طريق وعر أمام الجزائر للاحتفاظ بلقب أمم أفريقيا

جمال بلماضي.. الرجل القوي الذي أعاد الجزائر إلى مسارها.
السبت 2022/01/08
المحافظة على القمة مسؤولية الجميع

يستعد منتخب الجزائر لخوض غمار كأس الأمم الأفريقية 2022، التي ستقام في الكاميرون. وكان من المقرر أن تقام البطولة العام الماضي، لكنها تأجلت لتفشي فايروس كورونا، وازدحام جداول مباريات الأندية. ويشارك المنتخب الجزائري في البطولة على أمل الحفاظ على لقبه، والفوز بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه.

الجزائر - يدخل المنتخب الجزائري بقيادة نجم مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز كأس أمم أفريقيا 2021 لكرة القدم المقامة في الكاميرون كأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه، لكن سيكون عليه الصمود أمام طموحات المنتخبات الأخرى القادمة بقوة للظفر بالكأس الغالية.

ولم يُهزم “محاربو الصحراء” في 33 مباراة، وهو رقم قياسي لمنتخب أفريقي، حيث بدأ الجزائريون هذه السلسلة المذهلة بالفوز على مضيفتهم توغو 4-1 في نوفمبر 2018.

وسيتعين على الجزائر من أجل تكرار إنجازها الأخير، أن تخالف الأعراف حيث فشل آخر خمسة أبطال أفريقيين في الدفاع عن لقبهم، ولم يتقدم أي منهم أكثر من دور الـ16 في تحد كبير أمام رجال المدرب جمال بلماضي.

ويضمن متصدرو كل مجموعة وأصحاب المركز الثاني التأهل مباشرة إلى الدور الـ16، بينما تتأهل أيضا أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية.

وحافظ المدرب بلماضي على ثقته بمجموعة اللاعبين الفائزة باللقب عام 2019، ليستدعي مجددا تسعة لاعبين شاركوا كأساسيين في مباراة الفوز باللقب أمام السنغال 1-0 قبل ثلاثة أعوام.

ومقابل تعرض المدرب المولود في فرنسا والبالغ 45 عاما، لانتقادات لشدّة ولائه للاعبين الذين توجوا أبطالا على أفريقيا، يعتبر سجله المتضمن 24 انتصارا وتسعة تعادلات و83 هدفا، كفيلا لإسكات المنتقدين.

تتمتع الجزائر بقوة استثنائية على الأجنحة، فلا تعوّل في هذا المجال على محرز فحسب، بل أيضا على يوسف بلايلي الذي لا يلعب حاليا في صفوف أي فريق عقب فسخ نادي قطر القطري العقد بينه وبين صاحب هدف الفوز في مرمى المنتخب “العنابي” المضيف 2-1 في نصف نهائي كأس العرب الأخيرة.

وثبُتت إصابة بلايلي بفايروس كورونا خلال معسكر أخير في قطر، ويأمل بلماضي أن يتعافى لاعب الجناح بسرعة قبل المباراة الافتتاحية في الحادي عشر من يناير ضد سيراليون.

ولاء لافت

تركيز تام
تركيز تام 

بات منتخب الجزائر على موعد مع دخول التاريخ، بعدما بلغ حاجز 34 مباراة، دون التعرض للخسارة، بعد انتصاره الودي على منتخب غانا بنتيجة 3-0.

وتعتبر سلسلة منتخب محاربي الصحراء الخالية من الهزائم الوحيدة المستمرة على المستوى العالمي، بينما يمتلك منتخب إيطاليا الرقم القياسي العالمي برصيد 37 مباراة دون خسارة.

وتعود آخر خسارة للمنتخب الجزائري الأول الذي يقوده حاليا المدرب جمال بلماضي إلى تاريخ السادس عشر من أكتوبر 2018، أمام منتخب بنين بنتيجة 1-0، علما وأن مباريات كأس العرب الأخيرة التي توج بها منتخب المحليين الجزائري لم تدخل ضمن الحسابات.

