صدمة الكان تزعزع ثقة الجزائر وبلماضي في قفص الاتهام

وداع محاربي الصحراء يضع مصر وتونس أمام اختبار صعب.
الأحد 2022/01/23
لعنة الأبطال تضرب مجددا مع خروج الجزائر

يعيش الاتحاد الجزائري لكرة القدم في الآونة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار انعكست بالسلب على أداء المنتخب الأول الذي سجل مشاركة مخيبة في نهائيات أمم أفريقيا الجارية بالكاميرون. وودع منتخب الجزائر حامل اللقب البطولة القارية بعدما أخفق في تحقيق أي فوز. ورغم أن مسؤولية الأداء الضعيف في البطولة القارية تقع على عاتق اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب جمال بلماضي، إلا أن الاتحاد الجزائري يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، خاصة في ظل الفوضى والمهازل التي يعيشها أخيرا.

الجزائر - حللت وسائل الإعلام الرياضية الجزائرية خروج منتخبها حامل اللقب من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بعناوين مثل “هزيمة منطقية” و”سقوط الملوك”، وذلك إثر الخسارة القاسية أمام كوت ديفوار 1 - 3، في وقت اعتبر رئيس البلاد أن “هذا هو منطق كرة القدم”، متمنيا حظا أوفر لمنتخب بلاده الذي يستعد لخوض الدور الحاسم من تصفيات مونديال قطر 2022.

وعلق موقع “دي زد فوت” المتخصص على خسارة الجزائر أمام كوت ديفوار، معتبرا أنها “هزيمة منطقية ثقيلة تقضي على آمالنا في بلاد الكاميرون”، مضيفا “انتهى الأمر بالغرق في وجه الأفيال الذين سيطروا بشكل كامل”.

وتابع الموقع “علينا الآن أن نداوي جراح هذا الفشل حتى لا تفوتنا مسيرة التصفيات”، حيث يأمل منتخب “محاربي الصحراء” في التعويض والتأهل إلى كأس العالم عبر التصفيات الأفريقية التي وصلت إلى دورها الأخير الحاسم الذي تجرى قرعته السبت في دوالا. وتصدر عنوان موقع “لا غازيت دو فينيك” المتخصص بكرة القدم بـ”سقوط الملوك”، لكنه دعا الفريق أيضا إلى “إعادة رص الصفوف” في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم.

وغرد الرئيس عبدالمجيد تبون بعد وقت قصير من خسارة “محاربي الصحراء” الذين توجوا باللقب في النسخة الأخيرة عام 2019 على حساب السنغال، بقوله “هذا هو منطق كرة القدم.. يبقى الكبير كبيرا، فلا تيأسوا، نشجعكم ونقف وراءكم، اليوم وغدا.. حظا أوفر في المقابلات القادمة”.

ووصل المنتخب الجزائري إلى المسابقة القارية من دون هزيمة في 35 مباراة، إلا أنّ هذا الإنجاز النوعي تحطّم في الكاميرون بخسارة صادمة أمام غينيا الاستوائية.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الشباب والرياضة عبدالرزاق سبقاق “دعمه” لفريق “جعل الفرح والفخر للجزائريين” طوال ثلاث سنوات. ورأى سبقاق أنّ هذه الهزيمة “الفادحة” لا تقلل بأي حال من “قيمة” هذا الفريق وأن هذا الإقصاء “لا يعني بأي حال من الأحوال نهاية مسيرته”.

وكان المنتخب الجزائري، بطل أفريقيا عام 1990، أُقصي من الدور الأول أيضا عام 1992 في السنغال بعد هزيمته 0 – 3 أيضا أمام كوت ديفوار التي تُوجت في ما بعد باللقب.

آخر مسلسل المهازل والأخطاء الساذجة التي وقع بها الاتحاد الجزائري ما حدث عقب نهاية المواجهة ضد كوت ديفوار بعدما فضل كل اللاعبين المحترفين المغادرة إلى باريس، للالتحاق بأنديتهم، وعدم الانتظار للعودة في طائرة المنتخب. ولم يتوقف الأمر عند هذا، حيث اضطر اللاعبون، وبعض من أفراد الجهاز الفني المقيمين بفرنسا، إلى الانتظار لوقت طويل في بهو المطار للصعود إلى الطائرة، فيما تعرض بعضهم لمواقف محرجة، على غرار رياض محرز الذي اضطر للوقوف في طابور لتأكيد حجزه مع الخطوط الجوية الفرنسية!

