صلابة نيجيريا تتحدى طموح جنوب أفريقيا في السباق القاري

كوت ديفوار تخطط لمواصلة الحلم من بوابة الكونغو.
الثلاثاء 2024/02/06
أرقام للتاريخ

باتت المضيفة كوت ديفوار تبحث عن بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بعد عودة درامية وملحمية أوصلتها إلى نصف النهائي حيث تواجه الكونغو الديمقراطية الصلبة، في انتظار الفائز من مباراة نيجيريا وجنوب أفريقيا والمواجهة بين فيكتور أوسيمين أفضل لاعب في أفريقيا وبيرسي تاو أفضل لاعب ينشط داخل القارة.

أبيدجان – تلاقي نيجيريا الصلبة دفاعيا بقيادة أوسيمين أفضل لاعب في أفريقيا في 2023 مع جنوب أفريقيا بقيادة تاو أفضل لاعب ينشط داخل أفريقيا في 2023، وكذلك الحارس العملاق رونوين وليامز.

وواصلت نيجيريا (بطلة 1980 و1994 و2013) أداءها المتوازن الذي يجمع بين الحدّة الهجومية والصلابة الدفاعية، حيث حافظت على نظافة شباكها للمباراة الرابعة تواليا وتحديدا منذ استقبال شباكها لهدف في المباراة الأولى أمام غينيا الاستوائية، في استمرار لنهج مدربها البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي أعلن مرارا أنّ هدفه “عدم استقبال الأهداف أولا”.

شعور بالرضا

الفرنسي ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية، اقتحم حسابات الاتحاد المصري، من أجل قيادة الفراعنة

أعرب البرتغالي خوسي بيسيرو مدرب منتخب نيجيريا عن شعوره بالرضا إزاء المستوى الذي أظهره لاعبوه حتى الآن في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 في  كوت ديفوار، ورغم ذلك، يريد تحسين الكفاءة الهجومية. وتأهل المنتخب النيجيري، إلى نصف النهائي بعد فوزه على أنغولا بهدف دون رد. وتمتلك النسور أقوى خط دفاع حيث لم تتلق شباكهم سوى هدف وحيد حتى الآن، لكن الفريق سجل ستة أهداف فقط في خمس مباريات.

ونقل الموقع الرسمي لاتحاد الكرة الأفريقي (كاف) عن بيسيرو قوله “مرة أخرى، لعبنا من دون أن تتلقى شباكنا أي هدف، وسجلنا هدفا، لكني أتمنى لو أننا سجلنا المزيد. يمكن لمنتخبنا أن يصنع المزيد من الفرص”. ويأمل بيسيرو أن يواصل أديمولا لوكمان (26 عاما)، الفائز بكأس العالم للشباب دون 20 عاما مع إنجلترا في 2017، تألقه اللافت، بعدما أحرز أهداف “النسور المتميزة” الثلاثة الأخيرة، هدفين في الكاميرون في ثمن النهائي وهدف الفوز على أنغولا في ربع النهائي.

في الجهة المقابلة، يأمل البلجيكي هوغو بروس، الذي يعتمد على تشكيلة أساسية تضم 8 من لاعبي ماميولدي صنداونز، أن يستعيد لاعب الأهلي المصري تاو بريقه الذي خفت كثيرا خلال لقاء الرأس الأخضر الذي انتهى سلبا قبل أن يحسمه الحارس وليامز. وخلال ركلات الترجيح، تصدى حارس “بافانا بافانا” (بطلة 1996) وليامز لأول ثلاث ركلات قبل أنّ تهتز شباكه بتسديدة قوية ارتمى أيضا باتجاهها، ثم أنقذ الركلة الخامسة معلنا مرور بلاده لنصف النهائي الأول منذ 2000. وهي المرة الأولى التي يتصدى فيها حارس لأربع ركلات ترجيح في مباراة واحدة في تاريخ البطولة، بحسب الاتحاد الأفريقي للعبة. سبق والتقى الفريقان 3 مرات بالبطولة، فازت نيجيريا بهم جميعا، أولهم 2-0 في نصف نهائي 2000، وآخرهم 2-1 في ربع نهائي 2019. كما من المتوقع أنّ يتنافسا على بطاقة التأهل المباشر من مجموعتهما في تصفيات كأس العالم 2026.

الانقسام اللغوي

oo

وأصبحت مباراتا نصف النهائي تعبر بالمصادفة عن الانقسام اللغوي البارز في القارة السمراء، بين لقاء فرانكفوني يجمع الناطقتين بالفرنسية كوت ديفوار (البطلة مرتين) والكونغو (البطلة مرتين) وآخر أنغلوفوني يجمع الناطقتين بالإنجليزية نيجيريا (البطلة 3 مرات) وجنوب أفريقيا (البطلة مرة). ويلعب الفائزان في نهائي البطولة الأحد على ملعب الحسن واتارا في مدينة أنياما شمال العاصمة أبيدجان، فيما يلعب الخاسران السبت لتحديد المركز الثالث على ملعب فيليكس أوفويت – بوانيي في وسط أبيدجان.

