صانع مراكب عراقي ينتج نماذج للديكور

نماذج مصغرة ومجسمات مختلفة تخلد التراث العراقي في صناعة القوارب الخشبية.
الثلاثاء 2021/09/21
صانع القوارب الخشبية مهنة ولى عليها الزمان

البصرة (العراق) - يتذكر صانع القوارب الخشبية نور إبراهيم طه (70 عاما) وهو يسير على ضفة نهر كانت تعج ذات يوم بورش لصناعة هذه القوارب الأيام التي كانت تزود فيها تلك الورش المدن العراقية كلها، وليس محافظة البصرة في الجنوب فقط، بهذا النوع من القوارب التي تُستخدم في الصيد ونقل البضائع والركاب.

وبينما ينظر على ضفة النهر الخاوية الآن والتي نادرا ما تُرى فيها قوارب صيد خشبية طويلة وضيقة، قال الصانع المُسن “تعلمت صناعة المراكب في هذه المنطقة وعمري تقريبا أقل من 11 سنة حين كانت مثل خلية النحل يعمل فيها شيوخ الكار”.

وأوضح إبراهيم طه، أنه عندما نشبت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 أجبره الوضع الأمني على التخلي عن تلك المهنة التي لم تعد أبدا منذ ذلك الحين إلى مجدها السابق.

وأوضح ظافر نور إبراهيم، نجل صانع القوارب المُسن، أنه بمرور الوقت بدأت المياه تتراجع في الأنهار بجنوب العراق، وبدأت في الوقت ذاته ترتفع أسعار الخشب إلى مستويات قياسية كما قل عدد الصيادين ولم تعد صناعة القوارب تلقى تشجيعا يُذكر.

وأدت تلك العوامل مجتمعة لانخفاض حاد في الطلب على القوارب التي ظل والده وهو يعملان في ترميمها وإصلاحها أو صناعتها بناء على طلبات مسبقة.

وقال ظافر “أصبح الطلب على الزوارق الكبيرة قليلا بسبب عزوف الصيادة عن العمل، واندثرت هذه السفن العملاقة التي كانت تغذي البصرة وكل العراق بالسمك، اليوم اندثرت سفن الأسماك وزاد غلاء أسعار الأخشاب، فقررت مع والدي الاتجاه للحفاظ على تراث  البصرة والعراق إلى  تصنيع المجسمات، السفن الصغيرة التي يتخذها الناس كديكور وهي تروي تاريخ السفن وصيد السمك في العراق”.

ومن أجل الحفاظ على التقاليد العائلية والتراث العراقي لصناعة القوارب الخشبية، قرر نور إبراهيم طه البدء في إنتاج نماذج مصغرة أو مجسمات من القوارب المختلفة، لبيعها إلى المتاحف والأفراد الذين يرغبون في أخذ قطعة من التاريخ العراقي.

وقال ظافر من ورشة العائلة، حيث يعمل ثلاثة أجيال في صناعة نماذج للقوارب الخشبية، “أخذت هذه الحرفة من والدي ومن جدي بمثابة الهواية لي ما يعني أنني حين أشتغل مركبا صغيرا أتفنن فيه وأبدع”.

 
24