لعنة الأبطال

نتيجة مخيبة للآمال
نتيجة مخيبة للآمال

تاريخيا، كان من الصعب جدا على المنتخبات الاحتفاظ بالألقاب الدولية الكبرى، ولم ينجح أي فريق في الدفاع عن لقب كأس العالم منذ البرازيل عام 1962، فيما كانت إسبانيا في عام 2012 الدولة الوحيدة التي احتفظت بلقب كأس أوروبا.

وفي القارة الأفريقية تبدو الأمور أسوأ أيضا لأن منتخبا بطلا وحيدا نجح في تجاوز دور المجموعات منذ أن توجت مصر باللقب الثالث تواليا عام 2010، وهو المنتخب الكاميروني في النسخة الماضية عام 2019 لكن مشواره انتهى في الدور ثمن النهائي.

والأسوأ من ذلك أن مصر فشلت حتى في التأهل إلى نهائيات عام 2012 بعد تتويجها باللقب قبلها بعامين، على غرار نيجيريا التي غابت عن نهائيات 2015 بعدما توجت بلقب النسخة التي سبقتها.

وكان المدرب الفرنسي لكوت ديفوار باتريس بوميل مساعدا لمواطنه هيرفيه رينارد حين قاد الأخير زامبيا إلى الفوز باللقب القاري عام 2012، وهو رأى أنه “من الصعب دائما النجاح في الدفاع عن اللقب لأنها كأس مرغوبة من الجميع وعندما فزنا بها عام 2012 مع زامبيا، ألهمنا الكثير من المنتخبات للسير على خطانا”.

وتابع “زامبيا كانت منتخبا رائعا ولكن لا يمكن القول إنه سيكون من المنافسين للفوز في كل مرة. الكل يريد أن يذهب بعيدا ولا نعرف من سيفوز به (اللقب)”. ومنذ رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 16 قبل قبل ربع قرن من الزمن، كان اللقب من نصيب منتخب من شمال القارة كلما أقيمت كأس الأمم الأفريقية في شمال أفريقيا.

البطولة شهدت مشاركة قياسية للكرة العربية، مثلتها 7 منتخبات في مرحلة المجموعات، حجزت 4 مقاعد بدور الـ16

لكن منتخبات شمال أفريقيا عانت في كثير من الأحيان في أماكن أخرى من القارة، باستثناء مصر التي فازت في غانا عام 2008 وأنغولا في 2010.

وأشار بلماضي في أكثر من مناسبة إلى الظروف الصعبة كسبب لمعاناة فريقه خلال مبارياته في دوالا، العاصمة الاقتصادية للكاميرون، نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة.

وبعد بداية مخيبة حيث ابتعد المشجعون بأعداد كبيرة بسبب قواعد فايروس كورونا المطبقة في المباريات، ازداد الحضور بشكل ملحوظ ووصل إلى 30 ألفا في مباراة دوالا الخميس.

ويبدأ الدور الإقصائي الأوّل الأحد حيث تلعب نيجيريا، الوحيدة التي فازت بجميع مبارياتها الثلاث في دور المجموعات، مع تونس في إحدى أقوى مباريات ثمن النهائي.

ولا يزال البلد المضيف، المغرب، كوت ديفوار، مصر محمد صلاح، وسنغال زميله في ليفربول الإنجليزي ساديو مانيه في البطولة أيضا، لكن توسيع المشاركة في النهائيات سمح أيضا لمنتخبين صغيرين بالتواجد في الأدوار الإقصائية.

وفي مشاركتها الأولى على الإطلاق في البطولة القارية، حققت جزر القمر المفاجأة وتأهلت إلى ثمن النهائي بفوزها في الجولة الأخيرة على غانا الفائزة باللقب أربع مرات.

وبمنتخب مصنف في المركز 132 عالميا وبتشكيلة مكونة بغالبيتها من الهواة، تتحدى جزر القمر في ثمن النهائي المنتخب الكاميروني المضيف. ورغم أنها المنتخب الأدنى تصنيفا في البطولة وتحتل المركز 150 عالميا، تأهلت غامبيا إلى ثمن النهائي وفي رصيدها سبع نقاط.