في اللقاء الأول، تأمل كوت ديفوار، بطلة 1992 و2015، أنّ تواصل عودتها القوية، فبعدما انتظرت المباراة الأخيرة بدور المجموعات لتحجز آخر البطاقات الأربع المخصّصة لأصحاب أفضل مركز ثالث، جردت السنغال من لقبها في ثمن النهائي بالفوز عليها بركلات الترجيح 5-4 ثم حقّقت فوزا ملحميا على مالي القوية 2-1 بعد التمديد، علّما أنها لعبت 75 دقيقة منقوصة. وأثبت المدرب المؤقت إيميرس فاييه (40 عاما)، الذي تولى القيادة إثر إقالة الفرنسي جان لوي – غاسيه، جدارته، فساهمت تغييراته في قلب المباراتين، مع تسجيل بدلائه للأهداف.

وأشاد فاييه في تصريحات تلفزيونية بعد لقاء مالي بلاعبيه الذين “لم يستسلموا”، وتابع “هذه الروح الانتصارية جعلتنا نبحث عن البطولة الآن”. لكنّ المدرب المؤقت الذي استحال بطلا يواجه موقفا صعبا إذ يخوض نصف النهائي دون مدافعه أوديلون كوسونو (23 عاما)، الذي بدأ المشاركة بعد توليه المسؤولية، ومهاجمه اليافع عمر دياكيتيه (20 عاما) صاحب هدف الفوز القاتل، لطردهما في لقاء مالي. لكنّ فاييه ورجاله لن يكونوا في نزهة أمام قوة وصلابة منتخب الكونغو الديمقراطية (بطل 1968 و1974) والذي حقّق انتصارا صريحا في ربع النهائي على غينيا 3-1.

البلجيكي هوغو بروس يأمل أن يستعيد لاعب الأهلي المصري تاو بريقه الذي خفت كثيرا خلال لقاء الرأس الأخضر

كان هذا الانتصار الأول للمنتخب المُلقب بـ”الفهود” في البطولة بعد أربعة تعادلات تواليا. وأمام كوت ديفوار المتسلّحة بعودة الروح وجمهورها المتحمس، يعوّل المدرب الفرنسي سيباستيان ديسابر الذي يميل عموما للتحفظ الدفاعيّ على خبرة وتألق مدافع مرسيليا الفرنسي شانسيل مبيمبا ومهاجم برنتفورد الإنجليزي يوان ويسا اللذين سجلا أمام غينيا.

كما يأمل أن يعرف مهاجم قلعة سراي التركيّ سيدريك باكامبو طريق الشباك مجددا في أهم مباريات الفريق بالبطولة. وواصل ديسابر اعتماده على مهاجمه (16 هدفا في 53 مباراة) رغم ابتعاده عن مستواه منذ إضاعته ضربة جزاء أمام المغرب في دور المجموعات. اقتحم الفرنسي سباستيان ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديمقراطية، حسابات الاتحاد المصري، من أجل ترشيحه لقيادة الفراعنة، عقب بطولة كأس الأمم الأفريقية. وقاد ديسابر، منتخب الكونغو الديمقراطية، لبلوغ نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية، المقامة حاليا في كوت ديفوار.

وتخطى منتخب الكونغو الديمقراطية، عقبة الفراعنة في ثمن نهائي البطولة، بركلات الترجيح، قبل الفوز 3-1 على غينيا في دور الثمانية. وعلم كووورة أن اسم ديسابر ضمن المرشحين بقوة لخلافة فيتوريا، بجانب الثنائي كارلوس كيروش وهيرفي رينارد. وكان الاتحاد المصري قد أعلن في بيان رسمي، إقالة روي فيتوريا من منصبه، مع تعيين محمد يوسف كمدرب عام ضمن الجهاز الفني الجديد.

ولعب الفريقان 4 مرات سابقة في البطولة، ففازت كوت ديفوار مرتين مقابل مرة للكونغو فيما حسم التعادل 2-2 آخر مواجهاتهما في 2017. ويأمل ديفواريون أن يكون اللقاء تكرارا لنصف نهائي 2015 الذي حسمته “الفيلة” 3-1 أمام “الفهود”. وسيعود منتخب كوت ديفوار إلى ملعب الحسن واتارا الذي شهد خسارته أمام نيجيريا 0-1 وغينيا الاستوائية 0-4، والذي يعتبره كثيرون في أبيدجان “مصدر نحس” على فريقهم، إذ شهد تلقيه هزيمتين.

17