صور قبطية لمنتخب الفراعنة تثير نعرات طائفية

صور لاعبي المنتخب المصري لكرة القدم تثير الجدل من جديد حيال قانون ازدراء الأديان.
الأربعاء 2018/06/27
كوبر في صورة "المسيح"

القاهرة – ترنيمة مصرية، مشروع للفنان أحمد السبروتي، اتجه فيه لرسم صور لاعبي المنتخب المصري لكرة القدم الذي شارك في مونديال كأس العالم وخرج من الدور الأول. ودشن الشاب المصري مشروعه مؤخرا عبر نشره من خلال صفحته على فيسبوك، وضمنه صورا كان قد استوحاها من الفن القبطي، معبرا عن دعمه لمنتخب الفراعنة، وقدرته على تقديم أداء جيد.

ونشرت جريدة الدستور المستقلة على صدر صفحتها الأولى قبل يوم واحد من مواجهة مصر والأوروغواي، عنوانا مثيرا قالت فيه “بركاتك يا عدرا”، وهي جملة بالعامية المصرية تعني التبرك بالسيدة مريم العذراء.

وانتشرت بعد ذلك تعليقات رافضة للصور، التي قدمت مدرب المنتخب المصري هيكتور كوبر في صورة “المسيح”، مُمسكا بكتاب به خطة المباراة، تشبّها بالكتاب المقدس. كما جاءت صور بعض اللاعبين، بينهم عصام الحضري وعمرو وردة كقديسين. أما نجم ليفربول الإنكليزي محمد صلاح فقد كتب على صورته كلمة “بؤورو”، أي الملك باللغة القبطية.

وتباينت ردود الفعل تجاه الصور بين الإعجاب والتحفّظ والتربص والهجوم، لكنها أثارت غضب بعض المسيحيين المصريين الذين يُطلق عليهم “الأقباط”، واتهموا الفنان السبروتي بازدراء شخصيات مقدسة، واعتبروه يبث الكراهية والتعصب ويتهكم على الديانة المسيحية، في وقت تمر فيه العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر بتوترات بعضها معلن ومعظمها مكتوم.

وأعلنت منى منير عضو البرلمان المصري، عزمها تقديم بلاغ للنائب العام ضد السبروتي، باعتبار أن صوره تمثل “تهكما على المقدسات”. كما أبدت شخصيات من الكنيستين، الأرثوذكسية والكاثوليكية في مصر، استيائها من الرسومات وتوظيفها بشكل يوحي بالاستهزاء من المقدسات المسيحية.

مسلمون انضموا إلى حملة الغضب، وشبهوا الصور القبطية بالرسوم المسيئة للرسول محمد والتي نشرت في الدنمارك

وانضم مسلمون إلى حملة الغضب، وحاولوا تشبيهها بالرسوم المسيئة للرسول محمد التي نشرت في الدنمارك منذ حوالي تسعة أعوام، واتهموا السبروتي بـ”الإساءة للرموز الدينية وطالبوا بمحاكمته”.

وأوضح محمد الباز، رئيس تحرير جريدة الدستور، لـ”العرب”، أنهم أرادوا بعبارة “بركاتك يا عدرا” التضرّع إلى السيدة العذراء لمباركة المنتخب وطلب الفوز، وتلك طبيعة المجتمع المصري، حيث يتوجه المسلمون إلى القديسين المسيحيين، والمسيحيون إلى أضرحة المسلمين طلبا للشفاعة والنجاح بحسب قوله.

وندد الباز بتلويح البعض بتوجيه تهمة ازدراء الأديان، مشددا أن تلك الصور كانت احتفاء وتشجيعا للمنتخب، وثمة سوء فهم للواقعة، نافيا قصد الإساءة أو ازدراء الأديان أو المساس بالسيدة العذراء أو أي مقدسات، مسيحية أو إسلامية.

واستوحى السبروتي الصور من “بورتريهات الفيوم”، وهي مقتنيات من الصور اكتشفت في العام 1887 أودع بعضها في “المتحف القبطي المصري”، بينما توجد مقتنيات منها في متاحف عالمية.

ونفى السبروتي نية الإساءة للأقباط، وقال “كلمة قبطي تعني المصري وليس المسيحي، والقبطية قومية وليست ديانة، لها فن ولغة ومظاهر خاصة بها، وتأثرت الأيقونات القبطية بخليط من الفنون التي عاصرتها من بينها الفرعوني واليوناني والروماني”.

وأكد أنه أراد الاحتفاء بالفن القبطي وتقديمه إلى العالم عبر وجوه مصرية مشهورة، من منطلق دوره كفنان يقوم بتعريف الجمهور بهذه المجموعة الرائعة من “وجوه الفيوم”.

وأضحى قانون ازدراء الأديان سيفا مسلطا على الرقاب، وهو عبارة عن فقرة في إحدى مواد قانون العقوبات المصري، أقرها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمواجهة الجماعة الإسلامية، بعد سلسلة من الحوادث الطائفية التي استهدفت رموزا مسيحية في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي.

ويرى البعض من الأقباط، أن الواقعة لا تحمل ازدراء، لأنها إبداع وهو خيار الفنان، والصورة هي خياله. وكل الرسومات، بخلاف كوبر، تحاكي بورتريهات الفيوم التي تمثل مصريين أقحاحا.

21