باكتساحه 3 – 0 وإنهاء مسلسل مبارياته المتتالية من دون هزيمة في كافة المسابقات عند 53 بعدما عرف كيف يحد من تحركات لاعب الوسط الشاب.

محو الخيبة

pp

يسعى برشلونة الإسباني متصدر ترتيب الدوري الإسباني إلى محو خيبة انطلاقته القارية المتعثرة بخسارته أمام موناكو 1 – 2 ثمّ خسارته المريرة الأولى في الدوري على يد أوساسونا 2 – 4 عندما يستضيف يونغ بويز السويسري. وبعد أن حقق سبعة انتصارات من سبع مباريات في “لا ليغا” تحت قيادة مدربه الجديد الألماني هانزي فليك، سقط العملاق الكتالوني في فخ موناكو الذي يشارك في الدوري الفرنسي على نحو مفاجئ بعد أن أكمل اللقاء من الدقيقة العاشرة منقوصا إثر طرد إريك غارسيا. وزادت محن البلوغرانا بعد الخسارة اللافتة أمام أوساسونا في المرحلة الثامنة حيث سعى لإراحة بعض نجومه أمثال لامين جمال والبرازيلي رافينيا وغيرهما، لكنه بقي متصدرا بفارق ثلاث نقاط مستفيدا من تعادل غريمه ريال مدريد أمام جاره أتلتيكو 1 – 1 بهدف لأنخل كوريا في الوقت بدل عن الضائع من المباراة.

وسارع المدرب فليك بعد الخسارة الأخيرة إلى تحمّل المسؤولية قائلا “أعتقد أنّها كانت ضرورية. خضنا مباريات عديدة، خاض العديد من اللاعبين دقائق كثيرة، يجب أن أهتم بذلك. إنها مسؤوليتي”. وتابع “إذا أردتم أن تلوموا أحدا لهذه الخسارة، فأعطوني إياها”. وسيكون كل من مانشستر سيتي الإنجليزي الطامح لاستعادة اللقب وإنتر أمام مواجهتين بمتناول اليد أمام سلوفان براتيسلافا السلوفاكي والنجم الأحمر بلغراد الصربي تواليا. كما يلتقي سالزبورغ النمساوي مع بريست الفرنسي، وشتوتغارت الألماني مع سبارتا براغ التشيكي، وبوروسيا دورتموند الألماني مع سلتيك الأسكتلندي وبي أس في أيندهوفن الهولندي مع سبورتينغ البرتغالي.

17