حين تجالس العلوي تكتشف أنه حكاية وخزين من الأفكار والصياغات التي يضع نفسه دوماً في الصف الأول شاهداً وشهيداً على حدوثها.

العراقيون الذين غنوا لبغداد كثر وكأنهم اكتووا وتولعوا وكلموا فيها بالقرب والبعد عنها، يدركون أن لا فضل لهم سوى تعبير عن فرط محبتهم لمدينة لا يرون سواها.

الآنسة بيل الملقبة بـ"الخاتون"عملت على إقناع الأسر العراقية بجدوى تنصيب الملك فيصل مؤيدا من التاج البريطاني ليحكم.

في الشورجة تضجّ الحياة من لحظات الضياء الأول حتى آخر المساء، حين ينسل إلى أزقتها المتشعبة المئات من الباعة والتجار والحمّالين والمتبضّعين.

كُتاب وباحثون عراقيون أنجزوا أخيرا مؤلفا عن بطاطو عرفانا لمنجزه يحمل اسم “حنا بطاطو في سيرته ومنهجه وتفسيره لتاريخ العراق المعاصر.

عانت البصرة في تاريخها الحديث كما عانت بالأمس من نكسات وخيبات، واحتلالات متكررة واستحالت مربض الجيوش الغازية، وموطئ الصراع وثغرة الغزوات.

العمل الدبلوماسي الذي تطلق عليه بعض الدول بالعمل النوعي يتبدد ذلك حين تدخل السفارات والقنصليات التي تصطبغ بلون الكتلة التي يمثلها الوزير من حيث القومية والطائفة التي يمثلها.

أي أطوار غنائية تنتج تلك المآتم، وأي لوعة تخرج بها عُرب مطربي العراق، حين تغني لـ"الريل وحمد" بصوت ياس خضر، و"سلامات" و"عند بابهم" بصوت حميد منصور.

الأغنية العراقية ابنة موت ذلك الشاعر المتنبي الذي لم يتمكن من الإفلات من قاتليه لبيت شعر قاله وأطر نهايته.

الإشراقة الوحيدة التي قدمها المقاتلون في الجيش عند تحرير الموصل وقصباتها وقواه المساندة، قد تكون هي الضوء في نهاية النفق في المعادلة العراقية التي تعيش لحظات تفجر قد لا تنتهي قريبا.

التاريخ لا يلد قادة عظاما دوما، لأنهم يولدون من رحم الأمم بلحظات فارقة، التاريخ يختار القادة الذين يصنعون مجد دولهم ويجعلونها في قمة عطائها كي تسير بلا حقول ألغام.

قتله الدور الذي مثله وكأنه يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير، لكن قلبه لن يقاوم الخيانات والطعنات حتى خرّ صريعا أخيرا وهو يتمنى لوطنه أن يشفى.

كان يعالج مشكلاته بروح الدعابة، ويبدد أحزان الآخرين بتذكيرهم أن الحياة تتطلب الصبر والمجالدة، والإنسانية، وأن بعض المواقف الصعبة التي لا حلول لها فإن الزمن كفيل بحلها.

صرنا في الدرك الأسفل في العيش والفساد وهروب الملايين عن الوطن المبتلى، جلّهم من الكفاءات التي أغدقت عليهم الدولة ميزانيات هائلة على مدى عقود، توقف الإعمار والبناء، وسيادة مجتمع استهلاكي.

ظلت الناصرية تخّرج مثقفين يهجرونها كأنهم يهربون من رتابة الحياة فيها إلى العاصمة، ليكونوا نواة العمل السياسي، في الحكومة والمعارضة على حد السواء.