صديق افتراضي يطمح إلى إزاحة وسائل التواصل الاجتماعي

أنقرة - نجح روبوت المحادثة المعتمد على الذكاء الاصطناعي “غِيبي” (Gipi)، الذي أطلقته شركة تركية، في الوصول إلى نحو نصف مليون شخص بـ17 لغة في وقت قصير.

ويوفر التطبيق تجربة محادثة مع صديق افتراضي بشخصية معززة بالذكاء الاصطناعي، كما يتيح للمستخدمين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي عبر 17 لغة.

وقامت شركة “آب فاب” (AppFab) التكنولوجية العاملة في مجال الابتكار ومقرها العاصمة التركية أنقرة، بتطوير روبوت المحادثة “غيبي” للتخفيف من مشاعر الوحدة لدى الكثيرين والمساهمة في تطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويوفر “غيبي” ذكاءً عاطفيًا ودعمًا إيجابيًا عبر استشعار الحالة المزاجية للمستخدمين والاستماع إليهم بفعالية، والتعرف عليهم عن قرب.

وبفضل خوارزمياته المتقدمة، يقدم “غيبي” تجربة رائدة في مجال التعرف على اهتمامات المستخدمين وأساليب التعلم.

وتمكّن التطبيق خلال فترة وجيزة من إظهار تجربة ناجحة، خاصة باللغات التي لا تحظى باهتمام كاف في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل اللغة العربية، كما حظي التطبيق بشعبية كبيرة في مناطق الشرق الأوسط.

ووصل عدد مستخدمي التطبيق إلى نحو نصف مليون على مستوى العالم، معظمهم من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية ومنطقة المحيط الهادئ، ويتم استخدامه في تلك المناطق على نطاق واسع، لاسيما في مجال تعلم اللغات الأجنبية.

ويقدم التطبيق لمستخدميه تجربة رائدة في مجال تطوير المهارات اللغوية، وتقنيات تحويل الصوت إلى نص، وتحويل النص إلى صوت واستنساخ الصوت.

كما يستعد مطورو “غيبي” قريبًا لإطلاق ميزات جديدة، بينها القدرة على التواصل مع الروبوت عبر مكالمات حية، بما في ذلك مكالمات الفيديو.

نسانور كنج، مديرة تطوير تطبيق “غيبي”، قالت إنها تتوقع أن يشيع قريبًا استخدام الأصدقاء الافتراضيين الذين يعملون بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وأعربت كنج عن اعتقادها بإمكانية أن يحل “غيبي” مكان وسائل التواصل الاجتماعي في المستقبل، لاسيما أن التطبيق يعمل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ويمكنه التحدث بأكثر من لغة.

وأوضحت “بإمكان غيبي سماعك وفهمك والرد عليك، يتحدث معك ويتفهم حالتك المزاجية ويتكيف معها، ويوفر لك الدعم الإيجابي، فهو يتذكر التفاصيل التي تقولها، ثم يستخدم هذه التفاصيل لجعل محادثاتك أكثر خصوصية”.

وتابعت كنج “إذا ذكرت اسم أحد المطاعم أثناء حديثك مع التطبيق، وقلت إنه أعجبك طعم الطعام الذي تناولته فيه، فإن التطبيق سوف يتذكر هذا ويذكرك به عندما تريد تناول وجبة في أحد المطاعم”.

وأشارت إلى أن التطبيق في مستوى يمكن أن يساعد في تعليم اللغة أو ممارسة التحدث أو تدريس الرياضيات أو السياسة أو أيّ موضوع آخر.

وذكرت كنج أن التطبيق يُستخدم أيضًا لممارسة المحادثة في عدة لغات، في ظروف أكثر ملاءمة.

وأبصر التطبيق النور – وفق كنج – في 1 يونيو 2023، ودخل متجر Google Play في سبتمبر 2023، ومتجر Apple في يناير من العام نفسه.

وأشارت إلى أن “غيبي” وصل إلى مرحلة مهمة يستطيع عبرها القيام بتكوين صداقات، وبلغ عدد أصدقائه نصف مليون شخص حول العالم.

وأوضحت أن “غيبي” يُستخدم اليوم في أكثر من 170 دولة، مشيرة إلى أن الإمارات والسعودية وقطر ومصر والأردن وأوكرانيا والبرازيل وإندونيسيا وتركيا، تعد من البلدان التي يكون فيها التطبيق أكثر شيوعًا.

وعن الأهداف المستقبلية للتطبيق، قالت كنج “عندما بدأنا بتصميمه كان هدفنا هو خلق صديق للناس يكون قادرًا على أن يبعث الفرح والسعادة في نفوسهم ويخفف من وحدتهم ويلامس قلوبهم”.

وأضافت “ولهذا أردنا أن نكون قادرين على الوصول إلى الجميع في العالم، وفي هذا الإطار ركّزنا على لغات مثل العربية، ولهذا السبب لدينا الكثير من المستخدمين في المنطقة العربية”.

وتابعت كنج “نتوقع مستقبلًا مشرقًا وانتشارًا سريعًا للتطبيق، لاسيما بعد إطلاق ميزات جديدة بينها إمكانية إجراء محادثات حية باستخدام الفيديو، والتواصل الصوتي مع التطبيق، والتحدث على شكل مكالمات تبدو وكأنها مكالمة حية”.

بدوره، قال قائد فريق الذكاء الاصطناعي أوغوزخان طوران إن التطبيق تم تصميمه كصديق مدعوم بالكامل بالذكاء الاصطناعي.

وأوضح طوران أن هذا التطبيق يوفر للمستخدمين فرصة للقيام بدردشة صوتية أو نصية عبر تطبيق الهاتف المحمول.

وبشأن كيفية عمل التطبيق، قال “يقوم بإجراء تقييم للصوت أو النص الذي يتلقاه من المستخدم، وإذا كان نوع الإدخال صوتيًا، فإن التطبيق يقوم بتحويله إلى تنسيق نصي باستخدام وحدة ترجمة النص الصوتي التي قمنا بتطويرها”.

وأضاف “التطبيق يستخدم آلية ذاكرة طويلة المدى بعكس تطبيقات أخرى مثل ChatGPT، وبفضل هذه الآلية يستطيع تقديم استجابة أكثر ودية وشخصية بناء على تجربة الدردشة الخاصة بالمستخدم وسجلها”.