طلال الفهد رئيساً للأولمبي الآسيوي على حساب مواطنه المسلّم

شكوك في تأثر انتخابات المجلس الآسيوي بتدخلات خارجية.
الأحد 2023/07/09
حلم قديم يتحقق

صراع كويتي - كويتي انتهى بانتخاب الشيخ طلال الفهد الصباح رئيسًا للمجلس الأولمبي الآسيوي لولاية جديدة مدتها أربعة أعوام وسط شكوك بتدخل شقيقه أحمد الفهد للتأثير في مجرى الانتخابات.

الكويت - انتُخب الكويتي الشيخ طلال الفهد الصباح رئيسًا للمجلس الأولمبي الآسيوي لولاية جديدة مدتها 4 أعوام، بعدما تفوّق على مواطنه رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية حسين المسلّم إثر منافسة محتدمة (24 صوتاً مقابل 20)، السبت في بانكوك. وخلف الشيخ طلال (58 عامًا)، شقيقه الشيخ أحمد الفهد، الذي تنحى عن رئاسة المنصب في سبتمبر 2021، بعدما أدانته محكمة سويسرية بقضية تزوير معقدة مرتبطة بمؤامرة مزعومة للتفوّق على منافسين سياسيين في الكويت.

ومع انتخاب الشيخ طلال في المنصب الأولمبي الآسيوي الأول، تواصلت سيطرة أبناء الشيخ الراحل فهد الأحمد الصباح الذي كان أول من ترأس المجلس عام 1982، قبل أن ينتقل المنصب، عقب مقتله أثناء الاجتياح العراقي للكويت في 1990، إلى ابنه أحمد في يوليو 1991، الذي استمر رئيسًا حتى تنحّيه عام 2021.

وتولى الرئاسة منذ تنحي الفهد نائب الرئيس الفخري للمجلس الهندي راجا راندير سينغ، وأدار جلسة الانتخابات الأولى في تاريخ المجلس. وشغل الشيخ طلال (58 عاماً) مناصب عدة سابقاً أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم، قبل أن يبتعد عن المشهد الرياضي في السنوات الأخيرة لظروف صحية. وفي انتخابات نائب رئيس المجلس عن منطقة غرب آسيا، تفوّق القطري ثاني بن عبدالرحمن الكواري على الإماراتي أسامة الشعفار (26صوتا مقابل 18).

الشيخ طلال (58 عاماً) شغل مناصب عدة سابقاً أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم
◙ الشيخ طلال (58 عاماً) شغل مناصب عدة سابقاً أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية الكويتية واتحاد كرة القدم

وطلب الفهد في استهلالية تقديمه لبرنامجه الانتخابي بالوقوف دقيقة صمت على روح الأمين العام للجنة الأولمبية السورية. وقال إنه سيركّز على الحوكمة الجيدة، الاستدامة المالية، برامج تطوير للرياضات والرياضيين، كما وعد بتجديد الاتفاق الدبلوماسي مع السلطات الكويتية، فضلاً عن برامج التعليم وألعاب آسيوية بجودة مرتفعة.

وأضاف “أنا قادم من بيت ومدرسة رياضية تعود إلى ستين سنة. والدي كان أحد مؤسسي المجلس الأولمبي الآسيوي. شقيقي كان قائد ورئيس المجلس بدعمكم. سأتبعهم. أعدكم أنه بعد ساعة من الآن سأوحّد آسيا مجدداً، ولا شيء سيهدّد الألعاب أو موظفي المجلس. أعدكم بأنكم لن تروا هذا (المشهد) مجدداً، ولن تقفلوا الباب أمام أيّ شخص من آسيا. أبوابنا ستكون مفتوحة دوما". وتابع "نحن في حاجة إلى قائد وليس إلى موظّف” في تلميح إلى المسلّم المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي.

وكان المسلّم (63 عاماً) سبقه بالقول "هذا أهم يوم في تاريخ المجلس الأولمبي الآسيوي والألعاب الآسيوية". وتابع "أنا فخور بما حققته على مدى أربعة عقود للمجلس، لكنّي متوتر لأن كثيراً مما حققناه سوياً في خطر اليوم… اليوم لا أقف هنا بصفتي حسين المسلّم، بل كصديق وشقيق يمثل الاستمرارية". وتوجّه إلى الجمعية العمومية “أنتم في حاجة إلى رئيس يستمع، وأنا أستمع إليكم".

