صندوق النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر على 40 في المئة من العمالة

واشنطن- الصعود المتنامي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40 في المئة من الوظائف في جميع أرجاء العالم، وهو اتجاه سيرسخ على الأرجح حالة عدم المساواة، وفق صندوق النقد الدولي الذي قال إن الذكاء الاصطناعي ربما يؤثر في المستقبل على 60 في المئة من الوظائف في الدول المتقدمة، و40 في المئة من الوظائف في الأسواق الناشئة، و25 في المئة من الوظائف في الدول ذات الدخل المنخفض.
ونشرت كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، تدوينة دعت فيها الحكومات إلى إنشاء شبكات أمان اجتماعي، وتوفير برامج إعادة تدريب لمواجهة تداعيات الذكاء الاصطناعي.
وكتبت جورجييفا في تدوينتها “يبدو في معظم السيناريوهات أنّ الذكاء الاصطناعي سيفاقم حالة عدم المساواة، وهذا اتجاه مقلق يستلزم من صُنّاع السياسات مواجهته بخطوات استباقية للحيلولة دون احتداد الاضطرابات الاجتماعية بسبب التكنولوجيا”.
كلام جورجييفا أتى قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس، حيث من المقرر أن تشمل قائمة المشاركين في المنتدى كلاً من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي المطورة لروبوت المحادثة الآلي تشات جي بي تي، وساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت؛ إذ سيشارك الاثنان في برنامج يتضمن جلسة حوارية بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي: هل يكون محرك الثورة الصناعية الرابعة؟”.
وفي تدوينتها تابعت جورجييفا حديثها عن تداعيات الذكاء الاصطناعي، فتوقعت أن تكون بارزة أكثر في الاقتصادات المتقدمة قياساً بالأسواق الناشئة، ويرجع ذلك إلى أنّ الموظفين الذين يؤدون أعمالاً مكتبية أكثر عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي من العمال اليدويين؛ ففي الاقتصادات المتقدمة ربما تتأثر نسبة قدرها 60 في المئة من الوظائف بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لكنّ نصفها سيستفيد غالباً من مساهمة هذه التكنولوجيا في تعزيز الإنتاجية، بحسب كلام جورجييفا.
واستشهدت جورجييفا بتحليل صندوق النقد الدولي قائلة “في ما يخصّ النصف الآخر، فقد تصل تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى المهام الأساسية التي يؤديها موظفون بشر حالياً، فيحتمل أن تقلّ العمالة جرّاء ذلك، ما يسبب انخفاضاً في الأجور والتوظيف، وربما نشهد اختفاء الوظائف كلياً في الحالات القصوى”.
أما في الأسواق الناشئة والدول ذات الدخل المنخفض فمن المحتمل أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 40 في المئة و24 في المئة من الوظائف على التوالي. والمقصود بالأسواق الناشئةِ البلدانُ التي مثل الهند والبرازيل، والتي تحظى بنمو اقتصادي مستدام، أما الدول ذات الدخل المنخفض فالمقصود بها الدول التي يقلّ فيها مستوى دخل الفرد عن حد معين.
وقالت جورجييفا “تفتقر بلدان كثيرة إلى البنية التحتية أو العمالة الماهرة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وبذلك يزداد خطر أن تُفاقم هذه التكنولوجيا حالة عدم المساواة”. وترى جورجييفا أن الذكاء الاصطناعي ربما يتسبب في اضطرابات اجتماعية، لاسيما إذا استفاد منه الموظفون الأصغر سناً واستخدموه وسيلة لتعزيز إنتاجهم، في حين يلاقي الموظفون الأكبر سناً صعوبة بالغة لمواكبتهم.
كذلك تطرقت جورجييفا إلى الفوائد المترتبة على استخدام هذه التكنولوجيا، والفرص التي توفرها لتعزيز الإنتاج والدخل في جميع أرجاء العالم، وعن ذلك تقول “لا ريب في أن الذكاء الاصطناعي سيغير الاقتصاد العالمي، لكن فلنحرص على أنّ تعم فوائدُه البشريةَ”.