طفلان يروجان لسياحة فلسطين على فيسبوك

أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي دور ريادي في الترويج لسياحة البلدان من خلال صفحات تتضمن صورا وفيديوهات ومعلومات عن الأماكن التي تستحق الزيارة، كما يفعل الشقيقان الفلسطينيان أحمد وعلي زماعرة.
دير غسانة (الضفة الغربية) - في حضرة التاريخ تتباطأ الخطوات ويطول التأمل قبل أن يقتنص الشقيقان أحمد وعلي زماعرة لقطات بهاتفيهما المحمولين في قرية دير غسانة القديمة لإنتاج فيديو آخر لصفحتهما “هذه فلسطين” على موقع فيسبوك.
ونشأت فكرة المشروع في ذهن علي (13 عاما) وأحمد (تسعة أعوام) بعد حصة مدرسية حول قرية لفتا التي أصبحت مهجورة بعد أن تركها الفلسطينيون الذين هربوا أو أُجبروا على الفرار في حرب 1948.
ويقول أحمد إن المبادرة بدأت من الكتاب المدرسي حينما درس فيه عن قرية لفتا المهجرة، فتولد لديه حلم لزيارتها وهو ما تحقق لاحقا، مشيرا إلى أن شقيقه علي اقترح عليه تصوير فيديو عن تاريخ وحقيقة القرية.
وحقق فيديو “لفتا” مشاهدات عالية على مواقع التواصل، الأمر الذي ولّد دافعا كبيرا لدى الطفلين لتكرار التجربة في قرى أخرى وإطلاق المبادرة التي تتطور وتكسبهما خبرات جديدة من مقطع إلى آخر.
وقال أحمد “لما زرنا لفتا المهجرة وصورناها كتبنا النص وسجلنا الصوت ثم نشرنا العمل على صفحاتنا وحين أعجب عجب الناس كثيرا بالفيديو، قررنا أن ننشر فيديو عن يافا وبعدها واصلنا في تنزيل أكثر من فيديو”.
ومنذ تلك اللحظة، نقلت المقاطع المصورة الأخوين إلى مساحة أخرى أكبر بكثير من حدود جدران الفصل المدرسي إذ يقومان بجولات في المواقع التاريخية المختلفة بجميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وفي الضفة الغربية، تنتشر المواقع المقدسة للديانات الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية، علاوة على المناظر الطبيعية الخلابة على الجبال من تلال الخليل ونابلس وصولا إلى البحر الميت الأشد ملوحة وانخفاضا على وجه الأرض.
وقال علي “كل المدن والقرى في بلادنا جميلة لكننا نختار الأماكن القديمة والمميزة تلك التي تجذب الناس، ونحن نعد الفيديوهات لتستفيد الناس بأكبر قدر من المعلومات”.
ولم يخض الصبيان المغامرة بدافع الاهتمام الشخصي وحده، بل بالرغبة أيضا في الترويج للسياحة المحلية.
وأنتج أحمد وعلي حتى الآن حوالي 14 مقطع فيديو على أمل تعريف الأطفال غير القادرين على زيارة هذه المواقع بتاريخهم القديم.
ويحرص علي وأحمد على تقسيم المهام بينهما في إنتاج المواد الإعلامية، بدءا من اختيار الفكرة إلى الإعداد والتجهيز والتنسيق والتصوير وصولا إلى الإلقاء والمونتاج والترجمة ونشر الفيديوهات على الصفحات.
وقال علي “صفحتنا ‘هذه فلسطين’ عليها إقبال كثير.. قدمنا إلى حد الآن 14 فيديو عن قرى ومدن مهجورة”.
وبحسب الشقيقين، فإن الفيديوهات التي ينتجانها تستهدف قرى فلسطين كافة وليس المُهجرة فحسب، فيما يسعيان لإيصال الرسالة الحقيقية عنها بمختلف اللغات إلى جميع المتابعين حول العالم.
وقال علي “والدنا يدعمنا لنصل إلى أماكن بعيدة، ووالدتنا أيضا دائما تثني على ما نقدمه، كما أنها تقترح علينا زيارة بعض الأماكن”.
وبمساعدة والديهما، نال الصبيان الإعجاب وقفزت أعداد متابعيهما إلى أكثر من ستة آلاف منذ أن انطلاق مدونتهما المصورة في يوليو.
ويحلم الطفلان بألا تظل هذه المبادرة بشكلها الحالي إنما يخططان لتطويرها كما طُورّت شخصيتهما مع مرور الوقت، إلى أن تصبح في المستقبل مؤسسة أو شبكة إعلامية تساهم في توصيل رسالة فلسطين للعالم.
وليست هذه المبادرة الأولى فقد سبقت أحمد وعلي مدونتان الصحفية ملاك حسن والمحامية بيسان الحاج حسن ونشرا صورا لأماكن جميلة في الضفة على صفحتهما على موقع إنستغرام “أهلا فلسطين” تتحدث عن المقاصد السياحية وتقدم النصائح لعشاق التنزه، وأملا في تبديد مخاوف الفلسطينيين الذين يتجنبون زيارة مواقع بعيدة.