ضغط المباريات يربك حسابات اتحاد الكرة التونسي

أندية الدرجة الأولى ستكون مطالبة بخوض خمس مباريات لحساب منافسات الدوري، والاتحاد التونسي سيكون مجبرا على إرجاء الدورين نصف النهائي والنهائي للكأس إلى شهر يونيو.
الجمعة 2019/05/03
التكاتف سر النجاح

يسابق الاتحاد التونسي لكرة القدم الزمن من أجل استكمال بقية منافسات الدوري والكأس المحليين قبل بدء مرحلة التحضيرات الأخيرة للمنتخب التونسي المتأهب للمشاركة في أمم أفريقيا 2019 بمصر، بيد أن الإشكال الذي يعترض حاليا اتحاد الكرة يتعلق أساسا بضرورة الانتهاء من منافسات الدوري موفى هذا الشهر، رغم مشاركة ثلاثة أندية تونسية في مسابقتيْ أفريقيا.

تونس – خلال هذا الشهر ستكون أندية الدرجة الأولى في تونس مطالبة بخوض خمس مباريات لحساب منافسات الدوري، حيث يسعى اتحاد الكرة بعد ذلك إلى فسح المجال أمام المنتخب التونسي كي يجري استعداداته في أفضل الظروف، قبل المشاركة في أمم أفريقيا.

لكن تبدو المعادلة صعبة للغاية بما أن الظرف الراهن يحتم منح الوقت الكافي للأندية المشاركة في مسابقتيْ دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأفريقي كي تستعد بدورها في ظروف حسنة من أجل المنافسة على اللقب، خاصة وأن أندية الترجي والنجم والصفاقسي مرشحة لبلوغ المحطة النهائية في المسابقتين.

في هذا الخضم وإزاء اقتراب موعد البدء في التحضيرات لكأس أفريقيا للأمم الذي سيقام خلال شهر يونيو القادم بمصر، اضطر الاتحاد التونسي لتأجيل موعد إجراء مباريات الأسبوع الثاني والعشرين من الدوري، والسبب في ذلك يعود إلى وجود عديد المباريات المؤجلة. فبحكم مشاركة الصفاقسي والترجي قاريا والنجم قاريا وعربيا تم تأجيل مباريات سابقة لهذه الفرق التي تحتل المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب، والإشكال القائم بخصوص هذه المباريات أن النجم تنقصه ثلاث مباريات كاملة، في حين يملك الترجي والصفاقسي في رصيدهما مباراة مؤجلة فقط.

مبدأ المساواة

لهذا السبب قرر الاتحاد التونسي الاعتماد على مبدأ المساواة بين هذه الفرق، إذ سيتعين خوض كل المباريات المؤجلة قبل استكمال بقية منافسات الدوري، وقد تم تحديد مواعيد هذه المباريات المؤجلة والتي ستنتهي منتصف هذا الشهر.

بيد أن الإشكال القائم سيظل مطروحا، إذ من الصعب للغاية على أرض الواقع خوض خمس جولات كاملة في ظرف لا يتجاوز الأسبوعين. وفي هذا السياق أوضح رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء خلال تصريحه لـ”العرب” على هامش الجمعية العامة للاتحاد “نعيش على وقع ضغوط رهيبة لاستكمال بقية المنافسات المحلية في أقرب الآجال، فالاتحاد الأفريقي لكرة القدم طالبنا بضرورة مده بقائمة الأندية التي ستمثّل تونس في المسابقات القارية الموسم القادم قبل موفى شهر يونيو”.

مضيفا “كثرة الالتزامات والمباريات ستجعل مسألة تحديد مواعيد المنافسات المحلية المتبقية معقدة”. وأوضح الجريء أن الاتحاد ملتزم تماما بضرورة الانتهاء من كافة المنافسات المحلية قبل الآجال المحدّدة من قبل الاتحاد الأفريقي.