ويقترب منتخب الجزائر، من تجاوز رقم إيطاليا، وتصدر قائمة المنتخبات التي حققت أطول سلسلة مباريات دون خسارة، خلال مشاركاته المقبلة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، التي ستنطلق الأحد في الكاميرون.

المنتخب الجزائري يدخل أمم أفريقيا كأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه، لكن سيكون عليه الصمود أمام طموحات المنتخبات

أوقعت القرعة محاربي الصحراء في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات سيراليون، وكوت ديفوار، وغينيا الاستوائية. وتستهل الجزائر البطولة بلقاء منتخب سيراليون الثلاثاء القادم، على أرض ملعب جابوما بمدينة دوالا الكوتية.

واختار مدرب “الفيلة” الفرنسي باتريس بوميل خمسة نجوم من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهم المدافعان إريك بايي وويلي بولي والمهاجمون ماكسويل كورنيه ونيكولاس بيبي وويلفريد زاها. لكن سيباستيان هالر مهاجم أياكس أمستردام الهولندي، هو الذي قد يبرز في صفوف كوت ديفوار حامل اللقب مرتين.

سجل هالر مع أياكس في جميع المباريات الست لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليعادل الرقم القياسي الذي أحرزه البرتغالي كريستيانو رونالدو عام 2017. بينما خرج الإيفواريون من دور الثمانية في 2019، إلا أنّهم كانوا الفريق الوحيد الذي قارع الجزائر، وتعادل معها 1-1 بعد الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن يخسر بركلات الترجيح.

وتأهلت غينيا الاستوائية للمرة الأولى إلى المسابقة القارية بشكل مباشر، بعدما شاركت في نسختي 2012 و2015 لكونها شريكة في الاستضافة مع الغابون في النسخة الأولى، ثمّ المضيف الوحيد في النسخة الثانية.

وتخطت غينيا الاستوائية كل التوقعات في كلتا النسختين، وبلغت الدور ربع النهائي ثمّ نصف النهائي، لكن من الصعب تخيل وصولها إلى دور الثمانية في النسخة الكاميرونية.

مواجهات صعبة

منافس عتيد
منافس عتيد 

يلعب المنتخب في مجموعة يرجح أن يهيمن عليها بطلان سابقان هما الجزائر وكوت ديفوار، وسيكون احتلال المنتخب الغيني المركز الثالث والتأهل بين أصحاب أفضل أربعة منتخبات في هذا المركز نتيجة مميزة.

وتتمتع غينيا الاستوائية بصلات قوية مع إسبانيا (كونها كانت إحدى مستعمراتها)، لذا فليس من المستغرب أن يكون 16 من أصل 28 لاعبا قد ولدوا هناك، من بينهم القائد والمهاجم إميليو نسوي ابن الـ32 عاما.

يُشرف جون كيستر المولود في مدينة مانشستر الإنجليزية على تدريب منتخب يعود إلى الساحة الأفريقية بعد مشاركته الأخيرة قبل 26 عاما في جنوب أفريقيا.

وفي طريقها إلى الكاميرون، حققت سيراليون أكبر عودة في تاريخ تصفيات كأس الأمم الأفريقية، بعدما قلبت تأخرها بأربعة أهداف أمام نيجيريا بعد 29 دقيقة من صافرة البداية إلى تعادل 4-4. سجل كوامي كوي والحاجي كامارا (هدفين) ومصطفى بندو أهداف سيراليون التي فاجأت منتخب “النسور الممتازة”.

ومن البديهي القول إنّ طموح سيراليون سيتركز على احتلال المركز الثالث بهدف محاولة التأهل. تم استدعاء لاعب وسط توتنهام الإنجليزي السابق ستيفن كولكر بعد أن لعب مع إنجلترا مباراة دولية واحدة قبل تسع سنوات قبل أن يقرّر تمثيل المنتخب الأفريقي.

غراف

 

19