وكشف مدربها البلجيكي توم سانتفييت أنه “عندما وصلت في يوليو 2018، لم تكن غامبيا قد فازت بمباراة تنافسية منذ خمس سنوات. لم يكن هناك أمل. كان الفريق في المركز 172 عالميا. قلت إنني هنا لأؤهل غامبيا وكان الجميع يعتقد أني مجنون”.

اختبار صعب

منتخب الجزائر كرر سيناريو نسخة البطولة عام 1992 بالسنغال عندما خرج من الدور الأول دون تحقيق أي فوز
منتخب الجزائر كرر سيناريو نسخة البطولة عام 1992 بالسنغال عندما خرج من الدور الأول دون تحقيق أي فوز

أسدل الستار على منافسات دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في الكاميرون. وتنطلق منافسات ثمن النهائي الأحد، وستكون لقاءات المنتخبات العربية صعبة وقوية. ويصطدم المنتخب المصري بكوت ديفوار، أما تونس فستواجه نيجيريا.

ويلتقي منتخب المغرب ضد مالاوي، أما جزر القمر فستواجه الكاميرون صاحبة الضيافة.

وبعدما شهدت البطولة مشاركة قياسية للكرة العربية، حيث مثلتها 7 منتخبات في مرحلة المجموعات، فقد حجزت 4 مقاعد فقط بدور الـ16، حيث يتعلق الأمر بمنتخبات مصر والمغرب وتونس وجزر القمر، فيما ودعت الجزائر وموريتانيا والسودان المسابقة من دور المجموعات.

وتصدر المنتخب المغربي ترتيب المجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، متفوقا بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه منتخب الغابون، فيما حقق منتخب جزر القمر تأهلا تاريخيا للدور المقبل بفضل فوزه التاريخي 3 - 2 على منتخب غانا في ختام مبارياته بالمجموعة.

وتواجد منتخب جزر القمر في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، ليصبح ضمن أفضل 4 ثوالث في المجموعات الست بالدور الأول، تاركا منتخب غانا، الذي يمتلك 4 ألقاب في المسابقة، في قاع الترتيب برصيد نقطة واحدة، ليخرج من مرحلة المجموعات في البطولة للمرة الأولى منذ نسخة عام 2006 بمصر في مفاجأة مدوية، ليواصل منتخب (النجوم السوداء) تراجع نتائجه في النسخ الأخيرة للمسابقة.

منتحب جزر القمر المصنف 132عالميا يواجع في الدور الثمن النهائي لبطولة كأس أمم أفريقيا المنتخب الكاميروني

وفي المجموعة الرابعة، صعد المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، للدور المقبل، بعدما احتل المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد 6 نقاط، بفارق 3 نقاط خلف منتخب نيجيريا (المتصدر)، فيما احتل منتخب السودان المركز الثالث برصيد نقطة واحدة، لكنه عجز عن التواجد ضمن أفضل ثوالث، ليفشل في استكمال مشواره في البطولة التي توج بها عام 1970 على ملاعبه.

وجاءت الصدمة الكبرى للكرة العربية من المنتخب الجزائري الذي تذيل ترتيب المجموعة الخامسة برصيد نقطة واحدة، بعد تعادله سلبيا مع سيراليون وخسارته 0 - 1 أمام غينيا الاستوائية و1 - 3 أمام كوت ديفوار، ليصبح أول حامل للقب يخسر مباراتين بمرحلة المجموعات منذ المنتخب الكاميروني في نسخة المسابقة عام 1990 التي استضافتها الجزائر.

وبذلك، كرر منتخب الجزائر سيناريو نسخة البطولة عام 1992 بالسنغال، عندما خرج من الدور الأول دون تحقيق أي فوز بخسارته 0 - 3 أمام كوت ديفوار وتعادله 1 - 1 مع الكونغو، حيث كانت المجموعة تضم 3 منتخبات فقط حينها، ليفشل في الحفاظ على لقبه، الذي أحرزه في النسخة السابقة عام 1990.