وفي سياق متصل سيكون اتحاد الكرة مطالبا بالتزام الحياد تجاه كل الأندية، حيث تفرض القوانين المحلية ضرورة استكمال كافة المباريات المؤجلة قبل استكمال بقية مباريات الدوري. بيد أن الاتحاد التونسي قرر مؤخرا تأجيل موعد مباراة نجم المتلوي والنجم الساحلي رغم أن الفريق الأخير لديه ثلاث مباريات مؤجلة، هذا القرار دفع إدارة النادي الصفاقسي إلى الاحتجاج والمطالبة باعتماد مبدأ المساواة بين كافة الفرق من خلال خوض المباريات المؤجلة قبل استئناف باقي الجولات.

الإشكال القائم سيظل مطروحا، إذ من الصعب على أرض الواقع خوض خمس جولات كاملة في ظرف لا يتجاوز الأسبوعين

وأكد ناصر نجاح رئيس قطاع الكرة في الصفاقسي في تصريحه للـ”العرب” أن على الاتحاد التونسي أن يعامل كل الفرق على نفس قدم المساواة حتى لا تحصل أي تجاوزات في صورة تداخل مواعيد المباريات.

وفي هذا الصدد أشار قائلا “نعلم جيدا أن النجم كان مجبرا على خوض عدد أكبر من المباريات الدولية بحكم مشاركته في البطولة العربية وكأس الاتحاد الأفريقي، وبقدر سعادتنا بتتويجه باللقب العربي بقدر ما نطالب بضرورة المحافظة على النسق العادي لسير منافسات الدوري المحلي حتى لا تتأثر مصالح الفرق الأخرى”. اتحاد الكرة استجاب لمطلب الصفاقسي، حيث ضبط رسميا مواعيد كل المباريات المؤجلة للنجم في الفترة المقبلة.

المشاركة الخارجية

إضافة إلى منافسات الدوري فإن على اتحاد الكرة الانتهاء من بقية منافسات كأس تونس، ومع تبقى ثلاثة أدوار في هذه المسابقة سيكون من الصعب للغاية برمجة بقية المباريات في ظل كثرة الالتزامات محليا ودوليا.

وفي خضم هذه المعطيات فإن الاتحاد التونسي سيكون مجبرا على إرجاء الدورين نصف النهائي والنهائي للكأس إلى شهر يونيو، وربما ستكون الفرق المتأهلة محرومة من بعض لاعبيها الذين قد يقع دعوتهم إلى المشاركة في تحضيرات المنتخب التونسي.

وبهذا الخصوص شدد رئيس اتحاد الكرة على أن الأولوية ستكون أساسا ضرورة النجاح خارجيا والتألق في المسابقات التي تشارك فيها الأندية والمنتخبات، قائلا “التتويج خارجيا هو غايتنا جميعا، والاتحاد التونسي سيركز على توفير كل الظروف الملائمة أمام المنتخب التونسي كي يستعدّ جيدا لأمم أفريقيا، كما سيدعم كليّا الأندية التونسية المشاركة في مسابقتيْ أفريقيا حتى تحقق النجاح المنشود”.

وما يمكن تأكيده في هذا السياق أن مواعيد بقية المباريات المدرجة لحساب مسابقتي الدوري والكأس المحليين قد تعرف المزيد من التحويرات، خاصة وأن نهاية هذا الأسبوع قد تشهد تواصل مغامرة الأندية التونسية في مسابقتيْ أفريقيا.

فالترجي قادر على الوصول مجددا لنهائي دوري الأبطال عندما يواجه في إياب نصف النهائي مضيفه مازيمبي الكونغولي، أما النجم والصفاقسي فيملكان أيضا كافة الحظوظ من أجل ضرب موعد مع نهائي كأس الاتحاد.

وبما أن الاتحاد الأفريقي سيكون بدوره أمام ضرورة الانتهاء من كافة مباريات دوري الأبطال وكأس الاتحاد قبل حوالي شهر من نهائيات أمم أفريقيا، فإن الضغط المربك سيجعل الاتحاد التونسي أمام امتحان متواصل على امتداد شهرين متتاليين.

22