وقبل بداية الانتخابات، كان التصويت محصورًا بممثلي 43 لجنة أولمبية، مع حرمان أوزبكستان وسوريا بسبب عدم تلقي لجنة الانتخابات اسم المفوض بالتصويت في الوقت المحدد بالنسبة إلى أوزبكستان، وغياب الوفد السوري المفوض على خلفية وفاة الأمين العام للجنة الأولمبية ناصر السيد قبل ساعات من الانتخابات.

وبعد مطالبة ممثل أوزبكستان مؤيدًا من ممثلي سريلانكا وبنغلادش باللجوء إلى الجمعية العمومية، سُمح لأوزبكستان بالتصويت، خلافاً لسوريا وسط اعتراضات ملحة من الرئيس الفخري للجنة الأولمبية السورية موفق جمعة، الذي طالب بمنحه حقه التصويت مع مطالبة طلال الفهد بمنح سوريا حق التصويت.

وتمت الإشارة إلى أنه سيتم التحقق من وجود تدخلات في الانتخابات فيما بعد، إثر الكتاب التحذيري الموجه من مسؤولة لجنة الأخلاقيات والامتثال في اللجنة الأولمبية الدولية الفرنسية باكريت جيرار زابيلي إلى الشيخ أحمد الفهد على خلفية تدخله في الانتخابات "أُبلغنا بأنك ستزور بانكوك في الفترة من 6 إلى 8 يوليو 2023".

وأضافت زابيلي "(…) يمكن اعتبار هذا السفر إلى تايلاند تدخلاً في أنشطة المجلس الأولمبي الآسيوي ويمكن أن تؤخذ في الاعتبار من قبل لجنة الأخلاقيات التابعة للجنة الأولمبية الدولية في ضوء التوصيات المقدمة إلى المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية".

◙ مع انتخاب الشيخ طلال في المنصب الأولمبي الآسيوي الأول تواصلت سيطرة أبناء الشيخ الراحل فهد الأحمد الصباح الذي كان أول من ترأس المجلس عام 1982

وظهرت بوادر المعركة الانتخابية بين الطرفين منذ أبريل الماضي، حين أقفل باب الترشح للرئاسة، لكن المنافسة اتخذت منحنىً مختلفاً، بعدما أرسلت اللجنة الأولمبية الكويتية، في 18 يونيو كتابين رسميين ممهورين بتوقيع رئيسها الشيخ فهد ناصر الصباح، سحبت في الأول دعمها للمسلّم، وطالبت في الثاني بدعم الفهد.

ورد المسلّم، اليد اليمنى السابقة للشيخ أحمد الفهد، على دعم طلال الفهد بإرسال كتاب في 19 يونيو إلى لجان أولمبية وطنية جدّد فيه استمراره في الانتخابات “الرسالة (سحب الترشيح من الكويت) جاءت فقط بسبب الضغط السياسي الخارجي من طرف ثالث وليس لها أيّ تأثير على ترشيحي أو نيتي العمل.. لقيادة حركتنا الرياضية الآسيوية العظيمة".

ووجه النائب الكويتي مرزوق الغانم، أحد خصوم الفهد سياسيًا ورياضيًا، سؤالاً برلمانياً إلى وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، في شأن صحة خبر الطلب من دول آسيوية دعم أحد المرشحين للرئاسة "هل تم الطلب من أيّ من سفارات الكويت في دول آسيا، أو أعضاء البعثات الدبلوماسية، بدعم ترشح أيّ من المذكورين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؟ مع موافاتنا باسم المرشح إذا حدث ذلك".

ولاحقت الاتهامات الشيخ أحمد الفهد بالتدخل في الانتخابات لمصلحة شقيقه، خصوصًا أنه يعتبر من أبرز النافذين على الساحة الرياضية العالمية، إذ شغل سابقاً منصب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) قبل أن يتنحى عام 2018، بسبب قضية التزوير عينها، وخلفه الفيجي روبن ميتشل في أكتوبر من العام الماضي. لكن الفهد (60 عاما)، عاد وتصدر المشهد السياسي الكويتي بقوّة الشهر الماضي، بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وزيراً للدفاع في الحكومة التي يترأسها الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.

17