أما المنتخب التونسي الفائز بالبطولة عام 2004، فواجه سوء حظ بالغ خلال البطولة، بدءا من خسارته المثيرة للجدل 0 - 1 أمام نظيره المالي في الجولة الأولى للمجموعة السادسة، والتي تلتها مطاردة فايروس كورونا للعديد من عناصره الأساسية، ليأتي تأهله لدور الـ16 بشق الأنفس، بعدما تواجد ضمن أفضل ثوالث.

واحتل منتخب تونس المركز الثالث في المجموعة برصيد 3 نقاط، متأخرا بفارق 4 نقاط خلف منتخبي مالي وغامبيا، اللذين احتلا المركزين الأول والثاني على الترتيب، فيما تذيلت موريتانيا الترتيب بلا رصيد من النقاط، عقب خسارتها في جميع مبارياتها.

مواجهة عربية

Thumbnail

سيكون 3 من ممثلي الكرة العربية في الأدوار الإقصائية أمام اختبارات قاسية بدور الـ16، حيث تشهد صداما للمنتخب المصري مع منتخب كوت ديفوار، متصدر ترتيب المجموعة الخامسة، الذي توج باللقب عامي 1992 و2015، وستكون المواجهة أشبه بنهائي مبكر في البطولة.

وفي المقابل، سيكون المنتخب المغربي في مواجهة أسهل كثيرا بالدور المقبل أمام منتخب مالاوي، الذي اجتاز مرحلة المجموعات في البطولة للمرة الأولى، بعد تواجده ضمن أفضل ثوالث، حيث احتل المركز الثالث بترتيب المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، خلف منتخبي السنغال وغينيا.

وفي حال اجتياز المنتخبين المصري والمغربي عقبة دور الـ16، فمن المنتظر أن يشهد دور الثمانية مواجهة عربية مرتقبة بينهما، لتكون الأولى بينهما بعدما سبق أن التقيا بنفس الدور بنسخة عام 2017 في الغابون، حين حسم منتخب الفراعنة المواجهة لصالحه بالفوز 1 - 0.

وسيتعين على منتخب تونس خوض مواجهة غاية في الصعوبة بدور الـ16 ضد منتخب نيجيريا متصدر ترتيب المجموعة الرابعة الأحد.

في الدور الإقصائي الأوّل تلعب نيجيريا، الوحيدة التي فازت بجميع مبارياتها الثلاث في دور المجموعات، مع تونس في إحدى أقوى مباريات ثمن النهائي

ويعد منتخب نيجيريا، الفائز باللقب أعوام 1980 و1994 و2013، هو الوحيد بين المنتخبات الـ24 التي شاركت في دور المجموعات، الذي حقق العلامة الكاملة، بفوزه في جميع مبارياته الثلاث بالدور الأول.

وفي حال تأهل تونس لدور الثمانية، فسوف تكون على موعد مع مواجهة أقل ضراوة نسبيا، ضد الفائز من مباراة منتخبي بوركينا فاسو والغابون.

أما منتخب جزر القمر فسيكون على موعد مع منتخب الكاميرون، المدعم بعاملي الأرض والجمهور، في دور الـ16، حيث يحلم بمواصلة مفاجآته أمام منتخب (الأسود غير المروضة)، متصدر ترتيب المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط، الذي فاز باللقب 5 مرات كان آخرها في نسخة المسابقة عام 2017.

وفي حال تحقيق منتخب جزر القمر المفاجأة وصعوده لدور الثمانية، فمن المقرر أن يلتقي مع الفائز من مباراة غينيا، صاحبة المركز الثاني في المجموعة الثانية وغامبيا، التي احتلت المركز ذاته بالمجموعة السادسة.

كما يشهد دور الـ16 مواجهة سهلة نسبيا لمنتخب السنغال، متصدر ترتيب المجموعة الثانية، الذي مازال يبحث عن لقبه الأول في البطولة، حيث يلتقي مع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي)، صاحب المركز الثالث بالمجموعة الأولى.

ومن المقرر أن يلعب الفائز من السنغال وكاب فيردي في دور الثمانية مع الفائز من لقاء منتخب غينيا الاستوائية، صاحب المركز الثاني بالمجموعة الخامسة والمنتخب المالي.

18