ضعف النتائج ينهي قصة الجيل الذهبي في نهضة بركان

بولونغي أمام اختبار إعادة الفريق المغربي إلى مساره الصحيح.
الجمعة 2021/06/25
على حافة الانهيار

يعيش فريق نهضة بركان المغربي واحدة من أصعب فتراته في الدوري وسط تخبّط في النتائج، وهو ما عجل بإعلان إدارة النادي عن إقالة المدير الفني بيدرو بنعلي. ويرجع محللون فنيون تراجع النادي الذي لمع نجمه إلى وقت قريب قاريا، إلى نهاية حقبة الجيل الذهبي التاريخي.

الرباط - تواجه إدارة نادي نهضة بركان اختبارا حقيقيا لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح. وكتب هذا الجيل تاريخا لن يمحى من ذاكرة أنصار النادي بعدما توج بلقبين في آخر ثلاثة مواسم، مما يمثل إنجازا غير مسبوق.

ونال نهضة بركان مع هذه المجموعة لقب كأس العرش قبل ثلاثة مواسم برفقة المدرب المغربي منير الجعواني، وفي الموسم الماضي حصد لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية على حساب بيراميدز المصري، في ملعب مولاي عبدالله بالرباط.

كما اقترب هذا الجيل بقيادة محمد عزيز من التتويج بالكونفيدرالية في نسخة 2019، لكنه خسر في النهائي بركلات الترجيح أمام الزمالك المصري.

وكافح نهضة بركان في الموسم الماضي محليا حتى الجولة الأخيرة، في منافسة قوية مع الغريمين الوداد والرجاء على درع الدوري الذي خسره في آخر الدقائق، وحل ثالثا.

أرقام مقلقة

إدارة نهضة بركان اختارت الفرنسي دافيد بولونغي حتى نهاية الموسم في عودة للتعاون مع الأجانب بعد غياب طويل

هذا الموسم أعلنت الأرقام عن وضعية مقلقة لهذا الفريق الذي كسب التقدير محليا وقاريا بعد صعوده للدوري الاحترافي المغربي قبل 10 سنوات فقط. وسجل نهضة بركان 9 هزائم في 23 مباراة من الدوري المغربي، جاء غالبيتها داخل ملعبه.

ولأول مرة منذ صعوده دوري الكبار سجل نهضة بركان فارق أهداف سلبي بين ما سجله (23) وما سكن شباكه (26) حتى الآن، وهو مؤشر سلبي آخر رغم أنه يضم محسن ياجور الهداف التاريخي للكرة المغربية أفريقيا.

أرقام بركان سبقتها مؤشرات كارثية في دور المجموعات لبطولة الكونفيدرالية، حيث أنهى المرحلة ثالثا بانتصارين وهزيمتين وتعادلين واكتفى في 6 مباريات بتسجيل 4 أهداف فقط. كما خرج نهضة بركان من كأس العرش بطريقة مثيرة على ملعبه أمام المغرب الفاسي.

ومن جانب آخر، يضم الفريق 9 لاعبين بمعدل أعمار مرتفع يتراوح بين 36 عاما للحارس زهير لعروبي، وقائد الفريق محمد عزيز، و7 عناصر تتجاوز أعمارهم 33 عاما.

ومن المؤشرات القوية التي تكشف المزيد عن معاناة نهضة بركان وجيله الأبرز تغيير المدربين. وبدأ الفريق الموسم الجاري بمديره الفني طارق السكتيوي، الذي قاده إلى لقب الكونفيدرالية في الموسم الماضي.

ولاحقا انفصل الطرفان ليقع اختيار الإدارة على المدرب بيدرو بنعلي، لكن الأخير عمق جراح الفريق ولم يفلح في تصحيح أموره، فأقيل.

وكان بنعلي قد أحدث تغييرات داخل الفريق بعد توليه مهام المدير الفني بمنح الفرصة لعدد من الناشئين للعب كأساسيين إذ يشكو الفريق ارتفاع معدل أعمار لاعبيه بتجاوز 9 منهم الـ33 سنة وتراجع مستوياتهم.

وتعرض بنعلي إلى انتقادات كبيرة من الجمهور البركاني ومجلس الإدارة، بسبب نتائجه المتواضعة محليا وقاريا.

واضطر نهضة بركان إلى إقالة المدرب بيدرو بنعلي لتنتهي رحلته بعد خلافة طارق السكتيوي.

وكانت الخسارة أمام رديف الوداد، النقطة التي فجّرت غضب مسؤولي الفريق البركاني. وأكد مصدر خاص من داخل نهضة بركان، أن مجلس الإدارة غضب بشدة من الفوضى التكتيكية والفنية التي عرفتها مباريات الفريق.

ولم يتقبل مجلس إدارة نهضة بركان عدم التزام اللاعبين بأي أسلوب تكتيكي أو توجيهات صارمة من المدرب. واعتبر مسؤولو الفريق أن من أسباب التراجع الحرية التي يخوض بها اللاعبون المباريات.

ونفد صبر مجلس الإدارة من النتائج السلبية التي حصدها بيدرو بنعلي مع الفريق البركاني. وودع نهضة بركان كأس الكونفيدرالية هذا الموسم من دور المجموعات، رغم أنه بطل النسخة الماضية.

كما خسر لقب السوبر الأفريقي لصالح الأهلي المصري. كما أن نتائج الفريق متواضعة في الدوري المغربي، الأمر الذي دفع مجلس الإدارة إلى إقالة المدرب.

وألقت الخسارة التي تعرض لها نهضة بركان أمام الفريق الثاني للوداد، بهدفين دون رد بظلالها على مكونات النادي. ولم تتقبل إدارة بركان الطريقة التي انهزم بها بيدرو بنعلي، بمجموعة مدججة من النجوم واللاعبين المخضرمين أمام فريق احتياطي.

وزاد التصريح المثير الذي أطلقه بنعلي بعد المباراة من غضب المسئولين والجمهور البركاني، عندما أكد أن فريقه كان يستحق الفوز على الوداد برباعية. واعتبر مسؤولو نهضة بركان، أن هذا التصريح يؤكد نهاية صلاحية بنعلي لأنه لا يتطابق مع واقع فريق خسر 0-2.

عودة للتعاون

بيدرو بنعلي لم يحقق المطلوب
بيدرو بنعلي لم يحقق المطلوب

اختارت إدارة بركان المدير الفني الفرنسي دافيد بولونغي حتى نهاية الموسم، في عودة للتعاون مع الأجانب بعد غياب طويل.

ولم يسبق في تاريخ النادي منذ صعوده أن تناوب على مقعد المدير الفني 3 مدربين في موسم واحد، لتتبدد صورة الاستقرار التي رسمت في السنوات الماضية، حيث كان نهضة بركان نموذجا لذلك فنيا وإداريا، بوجود فوزي لقجع (رئيس اتحاد الكرة المغربي الحالي) على رأس إدارته قبل استقالته وتعويضه بحكيم بن عبدالله، الذي عليه تهيئة كل الظروف الممكنة لإعادة الاعتبار للفريق.

22