صلاح أبوشريف الأحوازي: الأحواز نقطة قوة عربية لاستهداف إيران من الداخل

أكّد الأمين العام للجبهة الديمقراطية الأحوازية صلاح أبوشريف الأحوازي أن القمة العربية التي ستنعقد في نواكشوط الاثنين المقبل، ستركّز على مناقشة سبل وقف الهيمنة والتمدد الإيراني في المنطقة العربية. وأعرب، في حوار مع “العرب”، عن أمله في أن تطرح القضية الأحوازية في هذه القمة كقضية عربية أساسية ضمن هذا الملف.
الجمعة 2016/07/22
الأحواز تناشد العرب إنهاء الاحتلال الإيراني

باريس - يرى صلاح أبوشريف الأحوازي، الأمين العام للجبهة الديمقراطية الأحوازية، ومسؤول العلاقات الخارجية لجبهة الشعوب غير الفارسية في إيران، أن على العرب نقل معركتهم مع إيران من دمشق وبغداد واليمن إلى الأحواز، كجزء من سياسة التصدّي للمشروع الفارسي الإيراني في المنطقة.

وقال الأحوازي، في حوار مع “العرب” مبينا “الآن بالذات هناك ظروف موضوعية تساعد الأحوازيين في نضالهم، فإيران تتدخل في شؤون العراق وسوريا ولبنان، وتهدد أمن دول الخليج العربي، وازدادت سياستها استفزازا بعد توقيع الاتفاق النووي ما بات ضروريا الوقوف في وجه الدولة الإيرانية”.

وأضاف أن “الأحوازيين والشعوب غير الفارسية في ما تسمى جغرافيًا بإيران السياسية، باتت تضيق ذرعا بالممارسات الإقصائية للنظام الإيراني، وشهدت حراكها توسعا في الفترة الأخيرة ما يجعل الظرف مناسبا لتوسيع الوقوف ضدّ إيران في كل الاتجاهات”.

وحول صحة المعلومات التي تشير إلى وجود تصعيد في الحراك في الفترة الأخيرة في الأحواز ضد النظام الإيراني، قال الأحوازي “في حقيقة الأمر، الحراك مستمر في الأحواز منذ الأيام الأولى للاحتلال الإيراني له، أي منذ عام 1925، ولكنه بدأ بالتصعيد فعليا منذ عام 2005 بعد انتفاضة أبريل. ولكن خلال الأشهر الأخيرة، وبالتحديد منذ بداية شهر رمضان الماضي، كان هناك تصعيد في الحراك الوطني الأحوازي على كل الأصعدة، بدءا من مجال العمل السياسي والثقافي وحتى المقاومة الوطنية المسلّحة. وشهد إقليم الأحواز حراكا حقيقيا دفع السلطات الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية للاعتراف به على لسان عدد من مسؤوليها”.

صلاح أبوشريف الأحوازي: على العرب نقل معركتهم مع إيران من دمشق وبغداد وصنعاء إلى الأحواز كجزء من سياسة التصدّي للمشروع الفارسي

واحتلت إيران إقليم الأحواز عام 1925، وسيطرت على ثرواته من نفط وغاز وأراض زراعية، ونفذت الحكومات الإيرانية المتعاقبة خطة شاملة لمحو الهوية الأحوازية، وحرمت الأهالي من الدراسة بلغتهم الأم وغيّرت أسماء المدن إلى الفارسية، ومنعت أي أنشطة ثقافية عربية، وعوقب النشطاء بالسجن والتعذيب حتى الموت. ويسعى الأحوازيون إلى إعادة الإيرانيين إلى ما وراء جبال زاجروس، من مصب شط العرب حتى ما بعد مضيق باب السلام، والتي تُعدّ الحدَّ الجغرافي الطبيعي بين العرب والفرس.

وانتقد الأحوازي ضعف التجاوب الرسمي العربي مع قضية الأحواز، مشيرا إلى أن “إيران أصبحت تتدخل علنا في الدول العربية، ومع هذا ظل التجاوب العربي مع قضيتنا ضعيفا، المشكلة الحقيقية برأينا تتمثل في عدم وجود مشروع عربي مشترك لردع العدوان الإيراني عن الأراضي العربية”.

وحول مدى نجاح الأحوازيين في نقل قضيتهم للجامعة العربية أو المستوى الدولي، قال القيادي الأحوازي “نتواصل مع الجامعة العربية بشكل مستمر. وقد كنت في مثل هذه الأيام من العالم الماضي على رأس وفد في القاهرة لنقل رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية طالبنا فيها أن تكون القضية الأحوازية حاضرة في القمة.وهذا العام أيضا، أرسلنا رسالة إلى جامعة الدول العربية لتُناقش القضية الأحوازية في اجتماع وزراء الخارجية العرب وأن تكون ضمن أجندة القضايا العربية، خاصة وأننا نعتقد أن قمة نواكشوط ستكون قمة بحث السبل الجديرة بالوقوف في وجه إيران”.

وتابع “هذا على الصعيد العربي، أما على الصعيد الدولي، فنحن نتواصل بشكل مستمر مع العديد من الهيئات الدولية، كالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وكذلك مع المقرر الخاص للأمم المتحدة المختص بالشأن الإيراني أحمد شهيد، ونتواصل بشكل مستمر مع البرلمانات الأوروبية والاتحاد الأوروبي”.

وفي ما إن كان العمل السياسي قادرا على إرجاع حقوق الأحوازيين، ومدى ضرورة العمل المسلّح، قال أبوشريف الأحوازي، وهو أيضا نائب رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز، التي تضم مجموعة من الفصائل الأحوازية الثورية “أعلنّا طيلة التسعين عاما الماضية وبوضوح، أن الشعب العربي الأحوازي يريد استرجاع حقوقه وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره واستعادة سيادته ودولته الأحوازية المستقلة. وطالبنا أن يكون استرجاع هذه الحقوق بالطرق السلمية والقانونية والشرعية، لكن للأسف الشديد ردّت السلطات الإيرانية على هذا المطلب السلمي بالنار والحديد، وبالإعدامات الجماعية والاعتقالات العشوائية، ومصادرة الأراضي، وهذا ما دفع الأحوازيين إلى الكفاح المسلح”.

12