ضعف أداء المنتخب السعودي في المباريات الودية يحرج رينارد

الرياض- أكمل المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية، 30 مباراة مع الأخضر السعودي الأول لكرة القدم منذ توليه إدارة الجهاز الفني في يوليو 2019. وبدأ الفرنسي رينارد مشواره مع الأخضر بالتعادل أمام منتخب مالي 1-1، وحتى مباراة فنزويلا الودية الأسبوع الماضي انتهت بفوز الأخيرة 0-1. وحقق المنتخب السعودي تحت قيادة هيرفي رينارد 18 انتصارا، أهمها التي قادت الأخضر للتأهل إلى نهائيات مونديال قطر 2022، وتعادل المنتخب السعودي مع هيرفي رينارد في 6 مباريات وخسر مثلها.
وسجل نجوم المنتخب السعودي 47 هدفا، تحت قيادة المدرب الفرنسي واستقبلت شباكه 20 هدفا. ويعتبر محمد كنو لاعب وسط الهلال السعودي أكثر اللاعبين مشاركة مع هيرفي رينارد برصيد 22 مباراة، بينما يعد سالم الدوسري أكثر من سجل أهدافا معه برصيد 9 أهداف. ويخوض منتخب السعودية نهائيات كأس العالم 2022 في المجموعة الثالثة والتي تضم بجانبه منتخبات: الأرجنتين، المكسيك، بولندا.
ويعتبر الأخضر السعودي أكثر المنتخبات العربية تأهلا للمونديال في التاريخ بعدما حسم تأهله للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، وباتت السعودية أكثر منتخب عربي تأهلاً إلى كأس العالم عبر التاريخ بعد تأهلها للمرة السادسة في أعوام 1994 ، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022. وشارك المنتخب السعودي 5 مرات سابقة في كأس العالم 94- 98- 2002- 2006 و2018 وكانت أفضل نتيجة حققها هي بلوغ دور الـ16 في مونديال 94 في الولايات المتحدة.
معاناة لافتة
عانى المنتخب السعودي في المباريات الودية التحضيرية لكأس العالم، بعد تلقيه خسارتين وديتين بنتيجة 1-0 أمام كولومبيا وفنزويلا على التوالي. ويتحضر الأخضر لمواجهة الأرجنتين في الجولة الأولى من كأس العالم 2022 في نوفمبر المقبل، مما جعله يواجه منتخبات من قارة أميركا الجنوبية. وعلق ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، على نتائج السعودية في الوديات قائلا “الخسارة في الوديات تجعلك تنتبه للأخطاء، وسيكون المعسكر القادم في سبتمبر، لتصحيح الأخطاء والاستعداد لكأس العالم”.
وحلل حمزة إدريس موهبة فريق الاتحاد والأخضر السابقة، في تصريحات لبرنامج “في المرمى” عبر قناة “العربية” السعودية، أسباب تراجع منتخب بلده قائلا “لدينا مشكلة دفاعية، والدليل تألق العويس في لقاء كولومبيا، بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة أزلية يعاني منها الأخضر وهي التحرك دون كرة”. وأسهب “في أحيان كثيرة لا يتحرك اللاعب السعودي دون كرة ولا يخلق مساحات جيدة لزملائه في التمرير، وبمجرد الوصول لمنتصف الملعب لا نملك المساحات”.
وحدد إدريس أزمة أخرى يعاني منها الأخضر وهي الاعتماد على التمرير الطويل إلى الثلث الهجومي، مشيراً إلى أن البناء تحت ضغط يحتاج لاعبين لديهم إمكانيات عالية في عملية الاستلام والتسليم. في الإطار نفسه، تحدث الليبي طارق التائب نجم الهلال السابق، عن عيوب المدير الفني للأخضر، الفرنسي هيرفي رينارد، مؤكداً أنه يعاني من عديد المشاكل. وقال التائب “رينارد لديه العديد من الأخطاء التكتيكية في الفترة الأخيرة، وكذلك يفتقد الأفكار الواضحة في بناء الهجمات بالطريقة الصحيحة”.
من جانبه علق صالح الداوود، لاعب المنتخب السعودي السابق، على نتائج الأخضر الودية والعيوب الفنية لكتيبة المدرب رينارد، قائلا “السعودية تحتاج إلى خلق هوية دفاعية”. الداوود كشف عن ضرورة أن تلعب السعودية وديات قبل كأس العالم بطريقة أكثر تنظيما في الجانب الدفاعي، لاستعادة شخصيته قبل المونديال. وكان المنتخب السعودي عانى من خلل فني كبير ضد فنزويلا، وهو ما نتج عنه تألق حارس مرماه محمد العويس في إشارة واضحة إلى هيمنة الخصم.
الجمهور يعلق

عبر الجمهور السعودي، من جانبه، عن سخطه الواضح من أداء كتيبة هيرفي رينارد أمام كولومبيا وفنزويلا، متسائلا عن فائدة معسكر الأخضر في إسبانيا. وقال عدة أشخاص آخرين إن مشكلة المنتخب تكمن في الدفاع السيئ. فيما قال أحد المتابعين “ما فائدة معسكر منتخب السعودية؟ هل سوء المستوى أم هبوط حاد في لياقة اللاعبين أم فقدان المدرب لتركيزه، أم إرهاق اللاعبين؟”. بينما أشار آخر إلى أن اللاعبين إذا لم يشعروا بالمسؤولية فلن يتحسن الأداء.
محاطا بنجمي الصقور الخضر السابقين نواف التمياط ومناف أبو شقير ومغنيا أهزوجة “إلعب بفن.. سعودي، باسم الوطن.. سعودي، الله الله يا منتخبنا”، صدح صوت المشجّع صالح القرني في ملعب المدينة التعليمية في قطر الذي تكتسي مدرجاته اللونين الأخضر والأبيض. صالح الذي هتف سابقا باسم نواف ومناف من المدرجات، وجد نفسه يحظى بمواكبة وتصفيق من النجمين أثناء قيادته لبروفة تشجيعية من أرض الملعب الذي سيحتضن ثاني مباريات منتخب بلاده في كأس العالم 2002 أمام بولندا في 26 نوفمبر المقبل.
جاء صالح (61 عاما)، مشجع نادي الاتحاد، من جدة إلى الدوحة للتعرف على الشروط والترتيبات الخاصة لمواكبة الجماهير إلى الدول الجارة، حيث نظمت اللجنة المنظمة للمونديال فعالية حضرها عدد من قادة المشجعين، فضلاً عن تواجد نجم الكرة القطرية خالد سلمان والحارس العُماني علي الحبسي.
يؤكد القرني الذي بدأ رحلته مع المدرجات عام 1983 لوكالة فرانس برس أنه واكب الأخضر في جميع المونديالات السابقة باستثناء نسخة عام 1994 “بسبب ظروف عائلية خاصة منعتني من السفر إلى الولايات المتحدة” وفق تعبيره. حضر بثوبه الأبيض معتمرا قبعة رياضية بيضاء ويرى أن “الجمهور السعودي يؤدّي دورا طيبا في التحفيز، وبالتأكيد سيكون له دور كبير لأن البطولة تقام في الجارة قطر”.